أبو الغيط: نمر بمرحلة يسودها التشويش والانقسام والتفتيت

الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط
الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط
كتب مصطفى عنبر
قال أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، "إن بلادنا لم تكن فى أى وقت بمنأى عن الصراعات والحروب، أو بعيدة عن القلاقل والفتن والأزمات، إلا أن اللحظة الحالية تختلف عن أى شىء عهدناه فى السابق".

 

وتابع أبو الغيط، فى تصريحات له، اليوم الأحد "نمر بلحظة يشوبها التشويش والبلبلة يسود فيها الانقسام، والتشرذم والتفتيت".

 

وقال:"لقد صارت الصورة مختلطة ومشوشة حتى ضاعت معالمها، وفى سعينا لاستيضاح المشهد الراهن، بكل تعقيداته وتداخلاته، فإن حالنا يشبه نملة تسير على سجادة هائلة الحجم، فلا تستطيع أن تستبين تصميمها الكلى أو الصورة الكبيرة المرسومة عليها، وإنما تغرق فى تفاصيل صغيرة، جزئية وهامشية".

 

وشدد على أن العمل العربى المشترك، والتنسيق والتحرك الجماعى، لم يعد فى اللحظة الراهنة ترفا أو شعارا وإنما أصبح ضرورة بقاء من أجل علاج الجراح العربية النازفة، وإعادة الحيوية للجسد العربى المنهك، وعبر عن قناعته بأنه على الرغم من وجود أسباب التخبط واليأس، فإن هناك ضوء فى آخر النفق لكنه لفت إلى أن خروج العالم العربى من هذه الأزمة الكبرى لن يتحقق إلا بالتلاحم والتعاضد بين مكوناته الأساسية.

 

وقال إن الأزمات الراهنة فرضت على دول عربية أن تتداعى لنجدة دول أخرى وهو ما يعكس مؤشرا جيدا على أن هناك عصب للنظام العربى ما زال سليما، وأن بإمكانه – بقليل من الفكر الجسور وروح المبادرة- أن يعمل بكفاءة وأن يصير "نواة" تستعيد للعالم العربى تماسكه، وللدولة الوطنية منعتها ووحدتها.

 

وتطرق أبو الغيط إلى الأزمة العميقة والخطيرة التى ألمت بالمنطقة العربية فى السنوات الأخيرة والتى أدت إلى أن هناك دولا تكاد تختفى من على الخريطة، بينما هناك دول أخرى يناضل أبناؤها من أجل الحفاظ على كيانها موضحا أن القاسم المشترك بين أزمات الدول العربية هو العجز عن صهر الولاءات الأولية، للقبائل والعشائر والمذاهب والمناطق، فى بوتقة وطنية جامعة والذى تتحمل النخب مسئولية استمرارها بهذه الصورة القبيحة والمفزعة.

 

وقال إن الانفجار الذى نشهده اليوم، فى سوريا والعراق وليبيا واليمن، ليس سوى نتيجة طبيعية لتنازع الهويات، وضعف الولاء للدولة الوطنية باعتبارها عنوان الانتماء. فى غياب الولاء لعلم الدولة، يطل الانتماء للقبيلة، فى غياب الانصهار فى الجيش الوطنى، تظهر الميلشيات والعصابات، وعندما تكسر وحدة السلاح، تتعدد البنادق، وتتكاثر الولاءات، وتغرق الأوطان فى الفوضى.

 

وأضاف "إن الدولة العربية لم تواجه التهديد من كيانات أصغر منها فحسب، وإنما أيضا من أحلام –أو أوهام- أكبر فلقد شهدنا من يبشرون بالانتماء للخلافة الإسلامية، وينسبون أنفسهم –زورا- لها. وهؤلاء يقصمون ظهر الدولة الوطنية ويضربونها فى مقتل لأنهم يبشرون بكيان أكبر منها لا وجود له سوى فى خيالاتهم، كما أنهم يستغلون ارتباطنا الوجدانى بتجربة الخلافة الإسلامية ليقفزوا إلى السلطة وجميعنا شاهد ما يفعلونه عندما يتربعون على كرسى الحكم. كلنا رأينا بأعيننا حقيقة ما يدعون إليه فى الرقة والموصل وسرت. من إعدامات بالجملة. واستعباد للنساء. وترويع للعباد وخراب للبلاد".

 

ونبه الى أن الدولة العربية تواجه تهديدا من أعلى ومن أسفل. من داخلها ومن خارجها فى وقت يمر فيه العالم كله بحالة من السيولة والفوران مشيرا إلى أنه لا يوجد نظام دولى مستقر يساعد فى التنبؤ بسلوك اللاعبين الآخرين وهو ما يشير إلى بروز لحظة مرتبكة تشهد ميلادا جديدا غير أنه لا يمكن استيضاح معالمه أو تبين محدداته.

 

ورأى أبو الغيط أنه وبسبب الارتباك الراهن تبدو الأزمات العربية أكثر تعقيدا ومصحوب ببزوغ وتضخم لطموحات قوى إقليمية تريد الانقضاض على ما تراه غنائم لها، ومكاسب يتعين عليها تحصيلها. وبعض هذه القوى لا يرغب سوى في الهيمنة والسيطرة وبسط النفوذ على البلدان العربية إلى جانب تبلور أجندات جديدة لقوى دولية صاعدة تطمح لإزاحة القوة العظمى المهيمنة وتريد أن تلعب دورا، وأن تكسب أرضا وهى تسعى عبر استشعار الفراغ الذى نتج عن تآكل الدول وتفتيتها إلى أن تتمدد فى هذا الفراغ لتملأه تبعا لمصالحها وتحقيقًا لأهدافها.

 

وحذر أبو الغيط من أن كل شبر تخسره الدولة الوطنية يتمدد فيه الآخرون وكل ثغرة هناك من هو جاهز لاقتناصها، وكل فراغ سيجد من يملأه لافتا الى أن الدولة الوطنية ليست كيانا يدافع عنه بالسلاح فحسب، ولكنها المناط الأخير للانتماء والولاء وقال إن هذا الانتماء لا يولد من رحم الخوف والرعب من دولة قاهرة، وإنما بدافع الإيمان الحقيقى والاقتناع الأصيل. وكم من دولٍ قامت على الخوف فتهاوى بنيانها بين عشية وضحاها.

 

وأكد أن هناك حاجة ماسة لتجديد مفهوم الدولة الوطنية فى العالم العربى على نحو تكون معه مقرونة بكل معانى الحكم الرشيد والعدالة وأن تكون "دولة كل مواطنيها" بحق، دون أن تقوم على مذهب أو تستند إلى عرق. لا تنفرد بها فئة أو جماعة.


 

 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

سيارة بنتايج تكشف حقيقة الرحيل عن الزمالك

موعد وقفة عرفات وأول أيام عيد الأضحى المبارك 2025

مدمن مخدرات يفصل رأس والده عن جسده بالسكين فى قرية الكوبانية بأسوان

مواعيد مباريات اليوم.. مرموش فى مهمة جديدة ومواجهة قوية بين الشباب والاتحاد

موعد صرف مرتبات شهر مايو 2025 للعاملين بالدولة


موعد انطلاق مباريات الجولة الثامنة لمرحلة حسم دوري نايل والقناة الناقلة

تطورات واقعة سرقة مبالغ مالية ومشغولات ذهبية من فيلا نوال الدجوى

تفاصيل اعترافات المتهم بقتل سيدة في مدينة 6 أكتوبر

رواج الحركة السياحية بمعبد أبو سمبل خلال الموسم السياحى الحالى.. صور

نجوم يبحثون عن المجد في مونديال الأندية بعد موسم كارثي


أسواق اليوم الواحد سلاح الدولة فى محاربة الغلاء لصالح المواطنين.. تساهم فى تقليل حلقات تداول السلع من المنتج للمستهلك.. نجاح المرحلة الأولى سبب افتتاح الثانية.. تستهدف تأمين مخزون استراتيجى من السلع الأساسية

الجولة الأخيرة من دوري نايل تحسم صراع عاشور ومنسى وفيصل على لقب الهداف

من أجل شباب أكثر وعيا وقدرة على صناعة المستقبل.. حياة كريمة ووزارة الشباب والرياضة يتعاونان لتأهيل النشء وبناء جيل مسئول يحقق رؤية مصر المستقبلية.. معسكرات شبابية ومبادرات مختلفة وملتقيات توظيف بكل المحافظات

محاكمة عاطلين بتهمة إجبار مواطن على توقيع إيصالات أمانة بالإكراه اليوم

دمار وتجويع.. الأمم المتحدة تحذر من تفاقم الوضع فى غزة.. وجوتيريش يؤكد: ما يتعرض له الفلسطينيون تجاوز كل حدود البشاعة والقسوة.. ومفوض حقوق الانسان: حصار الاحتلال يفاقم المجاعة.. وهناك تدمير ممنهج لأحياء بأكملها

"مش هسيبه غير لما يدفعها".. تفاصيل خناقة الـ 4 ملايين جنيه بين سيدة ومطلقها

موعد مباراة بيراميدز وصن داونز المرتقبة فى نهائى دوري أبطال أفريقيا

زى النهارده.. إنبى يتوج بكأس مصر أمام زعيم الثغر للمرة الأولى فى تاريخه

درجات الحرارة المتوقعة اليوم الثلاثاء 20 مايو 2025 فى مصر

مودريتش يقود قائمة كرواتيا فى تصفيات كأس العالم 2026

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى