اعتقالات واتهامات بالتحريض فى ثالث أيام العصيان المدنى بالسودان.. حكومة الخرطوم تصر على الإنكار وتصادر 4 صحف وتغلق فضائية.. والبشير يؤكد: العصيان فاشل ونحن فى حاجة لإصلاح حقيقى للاقتصاد

العصيان المدنى فى السودان
العصيان المدنى فى السودان
كتبت آمال رسلان

فى خطين متوازيين لا يتقاطعان تسير المعارضة السودانية والحكومة هذه الأيام فى ظل استمرار العصيان المدنى لليوم الثالث على التوالى، نتيجة إعلان الحكومة سلسلة قرارات اقتصادية أدت إلى رفع الأسعار، وعلى الجانب الآخر استمرار حكومة الخرطوم فى إنكار مشكلاتها مع الشعب، أو البحث عن مخرج للأزمة لتخفيف الغضب.

 

وفى اليوم الثالث والأخير لدعوات العصيان المدنى من قبل بعض أطراف المعارضة السودانية ونشطاء التواصل الاجتماعى، بدت المشاهد من المدن الكبرى فى السودان خالية من روادها استجابة للدعوات، وأغلق العديد من أصحاب المتاجر والمصالح التجارية مصالحهم، بينما لم يذهب مئات الآلاف من السودانيين إلى عملهم وتباينت آراء المراقبين حول نسب نجاح الإضراب فى السودان، إذ رجح البعض أن نسبة نجاحه بلغت 40%، إلا أن آخرين أشاروا إلى نسبة تبلغ 70% على الأقل فى العاصمة السودانية الخرطوم.

 

وانتشر على مواقع التواصل الاجتماعى هاشتاج بعنوان "#SudanCivilDisobedience " للتعليق على العصيان المدنى فى السودان، وقالت المواقع السودانية إن الهشتاج شهد تفاعلا كبيرا من قبل السودانيين وحصد أكثر من 60 ألف تغريدة وكان الأكثر تداولا فى السودان بينما انتشر فى دول عربية أخرى، ونشر عدد من المغردين على موقع تويتر صورا تظهر شوارع العاصمة الخرطوم وهى هادئة خالية من المارة، وكتب العديد عن التزام الكثيرين بالعصيان ونيتهم الاستمرار فى التظاهر.

 

وفى مقابل التفاعل المجتمعى مع العصيان أصرت حكومة السودان على الرفض التام للاعتراف بأى تمرد داخلى، وظهر الرئيس السودانى عمر البشير فى حوار له بصحيفة "الخليج" الاماراتية ليؤكد أن العصيان المدنى الذى دعا له نشاطون فى البلاد كان فاشلا بنسبة مليون فى المئة.

 

وقال البشير فى الحوار الذى نشرته وسائل إعلام سودانية: "نؤكد أن العصيان المدنى الذى تم الترويج له مؤخرًا كان فاشلاً بنسبة مليون فى المائة، وجميع الناس كانت حريصة على الحضور لعملها، ويوم الأحد الماضى شكل نسبة حضور عالية".

 

وأقر الرئيس بأن ما أسماه "التسعيرة الغالية" التى تم إعمالها بعد القرارات الاقتصادية الأخيرة هذا الشهر، بأنها "ليست صدمة للمواطن السودانى، إنما كالصفع على الوجه"، مؤكدا فى الوقت ذاته أن السودان فى حاجة إلى برنامج إصلاح اقتصادى، موضحا أن أسعار السلع فى البلاد أقل مما هى عليه فى الدول الجوار ما جعل عمليات تهريب المواد البترولية والسلع الغذائية تنشط إلى دول الجوار عبر الحدود الواسعة.

 

ورأى أن الوضع الاقتصادى يتحسن بعد أن مر بفترة سيئة عقب انفصال جنوب السودان وذهابه بغالبية إنتاج النفط، ما جعل السودان يفقد 90% من عوائد العملة الأجنبية من النفط، قائلا: "إن التضخم هبط الآن إلى 13% بعد أن كان 60%".

 

وأشار الرئيس البشير إلى أن حكومة ما بعد الحوار الوطنى سيتم تشكيلها بعد إجازة التعديلات الدستورية، والتى بموجبها سيتم إنشاء منصب رئيس وزراء، قائلا "بعد إجازة التعديلات الدستورية ستكون هناك مشاورات حول تشكيل الحكومة".

 

وصعد النظام السودانى من مواجهاته الأمنية للاستجابة للعصيان إذ صادرت السلطات الأمنية 4 صحف عقب الإصدار، وهى "التيار"، و"اليوم التالى"، و"الأيام"، و"الجريدة"، عقب نشرها أنباء العصيان.

 

وقالت صحيفة "سودان تربيون" إلى أن إجراء المصادرة بحق الصحف الأربعة يعد الثانى من نوعه لليوم الثانى على التوالى بعد مصادرة صحيفتين أمس كما أمرت السلطات المسئولة عن البث الإذاعى والتلفزيونى، التابعة لوزارة الإعلام، مساء الأحد، بإيقاف بث قناة "أم درمان" كما أنذرت قناة "سودانية 24" بالإغلاق.

 

وقال موقع بى بى سى إن السلطات الأمنية فى السودان، تلجأ إلى مصادرة الصحف بعد طباعتها من أجل تكبيد ناشريها خسائر مالية كنوع من العقاب لها بعد نشرها أخبار العصيان، وأكد العاملون بالصحف لبى بى سى أن المصادرة تمت بسبب تغطيتها للعصيان المدنى فى السودان، والذى حقق نجاحا جزئيا.

 

فى حين برر وزير الإعلام المتحدث باسم الحكومة، أحمد بلال عثمان، لبى بى سى إن مصادرة الصحف ليس له علاقة بالعصيان المدنى، وإن السلطات درجت على هذا الأمر قبل بدء العصيان، مشيرا إلى أن قناة أم درمان أوقفت البث بسبب عدم حصولها على ترخيص للعمل، وهو ما نفاه مالكو القناة.

 

ونقلت وكالة فرانس برس للأنباء عن رئيس تحرير صحيفة الجريدة، أشرف عبد العزيز، قوله إن مديرى الصحيفة يبحثون إن كانوا سيطبعونها الأربعاء أم لا بعد مصادرة عدد الثلاثاء.

 

وقال "إنه عبء مالى كبير أن تصادر نسخ الصحيفة، لأن علينا أن ندفع للطباعة، كما أننا نفقد عوائد الإعلانات."، وكانت تقارير صحفية قد أفادت بخلو شوارع الخرطوم من المارة مع توقف بعض سائقى الحافلات عن العمل وبقاء كثير من الناس فى منازلهم خوفا من الاشتباكات بين المضربين وقوات الأمن.

 

وألقت السلطات السودانية القبض على عشرات النشطاء وأعضاء فى أحزاب معارضة بسبب مزاعم وقوفهم خلف الدعوة لعصيان مدنى ضد خفض الدعم الذى أدى إلى ارتفاع الأسعار، ونقلت الإذاعة السودانية عن أحمد بلال عثمان، وزير الإعلام، قوله إن المعتقلين ستوجه لهم اتهامات "محاولة التحريض على أعمال شغب."

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

الأكثر قراءة

الرئيس السيسى يوافق على اتفاقية إعداد خارطة طريق نحو تخفيض انبعاثات الميثان بمصر

جنازة جوتا.. أرنى سلوت وفان دايك و"الريدز" فى مقدمة الحضور.. صور

تنسيق الجامعات 2025.. تعليمات يجب التزام الطالب بها أثناء اختبار القدرات

اختبارات القدرات 2025.. موعد إتاحة موقع التنسيق الإلكترونى للتقدم للاختبارات

وظائف أمن فى المترو برواتب تصل لـ10 آلاف جنيه.. وزارة العمل تعلن عن فرص عمل


نتيجة الدبلومات الفنية 2025.. الإعلان خلال أيام بعد انتهاء تجميع الدرجات

هل يكون وسام أبو علي اللاعب رقم 8 فى قائمة الراحلين عن الأهلى؟

اختبارات القدرات 2025.. الأوراق المطلوب تقديمها عند أداء الاختبار بالكلية

قائد فرقة بوب فيلان يهتف ضد إسرائيل في حفل جديد باليونان.. فيديو

اليوم.. الفصل فى عدم دستورية طرد المصريين وغير المصريين بالإيجار القديم


حادث التجمع المروّع ينتهى بورقة صلح موثقة فى الشهر العقارى

الطقس اليوم السبت 5-7-2025.. أجواء شديدة الحرارة وشبورة ورطوبة مرتفعة

التعليم: تحصيل 50 جنيها مقابل خدمة التعليم التفاعلى و25 جنيها للمنصات

موسم رحيل الأساطير فى ملاعب العالم.. شيكابالا ومعلول ومودريتش الأبرز

تشيلسى يتفوق على بالميراس بهدف فى الشوط الأول بمونديال الأندية.. فيديو

المحكمة الدستورية تفصل بعد قليل فى دعوى عدم دستورية قانون الإيجار القديم

بالميراس ضد تشيلسي.. بالمر يفتتح أهداف البلوز بالدقيقة 16 "فيديو"

كومبانى: مواجهة سان جيرمان تحدى كبير.. وسنقدم كل ما لدينا للفوز

تفاصيل العثور على جثة عامل داخل شقة فى الوراق

كوليبالي يهاجم حكم مباراة فلومينينسي: الخسارة بهذه الطريقة عار

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى