حكاية الثقافة فى الكويت

أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف
فى رحلة قمت بها إلى دولة الكويت حضرت فيها افتتاح مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافى، الذى احتوى مجموعة من المنشآت الثقافية المهمة والضرورية، حيث المسرح والموسيقى والأوبرا والندوات وقاعة المخطوطات، وحينها عرفت أن «الثقافة» عندما تكون جزءا من وعى الدولة فإن مستقبلها يكون مشرقا، وقد أصر الشيخ صباح الأحمد، أمير البلاد، ووزارة الإعلام تحت قيادة سلمان الحمود على أن يكون كل شىء فى الافتتاح معبرا عن تاريخ وحضارة الدولة العربية الأبرز فى الاهتمام بالثقافة.
 
ومن ناحية أخرى، تنبهت لثقافات كويتية كثيرة تتعلق بالثقافة هناك غير الكتب وعلى رأسها جمال المبانى وتناسقها.
 
رأيت الكويت بالنهار ورأيتها فى الليل، ولاحظت أن كل منطقة معينة مبانيها متقاربة الارتفاع والتصميم، لا يختلط البرج التجارى بالمنطقة السكنية، كل شىء فى مكانه، كما أنهم يهتمون بالأضواء وتنوعها بما يعكس جوا ممتلئا بالفرح ليلا، ويجعلك تعرف أنك فى دولة تريد قدر المستطاع أن تترك بصمة جمالية على مبانيها بما ينعكس بالضرورة على الحياة اليومية فيها.
 
البيوت هناك توحى بالاتساع، وبأن للإنسان مكانا يصلح للجلسة فيه وممارسة الحياة، والشوارع واسعة لا تطاردها المبانى السكنية، مما يفتح مجالا لراحة العين، الشجر ينمو فى الشوارع العامة بشكل متناسق منظم، لكن ذلك لا يمنع أن تجد شجرة «سدر» نابتة على جانب الطريق بشكل عشوائى بما يؤكد أنها أرادت الحياة على طريقتها فقاومت حتى استوت معترضة بطبيعتها كثيرا من التنظيم والتنسيق، لذا تظل جميلة جدا بهذا الخروج غير المألوف.
 
من الأبراج التجارية العالية التى يتجاوز بعضها السبعين دورا تستطيع أن تلقى نظرة على الكويت فتكاد عيناك تحيطان بالدولة جميعها، وترى الخليج مستقرا، بينما تتراص البيوت هادئة لا تعكس صخب الأطفال الذى يمرحون داخلها.
 
الاهتمام بالمبانى التراثية موجود أيضا سواء فى المتاحف أو بعض المبانى فى الشارع، وقد زرت متحف بيت العثمان، وأعجبنى جدا اتساع البيت الذى لن تصل أبدا لآخره مهما حاولت ذلك، والذى يحتاج دليلا للحركة فيه والتعرف على مناطقه الجمالية وللتعرف على القدر الكبير من المأثورات التى يحتوى عليها، التى تحكى عن تاريخ الكويت ربما منذ قرر الإنسان الكويتى أن يصنع حياة هناك، حيث المتاحف المتنوعة داخل المبنى التى توضح كثيرا من التعب الذى لقيه الأوائل لتنمية الكويت، كما سندرك بسهولة أن الحياة فى البداية كانت صعبة جدا أكثر مما يتخيل أبناء الجيل الحالى.
كانت رحلة جميلة رأيت فيها الكثير الذى يؤكد أن الثقافات قادرة على بناء الإنسان، وعلى الوصول لجوهر الحياة القائم على الانتماء لما نحب.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

آخر فرصة.. محافظة القاهرة تغلق باب التحويلات المدرسية اليوم

أسرع قطارات السكة الحديد.. اعرف مواعيد قطار تالجو اليوم الجمعة 15-8-2025

مجلس الشيوخ المصرى رحلة قرن ونصف من التشريع والحكمة.. من 1829 إلى 2024 ألغاز وحقائق تنكشف.. حكاية 9 ساعات فقط عُمر دورة انعقاد كاملة عام 1925.. تم حله 5 مرات ومازال صامدا.. المجلس رفضته الثورات وأعادته الدولة

حصاد تاريخي من الألقاب لـ فابيان رويز مع باريس سان جيرمان ومنتخب إسبانيا

أشرف زكى يصدر قرارا بمنع الفنانين الحديث عن أزمة بدرية طلبة بأى وسيلة إعلامية


محمود سعد: أرقام تحاليل أنغام تتحسن لكن موصلتش لمرحلة الخروج من المستشفى

أعظم العسكريين بالتاريخ الفرعونى.. تمثال الملك تحتمس الثالث بمتحف الغردقة

داكر مونتجمرى يكشف سبب ابتعاده عن النجومية وهوليوود

موعد مباريات اليوم الجمعة 15 -8 -2025 في الدورى المصرى

محمد صلاح يتصدر تشكيل فانتازى الدورى الإنجليزى للجولة الأولى وغياب مرموش


محافظ نابلس: الاحتلال يشن حرب استنزاف ومصر تقود الموقف العربى ضد التهجير

الخارجية الفلسطينية تحمل الاحتلال المسئولية عن حياة الأسير مروان البرغوثى

أخبار 24 ساعة.. التعليم: تطبيق أعمال السنة على طلاب الثالث الإعدادى بدءا من 2028

نتائج مباريات اليوم الخميس 14 – 8 - 2025 بالدورى المصرى

الكوميديا تسيطر على برومو فيلم ماما وبابا وطرحه بالسينمات 27 أغسطس

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى