لا يضر السحاب صياح «النواب»

وائل السمرى
وائل السمرى
وائل السمرى
لم أندهش حينما سمعت هذا النائب الذى هاجم نجيب محفوظ تحت قبة البرلمان، مدعيا أن أديبنا العالمى ورمز فخارنا بين الأمم يستحق الحبس لأنه من «لا» وجهة نظره، لأن مثل هذا لا يملك وجهة نظر، خادش للحياء، وسر عدم اندهاشى هو إدراكى التام أن القيم الجمالية مثلها مثل أى شىء فى الحياة تحتاج إلى حاسة لتدركها، فشم الروائح يحتاج إلى حاسة الشم، وتذوق الأطعمة يحتاج إلى حاسة التذوق، والشعور بالوخز يحتاج إلى حاسة الإحساس، سماع الأصوات يحتاج إلى حاسة السمع، ومن الظلم أن تجبر الأعمى على النظر أو أن نطلب منه وصف مكان ما، كما أنه من الظلم أن نطالب الأصم بالاستماع إلى الموسيقى، وعلى هذا فإنى أعذر تماما هذا النائب، لأنه ببساطة لا يمتلك عينا ترى الإبداع وتقدره ولا يمتلك قدرة عقلية تمكنه من الإحساس بالجمال.
 
هذا النائب «الكارثة» الذى يطالب بسجن نجيب محفوظ بأثر رجعى يؤكد أننا نعيش حالة مرعبة من أمية المتعلمين، سبقه إلى هذا فى ذلك الكيان المسمى «برلمان» وهو فى الحقيقية «جهل بان» طبيب يطالب بتجريم تجريم الختان دون أى سند علمى، وسبقه آخر أراد الله أن يفضحه فى واقعة استغلال نفوذ بالدعوة لعمل كشف عذرية على جميع بنات مصر، ثم كانت القاضية بذلك النائب المجهول الذى يريد سجن نجيب محفوظ بأثر رجعى والذى ذكرنى بتلك الواقعة الشهيرة للأعرابى الذى تبول فى مسجد الرسول ولما قيل له لماذا فعلت هذا قال: أردت أن أذكر ولو حتى باللعنات.
 
ذلك الجهل المستقر جعلنى أفكر فيما ستخسره مصر إذا خسرت نجيب محفوظ، وفى الحقيقة فإننى لا أستطيع حصر الخسائر، لكنى على يقين من أننا كنا سنخسر صورة مشرقة حملتها رواياته، وامتدادا إقليميا من المحيط إلى الخليج، وشهرة عالمية طاغية، وأعمالا سينمائية وتليفزيونية تناولت أعماله من المكسيك وأمريكا إلى الصين والهند، ومئات من رسائل الدكتوراه والماجستير فى كبريات جامعات العالم، وحضورا طاغيا فى أذهان الكتاب والمبدعين فى الشرق والغرب، وفلسفة راقية فى الحياة تبثها أعماله، وشعورا وطنيا طاغيا تم تسريبه إلى الأجيال المختلفة عبر تاريخه، وتاريخا اجتماعيا متسربا عبر حبكته الدرامية، بينما إذا ما حذفنا هذا الهراء الذى يتطاول على القامات فلن نخسر شيئا إلا بمقدار خسارتنا لذلك الأعرابى الذى تبول بمسجد الرسول، ولا يضر السحاب صياح النواب.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الحبس سنة لعاملين بتهمة إحراز كمية من المخدرات بسوهاج

"معلومات الوزراء" يشارك بجناح فى معرض مكتبة الإسكندرية الدولى للكتاب

كيفية الاستعلام عن المخالفات المرورية إلكترونيا فى خطوات

3 شهداء بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلى قرب مركز مساعدات برفح

لأول مرة.. حديقة أمريكية تزرع أكبر ناب معدنى فى العالم لـ دب بنى "صور"


حياة كريمة ببنى سويف.. محطات مياه جديدة لدعم قرى المحافظة.. إنشاء محطة الفقاعى بطاقة إنتاجية تصل 8600 متر مكعب يوميا.. تطوير محطة كفر ناصر بطاقة إنتاجية 34 ألف متر مكعب يوميا.. وإحلال وتجديد ورفع كفاءة 6 آخرين

مصدر في الأهلي: صفقة الحملاوي لم تُحسم.. وأوجستين خارج حساباتنا

جنايات سوهاج تقضى بإعدام طالب جامعى قتل طفلا انتقاما من أسرته

"صلاح – ماني - فيرمينو" ضمن أفضل 10 ثلاثيات هجومية فى القرن الـ 21

تنسيق الجامعات 2025.. موعد إتاحة موقع التنسيق للتقدم لاختبارات القدرات.. فيديو


لويس دياز أولوية برشلونة لدعم الجناح الأيسر بعد فشل صفقة ويليامز

الداخلية تنتفض ضد السائقين المخالفين وتحرر 73 ألف مخالفة

تنسيق الجامعات 2025.. نماذج استرشادية لاختبار القدرات لكليات الفنون التطبيقية

بمناسبة عاشوراء.. أول ظهور علنى لخامنئى منذ بدء حرب إيران وإسرائيل

مليونية حب فى الزعيم عادل إمام بعد ظهوره..والجمهور يعبر عن اشتياقه

إيقاف 7 مهندسين بسبب بناء جسر بزاوية 90 درجة فى الهند.. فيديو

الجزيرة الإماراتي يجدد الثقة فى مدرب محمد النني

"معلومات الوزراء" يكشف تفاصيل أول جهاز تنفس صناعى مصرى محلى الصنع بالكامل

أمريكا تتحدى المكسيك في صدام كلاسيكي على لقب الكأس الذهبية 2025

السلطات الأمريكية: ارتفاع حصيلة ضحايا الفيضانات بتكساس لـ50 قتيلا على الأقل

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى