فى فضل العيون اللامعة

وائل السمرى
وائل السمرى
بقلم - وائل السمرى
يظن البعض أن القتل حاد وعنيف، يحسبونه بالسم أو بالسكين، بالشنق أو بالحرق، بالغرق أو بالرصاص، لكنهم لم يذكروا أبدا ذلك القتل المخيف، القتل بالاعتياد، القتل بالتشيؤ، القتل بالإهمال، وهو الأمضى سلاحا والأكثر قسوة والأكثر فى عدد الشهداء أو الضحايا.
 
كل الأشياء الجميلة تقتل بهذه الطريقة، كل الأحلام الغالية نغتالها دون أن نشعر، يجتهد الواحد سنة أو سنين من أجل أن يصل إلى شىء يبتغيه، أو إلى مكانة يحسده غيره عليها، لكنه دون أن يشعر يغتال هذا الحلم بالاعتياد، بالتغافل عن المجهود الكبير الذى بذله من أجل أن يصل إليه، بنسيان النعمة التى أنعم الله عليه بها، بالنكران، بالجحود، بالتجاهل، بالعيون المطفأة، والروح اللامبالية، بالوجدان الأبله، بالحواس التى فقدت حواسها، ننسى أننا بشر، وأننا نحب الحياة وأن متع الحياة على اتساعها قليلة، مفتاحها الرضا، ودواؤها النشوة بما ملكت يداك.
 
امرأة تسكن إليها، وظيفة مناسبة، أكلة هنية، شربة ماء بعد عطش، بيت يأويك ويدفئ، ملبس نظيف، ابتسامة من عينى طفلك الأحب، كلها أشياء يمتلكها معظمنا، لكننا وبكل أسف نهدر قيمتها ونغتال الفرحة بها، ننسى، نتوه، نعمى، نتبلد، لا نتذكر عظمة هذه الهبات إلا حينما يهددنا القدر بفقدانها، وقد كانت أمامنا فلم نشعر بها لأننا قتلناها بالاعتياد.
 
انطفأت أعيننا، فلم تعد تلمع فرحا أو دهشة، يدهشنا قطار أسود ومقيت، يدهسنا السعى وراء الزائل، يدهسنا الانشغال بالشىء عن الشىء الذى انشغلنا بسببه، يسرى سم الكمد فى عروقنا، غير منتبهين إلى أن الحياة قصيرة، وأننا نسكن فى أعمارنا بالإيجار، لا نمتلك إلا اليوم، ومع هذا نضيعه حزنا على ماض مضى، أو سعيا وراء مستقبل فى علم الغيب.
 
بيتنا جميل، ونستطيع أن نجعله أجمل، لكننا لا نرى فيه جمالا لأننا اعتدنا عليه، بلدنا جميلة، وبها ما يحسدنا العالم كله عليه، لكننا نريد أن نقفز منها كأنها مركب يغرق لأننا اعتدنا عليها، متاحفنا تزخر بآيات الفن وأيقونات الغرابة وأمثلة الكمال، لكننا نهجرها لأننا اعتدنا عليها، نساؤنا فاكهة الأرض وشجرتها الحانية، لكننا نلهث وراء غيرهن لأننا اعتدنا عليهن، ولا ننتبه إلى أن استسلامنا إلى الاعتياد يقتلنا بالملل، وأن فى قتلنا الاعتياد إحياء لعالمنا المهجور، وإعمار لأرواحنا المتكلسة الصدئة، فى حين أن الأمر لا يحتاج سوى أن تمنح عينيك حرية اللمعان، وأن تقول خالصا من قلبك كلما رأيت شيئا جميلا «الله».

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

موعد مباراة الزمالك القادمة أمام بتروجت فى الدورى والقناة الناقلة

اشتباكات مسلحة وفوضى أمنية فى ليبيا.. فرار أخطر السجناء من سجون طرابلس

منتخب الشباب يختتم استعداداته لمواجهة المغرب في نصف نهائي أمم أفريقيا

وزارة التعليم: امتحانات الثانوية العامة ستكون منضبطة ومؤمنة.. وتحذر الطلاب من محاولات الغش: الرسوب مصير من يغش أو يخل بأعمال الامتحانات.. وتشدد: تفتيش الطلاب قبل دخول اللجان لمنع اصطحاب أى وسيلة غش

أوهام 5 نجوم وتذاكر مزيفة.. كيف يخدعك نصابو العمرة؟


موعد مباراة منتخب مصر للشباب أمام المغرب فى أمم أفريقيا للشباب

فحص طبى ينتظر رامى ربيعة ومحمد هانى فى الأهلى استعداداً لمواجهة البنك

بيراميدز ضد صن داونز.. موعد مباراة نهائى دوري أبطال أفريقيا والقناة الناقلة

توابع الزلزال.. هزة ارتدادية جديدة بقوة 4.26 ريختر شمال مرسى مطروح

زلزال جديد.. الشبكة القومية ترصد أول هزة ارتدادية بقوة 2.69 ريختر


برشلونة يصنع التاريخ بأرقام مذهلة فى الموسم الحالى

زلزال القاهرة.. البحوث الفلكية: هزة أرضية بقوة 6.4 على بعد 631 كم شمال رشيد

اخبار الرياضة المصرية اليوم الثلاثاء 13 / 5 / 2025

بشرى سارة.. "التعليم" تعلن عن مسابقة فى يونيو لتعيين معلمى الحصة

أبو الغيط: الوضع الأمنى فى بغداد مستقر تماماً ولا يشعر الزائر بأى قلق

5 لاعبين يستعدون للرحيل عن الأهلي وتوديع ملعب التتش

مندوب فرنسا لدى الأمم المتحدة: آلية توزيع إسرائيل للمساعدات فى غزة تتعارض مع القانون الدولى

فى بيان حاسم.. الأوقاف: امتهان حرمة المساجد جريمة ومخالفة شرعية

شاهد إنقاذ ياسر إبراهيم الأسطوري لمنع هدف لسيراميكا أمام الأهلي بالوقت القاتل

الجزائرى فريد الملالى مرشح للانضمام إلى الزمالك فى صفقة انتقال حر

لا يفوتك


مواعيد حجز قطارات عيد الأضحى 2025

مواعيد حجز قطارات عيد الأضحى 2025 الثلاثاء، 13 مايو 2025 09:25 م

المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى