مصر على بعد خطوة لـلحصول على قرض صندوق النقد بعد تنفيذ تعهداتها.. قرب توقيع اتفاق تبادل العملات مع الصين.. وعودة الاستثمارات والسياحة وإجراء تحويلات المصريين بالخارج بالبنوك يسهم فى سعر عادل للجنيه

صندوق النقد الدولى
صندوق النقد الدولى
تحليل يكتبه: محمد البديوى
محمد البديوى

باتت مصر على بعد خطوة واحدة من الحصول على قرض صندوق النقد، إذ نفذت 4 إصلاحات رئيسية مهمة تم الاتفاق عليها خلال المفاوضات مع صندوق النقد الدولى للحصول على 12 مليار دولار، فيما تشير تصريحات رسمية عن قرب توقيع قرض صندوق النقد قبل نهاية الشهر الجارى.

 

ولم تخب الحكومة المصرية ظن كريستين لاجارد، مدير صندوق النقد الدولى، التى قالت فى حوار لها الأسبوع الماضى، إذا قررت السلطات المصرية أن تتحرك إلى الأمام فإننا سنضع أموالنا على الطاولة لمساعدتهم على الطريق.

 

وكانت كريستين، السيدة التى تدير أهم مؤسسة مالية فى العالم، تقصد بجملة "التحرك إلى الأمام"، أن تبدأ الحكومة المصرية تنفيذ الاتفاقات التى تعهدت بها أمام بعثة صندوق النقد التى زارت مصر خلال الأسبوعين الأولين من أغسطس الماضى، وهى تحرير سعر الصرف ورفع الدعم عن الوقود، بجانب إقرار قانونى القيمة المضافة والخدمة المدنية، واللذين طبقتهما الحكومة بالفعل.

 

ردود أفعال جيدة

ردود أفعال المؤسسات الدولية والخبراء رحبت بالقرار، بل واعتبرت أن مصر اتخذت أهم القرارات التى ستؤدى لتحسين تنافسيتها الخارجية، ودعم الصادرات والسياحة، وجذب الاستثمار الأجنبى، وهو ما عبر عنه كريس جارفيس، رئيس بعثة صندوق النقد الدولى إلى مصر، بقوله، إن كل ذلك سيساعد على تعزيز النمو، وخلق فرص العمل، وتقوية مركز مصر الخارجى.

 

أما كريستين لاجارد، فذهبت فى تصريحاتها إلى أبعد من ذلك، حيث رأت أن الحكومة المصرية بلغت مرحلة "النضج"، وقالت فى تصريحات لرويترز على هامش مؤتمر اقتصادى لصندوق النقد الدولى فى واشنطن، "قرار تحرير سعر الصرف يوضح نضج السلطات المصرية وتدارسها للمسألة بعناية، بما يصب فى صالح الاقتصاد المصرى والعملة المصرية".

 

لكن ماذا تبقى لمصر لتحصل على قرض صندوق النقد؟

خلال الأيام القليلة المقبلة، ستوقع مصر على اتفاقية تبادل العملة مع الصين بنحو 2.7 مليار دولار، وهو ما أعلنته تصريحات حكومية سابقة، أكدت التوصل لاتفاق شبه نهائى بين البلدين، وبذلك فإن مصر تكون وفرت الـ6 مليارات دولار التى اشترط صندوق النقد الدولى توفيرها قبل موافقة مجلسه التنفيذى على قرض مصر.

 

الأيام القليلة المقبلة، ستشهد نقاشات بين الحكومة المصرية وصندوق النقد الدولى، حيث ستعرض مصر الآلية التى ستحافظ بها على السوق، فيما بعد رفع الدعم وتحرير سعر الصرف بما يساهم فى حماية محدودى الدخل.

 

 

لكن كيف يفيد قرار تحرير سعر الصرف الاقتصاد المصرى؟

الحكومة تستهدف من تحرير أسعار الصرف استعادة تداول النقد الأجنبى داخل القطاع المصرفى، من خلال عودة الاستحواذ على تحويلات المصريين فى الخارج، والتى بلغت نحو 20 مليار دولار العام الماضى، ولكن تم تحويل أكثر من نصفها عبر السوق السوداء، وتستهدف الحكومة عودة ثقة المصريين بالخارج فى الجهاز المصرفى وعودة إجراء تحويلاتهم عبر البنوك العاملة فى مصر وليس عبر السوق السوداء.

 

كما تستهدف الحكومة جذب الاستثمارات، حيث كان هناك الفترة الماضية سعران للدولار فى مصر، سعر رسمى بـ888 قرشا، وسعر فى السوق السوداء، ووجود سعرين للعملة هو أحد أكبر معوقات جذب الاستثمارات من الخارج وله تأثيره وآثاره الضارة على التصدير، كما أن تحديد البنك المركزى سعراً محدداً للدولار فى البنوك لا يتفق مع السعر العادل للجنيه دفع المواطنين للتعامل مع الدولار كسلعة وليس كعملة، ما أدى لخلق السوق السوداء.

 

وشهدت الفترة الماضية إحجام المستثمرين ورفضهم الاستثمار فى مصر، إذ إنه لا يقبل عاقل، أياً كان، أن يتم تحويل أمواله إلى البنوك بالدولار ويحصل على مقابل بالسعر الرسمى، وفى نفس الوقت تتم كل التعاملات الداخلية والأسعار بسعر السوق السوداء، ما أثر بالسلب على أرباحهم، كما كان المستثمرون لا يستطيعون تحويلها للخارج إلا من خلال البنوك بالسعر الرسمى، ومن هنا كانت المطالب بضرورة تحرير سعر الصرف، خاصة أن مصر سوق اقتصادية مهمة أمام المستثمرين بالعالم، وهو ما تحقق بالفعل، وتعول مصر على عودة الاستثمارات من جديد.

 

كما تأمل الحكومة بشكل كبير أن تتم زيادة الصادرات الفترة المقبلة مع تراجع الواردات، حيث إن خفض قيمة العملة المصرية نتيجة التعويم ستؤدى إلى زيادة الصادرات لأن المنتجات المصرية ستصبح أرخص كثيرا فى الأسواق الخارجية بسبب انخفاض قيمة الجنيه أمام الدولار واليورو والجنيه الإسترلينى وغيرها من العملات، ولكن تكلفة الاستيراد ستكون أكبر، ومن هنا تسعى الحكومة لمواجهة الآثار السلبية بعدة إجراءات، كما تسعى لمواجهة الارتفاع فى الأسعار وموجة الغلاء المتوقعة فى مواجهة تحرير سعر الصرف، وتأمل أن تساهم الإجراءات الاحترازية التى اتخذتها الفترة الماضية فى تقليل تأثير القرارات الاقتصادية الصعبة التى اتخذت، لكن اختلال الميزان التجارى فى صالح الاستيراد لاشك لا يزال عقبة كبيرة.

 

أما بالنسبة للسياحة، فإن السوق السوداء كانت تلتهم القدر الأكبر من أموال السياح، حيث كان السائح يستبدل الـ100 دولار فى السوق السوداء بما يتجاوز 1500 جنيه، فى حين كان يستبدله فى السوق الرسمية بـ888 جنيها فقط، ومن هنا كان يلجأ للسوق السوداء، وتستهدف مصر عودة هذه الأموال للبنوك من جديد، كما تأمل مصر أيضا أن تتخذ روسيا خطوات أكثر إيجابية فى طريق عودة السياحة من جديد، حيث إنه منذ حادث الطائرة الروسية بسيناء أكتوبر العام الماضى تراجعت إيرادات مصر من السياحة بنسبة تصل لـ66%.

 

وفى حال دخول العملة الصعبة من خلال المحاور الأربعة السابقة فإن مصر فى طريقها للوصول إلى سعر عادل جيد للجنيه أمام العملات الأخرى، ويكون قرار "التعويم" حقق أثره بالفعل وهو ما سينعكس إيجاباً على الاقتصاد فى المستقبل.

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

أبراج الحمام هواية ومصدر رزق..بنيت منذ سنوات بالقرى والمدن فى قنا واحتوت الحمام الجبلى والبلدى..البناء يستغرق شهور والشكل المقبب يحافظ على توازن الحرارة..أبو الوفا: هناك عادات موروثة لإبطال السحر بالحمام الجبلى

منتخب الناشئين يتوجه إلى السعودية للمشاركة فى كأس الخليج

حكاية متحف بدأ بتبرع للمقتنيات ومقره بالإسكندرية ليصبح أيقونة للثقافة والفنون منذ عشرات السنين.. متحف محمود سعيد قصته بدأت فى 119 سنة بعدما وهب فنان ألمانى أعماله للمتحف.. وهذه قصة توقفه فى الستينات

محاكمة المتهمين بسرقة طالب بالإكراه فى حدائق القبة اليوم

مواعيد مباريات اليوم الثلاثاء 19 - 8 - 2025 والقنوات الناقلة


موعد مباراة الأهلي وغزل المحلة فى الدوري المصري والقناة الناقلة

وفاة الطفل الفلسطيني صاحب عبارة "أنا جعان".. مأساة ترصدها الصور

أوروبا تحترق.. صيف كارثى يجمع بين حرائق الغابات المدمرة وارتفاع حرارة البحار لمستويات غير مسبوقة.. خسائر بشرية وبيئية جسيمة.. وتداعيات اقتصادية بمليارات اليوروهات تهدد مستقبل القارة العجوز.. فيديو

طارق محروس: نعتذر عن المركز الخامس والرئيس السيسى منح البطولة اهتماما كبيرا

هشام نصر يكشف كواليس أزمة أرض الزمالك بأكتوبر: قرار مفاجئ بسحب الأرض


وزارة الصحة تكشف تحديثات جديدة بالدليل الإرشادي للوقاية من السعار.. الإبلاغ عن حوادث العقر الجماعي بداية من 3 حالات.. جرعات الوقاية 4 بدلا من 5.. وتوفير الأمصال بالمجان.. وتصنيع مصل القلب محليًا خلال أيام

طفرة فى قلب الصعيد.. أرقام قياسية لمشروعات المياه والصرف بسوهاج بتكلفة 3 مليارات جنيه وخطة تمتد حتى 2027.. 15 مشروع مياه و16 محطة معالجة تكتب تاريخًا جديدًا للخدمات الأساسية.. والأهالى: شكرا للرئيس.. صور

ليفربول يعلن رحيل بن دوك رسميا إلى بورنموث بعقد دائم

الكنيسة تواصل صوم العذراء مريم وسط أجواء روحية.. معجزات تحيط بحياه أم النور.. أقدم كنائس باسمها تعود للعصر الرسولي فى فيلبي.. ظهوراتها فى الزيتون تجذب الأنظار.. ومعجزاتها تؤكد مكانتها فى القلوب

المشدد 7 سنوات لموظف سابق سهل الاستيلاء على 12 شقة سكنيه بالإسكندرية

مدينة "سلام مصر".. خطة متكاملة لاستكمال خدمات مدينة المستقبل.. محافظ بورسعيد يتابع معدلات الإنجاز بالمشروعات الخدمية.. وحدة طبية ونقطة إسعاف لخدمة السكان.. ومدرسة جديدة وحضانة مع العام الدراسي الجديد.. صور

وداعًا الموجة الحارة.. درجات الحرارة غدًا وفرص سقوط أمطار قد يصاحبها الرعد

بدء العد التنازلى لتطبيق قانون الإيجار القديم.. أول سبتمبر تحصيل أول زيادة رسميا.. 250 للسكنى و5 أمثال للمحال التجارية.. وبدء تلقى طلبات الحصول على وحدات بديلة وكبار السن والزوجة والمرأة المطلقة والمعيلة أولوية

تعرف على ترتيب قادة الأهلي بعد وصول الشارة لـ مصطفى شوبير

أخبار مصر.. ارتفاع مؤقت بدرجات الحرارة غدا والعظمى بالقاهرة 37 درجة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى