آثار سوريا والعراق فى «اللوفر»

أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف
للأزمة السورية والعراقية، تفاصيل كثيرة لا يمكن بحال من الأحوال الإلمام بها، أو حتى تخيلها بشكل كامل فقد أصاب العطب كل تفاصيل الحياة هناك، ولعل ضياع التراث يمثل أحد أبرز هذه التفاصيل التى تعبر بشكل واضح عن تفاقم المشكلات، فالنهب والتدمير الذى لحق بالمناطق الأثرية والتراثية كان عنيفا ومدمرا، وتنظيم داعش الذى لا يعرف سوى التخريب كان أثره كبيرا.
 
بعد ذلك توالت الاقتراحات لحفظ هذا التراث، فاليونسكو من جانبها تطالب بترميمها والمحافظة عليها، بينما فرانسوا هولاند الرئيس الفرنسى كان لديه اقتراح جديد ومختلف يبدو بريئا، لكنه فى الحقيقة ليس كذلك.
 
فى هذا الاقتراح يدعو هولاند لحفظ التراث المهدد فى سوريا والعراق فى مركز محفوظات لمتحف اللوفر، والمقرر افتتاحه فى عام 2019 ببلدة «ليفان» بشمال فرنسا، والموضوع له أصل ولم يحدث فجأة، ففى 20 سبتمبر الماضى من مدينة نيويورك، أعلن الرئيس الفرنسى إنشاء صندوق عالمى لصون التراث المعرض للخطر، بقيمة 100 مليون دولار على أن يتم إطلاقه أثناء المؤتمر الذى سيعقد فى 2 و3 ديسمبر على هامش الانتهاء من متحف اللوفر بأبو ظبى.
 
على المستوى النفسى، سنسارع جميعا لنعلن أن هذه المبادرة طيبة وستحافظ على هذا التراث المهدد والمنهوب والضائع، وسيتم الاهتمام به وترميمه فى متحف اللوفر بتقنية حديثة مما سيحميه من الضياع، لكن أرى أن هذه الآثار سوف يحدث لها ضياع بشكل مختلف، وأنه سوف يتم نهبها بطريقة مبتكرة قانونية، وأنه إن تم ذلك ودخلت هذه الآثار مخازن اللوفر فإنها لن تعود إلى الأرض السورية أو العراقية مرة أخرى.
 
ولا أقول هذا الكلام من منطلق الإيمان بنظرية المؤامرة، لكن انطلاقا من نظرة الغرب لنا، فرنسا لن تقول أبدا إنها لن تعيد هذه الآثار، لكنها ستحدد الاستقرار التام شرطا أساسيا لعودتها، وبالتالى ستماطل فى حدوث هذا الاستقرار، ولن تعترف أبدا بأن الوقت ملائم لعودة التراث إلى أرضه.
على العموم رغم رفضنا لهذا لمقترح، لكن يمكن أن نستفيد منه على أن يطبق فى دولة عربية، بشرط ألا يكون التراث الثقافى متشابها بين الدولة المضيفة والتراث المحفوظ، حتى لا تختلط الأشياء وندخل فى مشاكل سياسية أكبر لا نعرف أولها أو آخرها.
 
ويظل الحل الأفضل هو الوقوف يدا واحدة فى وجه التخلف المحيط بنا المتمثل فى الأنظمة المتصارعة على الحكم، وفى تنظيم داعش الذى لا يعرف سوى التخريب، وحينها لن نكون فى حاجة لنقل آثار أو حمايتها خارج أرضها.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مجلس الوزراء يوافق على 8 قرارات خلال اجتماعه الأسبوعى.. تعرف عليهم

"جنة السياحة في تركيا".. كل ما تريد معرفته عن مدينة محمد صلاح المفضلة

تفاصيل شكوى "زيزو" ضد الزمالك بسبب 82 مليون جنيه.. (مستند)

رئيس الوزراء: حريصون على وضع تصور واضح لمستأجرى "القانون القديم"

صوت من وسط الدخان داخل حريق سنترال رمسيس.. وائل مرزوق لم يخرج من مكتبه لكن بقيت قصته.. تفاصيل آخر مكالمة لموظف الموارد البشرية مع زميلته تكشف لحظات الوجع: "مش عارف أخرج.. إحنا كده خلاص".. صور


مجلس الوزراء يقف دقيقة حدادا على شهداء "الدائرى الإقليمى" و"سنترال رمسيس"

فيورنتينا يتحرك لتأمين مستقبل مويس كين خوفًا من مانشستر يونايتد

باحثة فى جامعة بنى سويف تحصل على الماجستير فى العلوم السياسية

رئيس الوزراء يشدد على التأكد من السلامة الإنشائية لمبنى سنترال رمسيس

هل يستطيع ترامب شل حركة "إف-35" فى أوروبا؟.. تقارير: مخاوف متصاعدة من "زر أمريكا"


شاطئ خاص وسينما.. تفاصيل فيلا محمد صلاح الفاخرة فى تركيا

10 مشاهد من حريق سنترال رمسيس.. بطولات رجال الإطفاء وجدعنة المصريين الأبرز

"تسجيلات مسربة" ترامب يهدد بقصف روسيا والصين و قمع الجامعات.. التفاصيل

محمد صلاح يشترى فيلا فاخرة فى تركيا.. السعر مفاجأة

النيابة العامة تعاين اليوم موقع حادث حريق سنترال رمسيس لكشف أسبابه

مواعيد الامتحانات بنظام البكالوريا ورسوم التحسين

نتيجة الدبلومات الفنية برقم الجلوس 2025.. مراجعة الدرجات وتجميعها

انتظام صرف معاشات شهر يوليو بالزيادة الجديدة 15%

محمد صلاح يزين قائمة الأكثر موهبة في تاريخ ليفربول

قبل ما تشغل التكييف.. 9 نصائح تحميك من كارثة حريق مفاجئة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى