التجربة التونسية "ترجع إلى الخلف".. تونس تقيل وزيرًا بسبب تصريح عن "الوهابية".. الإخفاقات الاقتصادية تلاحق حكومة "الشاهد".. وصحيفة: ملف عودة زين العابدين بن على للبلاد "مطروح"

التجربة التونسية "ترجع إلى الخلف"
التجربة التونسية "ترجع إلى الخلف"
كتب مصطفى عنبر

لم تعد تونس تلك التجربة الديمقراطية الواعدة التى تهافتت الدول الغربية والمنظمات الدولية على الإشادة بها، والمطالبة بها نموذجًا مقترحًا للتعميم فى تداول السلطة، فما بين إقالة وزير فى حكومة يوسف الشاهد، بسبب انتقاده لـ"الوهابية"، وما بين الأزمات الاقتصادية المتتالية التى تلاحق الحكومة، لم يكن غريبًا أن تخرج صحيفة "الشروق" التونسية، لتكشف أن الرئيس الأسبق زين العابدين بن على فى طريقه للعودة إلى البلاد، بعد تسوية ما أسمته بـ"الملفات العالقة".

وبعد الإشادات التى نالتها تونس فى أعقاب طى صفحة حكم الإخوان، فوجئت القوى الليبرالية والمراقبون، بإقدام رئيس الوزراء يوسف الشاهد على إقالة وزير الشئون الدينية عبد الجليل بن سالم، بسبب تصريحات تناول فيها "التشدد" وانتقد فيها "الوهابية"، وجاء نص قرار الحكومة بـ"إعفاء بن سالم من مهامه، وذلك لعدم احترامه ضوابط العمل الحكومى وتصريحاته التى مست مبادئ وثوابت الدبلوماسية التونسية".

وجاء القرار بعد أن قال الوزير المقال، فى جلسة استماع للجنة الحقوق والحريات فى البرلمان التونسى، أمس الأول الخميس : "الوهابية هى سبب ما يشهده العالم الإسلامى من تشدد"، الأمر الذى علق عليه مدير ديوان الرئيس الباجى قائد السبسى، بقوله : "وزير الشئون الدينية ارتكب هفوة كبيرة بتعبيره عن موقفه الشخصى".

ولم يكن غريبًا أن تقدم القوى الإسلامية داخل البرلمان التونسى على الترحيب بقرار الإقالة، إذ قال رئيس كتلة النهضة نور الدين البحيرى، إن هذا القرار متوقع فكل مسئول يجب أن يدرك أن العلاقات مع الجزائر والسعودية وليبيا هى مسألة أمن قومى".

وبعد 4 أشهر من نيل حكومته الثقة، لا يزال رئيس الوزراء الشاب يوسف الشاهد ، عاجزًا عن إيجاد حلول للأزمات الاقتصادية المتتالية التى تلاحق بلاده، إذ عقد قبل يومين مفاوضات مع الأحزاب فى محاولة لإقناعها بتمرير مشروع قانون موازنة التقشف.

وكان مجلس الوزراء صادق قبل أسبوعين على مشروع قانون الموازنة للعام 2017 والذى تضمن فرض ضرائب جديدة على الشركات والمحامين والأطباء وأصحاب المهن الحرة، إضافة إلى تأجيل صرف زيادات رواتب الموظفين ورفع أسعار الكهرباء، ما خلق أزمة اجتماعية أمام الحكومة التى تولت مهمتها قبل شهرين.

ويتوقع أن تنطلق مناقشة مشروع الموازنة فى 18 الشهر الجارى، وسط مساعي من الحكومة لإيجاد توافقات مع الرافضين للموازنة بصيغتها الحالية، خصوصاً الاتحاد العام التونسى للشغل الذى هدد بالإضراب العام فى حال أقر البرلمان تأجيل صرف الزيادات فى مرتبات موظفى القطاع العام.

وساهمت إضرابات قطاع الفوسفات وتراجع إيرادات السياحة، فى خفض توقعات النمو لهذا العام لتبلغ 1.5 % على أقصى تقدير، كما تفيد بيانات رسمية تونسية، ويتوقع أن يرتفع العجز فى الموازنة إلى 6.9 مليار دينار مما يدفع البلاد إلى مزيد الاقتراض من المؤسسات الدولية المانحة.

وأكد خبراء اقتصاد تونسيون أن الاقتصاد التونسى لم يسجل نسبة نموّ تؤكد أنه بدأ فعلاً مرحلة التعافى، من فترة الركود التى يعيشها منذ سنوات، وخاصة بعد ثورة 2011. وأوضحوا أنه برغم بروز متغيرات إيجابية لهبوط أسعار البترول على المستوى العالمى وأسعار بعض المواد الأولية وانتعاش القطاع الفلاحى، وخاصة زيت الزيتون والتمور، فإنّ نسبة النموّ كانت ضعيفة جدا، وهى بالتالى غير قادرة على توفير فرص عمل للعاطلين الذين بلغ عددهم مع نهاية العام الماضى نحو 600 ألف منهم 200 ألف من حاملى الشهادات العليا.

ووفق أرقام صادرة عن المعهد الوطنى للإحصاء فى تونس، شهدت نسبة البطالة ارتفاعًا فى السنوات الخمس الماضية، من 13٪ خلال عام 2011، إلى 15٪ حتى نهاية الربع الثالث من العام الماضى.

وأمام التحديات الاقتصادية، فضلاً عن التراجع الواضح فى ملف الحريات، وإقدام رئيس الوزراء على إقالة وزير بسبب تصريح عن "الوهابية"، لم يكن غريباً أن تنشر صحيفة "الشروق" تقريراً عن مصادر وصفتها بالـ"مقربة" من الرئيس التونسى الأسبق زين العابدين بن على، مشيرة إلى أن ملف عودته إلى تونس مطروح وأن هذه العودة من المرجح جدا أن تحدث خلال الفترة ما بين شهرى يناير وسبتمبر 2017 .

وذكرت الصحيفة أن عدة أطراف تتدخل لإيجاد صيغة لتسوية الملفات العالقة وإزالة عقبات عودة بن على إلى تونس لا سيما وأنه واصل التزامه الذى قطعه مع السلطات السعودية بالابتعاد عن أى نشاط سياسى أو ظهور إعلامى طيلة حوالى 6 أعوام، كما أنه تقدم فى العمر ولم يعد له أى اهتمام يذكر حسب مقربين منه سوى بأفراد عائلته.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مقتل شخصين فى إطلاق النار على رجال إطفاء بولاية أيداهو الأمريكية

خلاصة مادة الجغرافيا لطلاب الثانوية العامة × سؤال وجواب

تعرف على مواعيد القطارات على خط القاهرة الإسكندرية والعكس

إنريكى: بدأنا مواجهة ميامى بأفضل طريقة ممكنة.. ونملك لاعبين على أعلى مستوى

الناقدة ماجدة خير الله تشيد بالفنان أحمد مجدى بعد أدائه في "فات الميعاد"


استخراج جثة سيدة بعد تقطيع السيارة إثر سقوط ونش عليها بطريق الأوتوستراد

وزير الخارجية يزف بشرى للمصريين بالخارج: بحث تجديد مبادرة استيراد السيارات

وزير الخارجية يكشف للميس الحديدي بعضا من ملامح اتفاق غزة المرتقب

جواو نيفيس أفضل لاعب فى مباراة باريس سان جيرمان ضد إنتر ميامى فى كأس العالم

الأهلى يقرر تعديل عقد وسام أبو على وضمه للفئة الأولى المميزة


باريس سان جيرمان يهزم إنتر ميامى برباعية فى حضور ميسى بكأس العالم للأندية

الجمارك تحبط محاولة تهريب 3 آلاف دولار داخل "شبشب" فى طرد قادم من المغرب

مصر تعرب عن خالص تعازيها للسودان الشقيق في ضحايا حادث انهيار منجم للذهب

الداخلية تضبط صانع محتوى يصور فيديوهات خادشة للحياء.. فيديو

العالم في مهب قرارات ترامب.. البنوك المركزية العالمية تواجه تحديات التضخم والنمو

سبب تأخر انضمام محمد شكري للأهلي رغم الاتفاق على تفاصيل الصفقة

المستشار محمود فوزي: الحكومة تشاطر أهالي الضحايا الحزن والألم والحادث الجلل هز وجدان الوطن بأسره.. الرئيس السيسي وجّه بصرف تعويضات ومتابعة الإصلاح.. وأي كلمات لا تُعبر عن عمق الألم لفقدان هذه الأرواح الطاهرة

ريبيرو مدرب الأهلي يتجول فى شارع المعز ويلتقط صورا مع الجماهير.. فيديو

صراع الكبار فى مونديال الأندية 2025.. باريس سان جيرمان وإنتر ميامي فى لقاء نارى.. ميسي فى مواجهة التحدى والذكريات أمام إنريكي.. وملحمة أوروبية لاتينية بين بايرن ميونخ وفلامنجو لخطف بطاقة ربع النهائى

جيش الاحتلال يعلن مقتل رقيب في الكتيبة الهندسية 601 بمعارك شمال غزة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى