فن صناعة الضجيج

أكرم القصاص
أكرم القصاص
مهما كان الاستقطاب والجدل الذى يبدو عقيماً، لا يخلو الأمر من ميزات كثيرة أتاحتها أدوات التواصل، فلم تعد الساحة حكرا على أقلية من الصارخين الشتامين المتعاركين، هناك أطراف مختلفة لم تعد تكتفى بتلقى الإفيهات والتنظير على أنها مسلمات، وأصبح بمقدور أى شخص أن يسارع ليعرف مدى صحة أو خطأ ما يتم تداوله، ولا يمكن تقييم الحاضر بناء على تجارب الماضى.
 
خلال السنوات الماضية بعد 25 يناير هناك قطاع ممن لمعوا فى ضجيج الزحام، اعتادوا ادعاء «العلام» فى كل الأمور والتخصصات، يزعج الواحد منهم أنه ممنوع من التعبير، فى مقالات يكتبها فى الصحف السيارة ومواقع التواصل بالداخل والخارج. غير قادرين على تغيير النغمات المملة من محفوظات وأحفوريات التغيير والسياسة فى العالم.
 
المشكلة أن نجوم الضجة السياسية لم ينتبهوا إلى أنهم فقدوا القدرة السابقة على صناعة ضجيج فارغ، ولم يعد بعضهم قادرا على إخفاء الجهل بأبسط معلومات الاقتصاد والسياسة، والتجمد عند التعبيرات الخشبية، وترديد كلام عن تجارب ونظريات مع الرهان على أن أحد لا يسأل ولا يدرك، بينما أدوات التواصل مفتوحة للجميع لمن يفكر ومن يصرخ ومن يشتم ومن يصفق أو حتى يرقص.
العالم أصبح مفتوحا والسياسة بكل تعقيداتها وصراعاتها أضحت واضحة، ولم يعد هناك قداسة لسلطة أو لمعارضة، خاصة هؤلاء الذين حصلوا على سلطات افتراضية أكبر من حجمهم، لكن من يلجأون للشتائم أو الضجة والكلام فى أى شىء، يجدون أنفسهم عرضة لسلوكيات عدائية، مثل التى يمارسونها، أو يفقدون احترامهم، وتفقد أدواتهم تأثيراتها.
 
نحن فى عصر السماوات والرؤوس المفتوحة، التى تنتج معارف، وتنتج شخصيات وزعامات فارغة، ولم يعد القرب أو البعد عن السلطة هو وحده الفيصل، ولا حتى ترديد مصطلحات سياسية واقتصادية كثيرة، لم يعد كافيا لصنع شخص محترم.
 
لقد مرت سنوات سابقة احتل فيها بعض الأنصاف مكانة أكبر من أحجامهم وقدراتهم، وربما على بعض من يدعون أن لديهم وجهات نظر فى قضايا السياسة والاقتصاد، ومن تعجبهم صورتهم فى «اللايكات» أو يراجعون تحليلات وتوقعات سابقة، أو حالية ليعرفوا مدى صحة تنظيراتهم السابقة، ويمكن أن يكتشفوا ما إذا كانت هذه التنظيرات صحيحة أو خاطئة، لكنهم لا يفعلون، وبالتالى يقعون ضحايا الوهم، أو يرفضون مراجعة أفكارهم خوفا على صورتهم وعدد اللايكات.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

محمد صلاح أفضل لاعب "مسلم" فى العالم موسم 2024 - 2025

تشيلسى يسيطر على جوائز مونديال الأندية.. بالمر الأفضل وسانشيز حارس البطولة

افتتاحية ساحقة لفيلم Superman بـ123 مليون دولار

أخبار × 24 ساعة.. التعليم توضح حقيقة حصول طالبتين على نفس الدرجات

لامين يامال يحتفل بعامه الـ18.. أربعة أرقام مذهلة ترسّخ مكانته كأعجوبة كروية


بانزا: لم أتردد فى قبول عرض الزمالك.. وهدفى التتويج بكل بطولة نشارك فيها

السيطرة على حريق نشب بسيارة على كورنيش الإسكندرية دون إصابات.. صور

آمال رمزى تكشف أسباب طلاقها وتؤكد زواج سعاد حسنى من عبد الحليم حافظ

شطب دعوى حبس إبراهيم سعيد بتهمة عدم سداد المصروفات الدراسية لابنته

الخلاف على طريقة إتمام الصفقة يعطل انتقال حامد حمدان للزمالك


جولة تفقدية غدًا لرئيس الوزراء لعدد من مشروعات محافظة الإسكندرية

وزارة التعليم توضح حقيقة حصول طالبتين من أوائل الدبلومات على نفس الدرجات

تفاصيل تصحيح كراسات الإجابة بكنترولات الثانوية العامة 2025

رئيس الوزراء يتفقد أعمال "أبراج الداون تاون" و"داون تاون لاجون" بالعلمين الجديدة

نتنياهو: الإعلام الإسرائيلي يروج لدعاية حماس ويتهمني بإفشال صفقة التبادل

الرئيس السيسى باجتماع القمة التنسيقى للاتحاد الأفريقى: مصر عملت خلال فترة رئاستها للجنة التوجيهية للنيباد على تنفيذ أولويات محددة لتسريع وتيرة تنفيذ أجندة أفريقيا 2063.. والقارة الأفريقية التي نريدها ليست حلما

نتيجة الدبلوم الفنى الصناعى 2025.. على اليوم السابع برقم الجلوس

ما بين العودة بالزمن لدور اللص.. عمرو يوسف يراهن على تميمة حظه X درويش

تطورات جديدة فى ملف مستحقات كولر لدى الأهلي.. اعرف التفاصيل

الآن نتيجة الدبلومات الفنية 2025.. اعرف نتيجتك على اليوم السابع برقم الجلوس

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى