«الثقافة» بمفهوم ترامب وكلينتون

أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف
ليس دفاعا عن باراك أوباما، لكن الحقيقة أنه بعد رحيله عن البيت الأبيض سنتوقف عن متابعة أمر جيد مرتبط بعدد الكتب التى يقرأها الرئيس الأمريكى فى إجازته الرسمية كل عام، وبالتأكيد سوف يغيب الكتاب تماما عن الشكل الرسمى للحكومة الأمريكية.
سوف تبدأ الانتخابات الأمريكية وتنتهى نهاية غير مرضية لأحد، فالساعيان للبيت الأبيض لا يحظيان بالرضا التام وغير قادرين على الإقناع الكلى للجماهير، لكن الشعب الأمريكى والعالم معه أصبحا أمام اختيارين أحلاهما مر، وعلى المستوى الثقافى علينا أن نعتقد أنها ستنزوى بشكل كبير فى السنوات المقبلة.
 
المرشح دونالد ترامب مرشح الحزب الجمهورى لديه مفهوم مختلف للثقافة لا يدخل ضمنها الكتاب، وقد صرح من قبل بأنه لا يقرأ لدرجة أنه لم يقرأ أى سير ذاتية لرؤساء أمريكا السابقين، كما أنه فى تصريحات نقلتها صحيفة «واشنطن بوست»، قال إنه ليس لديه وقت للقراءة ولم يكن لديه وقت أبدا، فهو دائما مشغول بأمور كثيرة، والآن مشغول بدرجة أكبر من ذى قبل.
 
أما هيلارى كلينتون مرشحة الحزب الديمقراطى فعلى الرغم من كتابتها لمذكراتها تحت عنوان «خيارات صعبة» إلا أن المتتبع لطريقة تفكيرها فى الحياة واختيارها للأمور والأخطاء الفادحة التى ترتكبها سيعرف جيدا أن المعرفة لديها لم تتحول إلى سلوك، لذلك حتى لو حاولت التظاهر بالقراءة فإن الأمر لن يكون صادقا، بل سيصبح الأمر مزحة ثقيلة الدم يعرفها الجميع وأولهم الأمريكان.
 
 ربما يعتقد البعض أن هذا الغياب الثقافى من البيت الأبيض أمر عادى، لكنه فى الحقيقة خطير جدا وسيختصر سنوات كثيرة من عمر أمريكا، وحتى نصدق ذلك علينا مراجعة ما فعله جورج دبليو بوش فى أمريكا والعالم، بسبب عدم قراءته، ولن تستغرب، فأول كتاب قرأه «بوش» كاملا هو «الإنجيل» وكان وقتها قد تجاوز الأربعين من عمره، وقد فعلها والده جورج بوش من قبله الذى دمر العالم بحروب الخليج، حيث فى مطلع التسعينيات، وفى إحدى الندوات المخصصة للأدب، قالت باربارا بوش إن زوجها جورج بوش، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية فى ذلك الوقت لا يقرأ كتبا مطلقا.
 
 المرشحان الأمريكيان بأخطائهما الفادحة يعكسان من زاوية أخرى تراجع الثقافة فى المجتمع الأمريكى، وانحرافها عن سياقها الطبيعى، لأنه ليس من المعقول أن شعبا يقرأ تنحصر اختياراته فى رجل متهور لايملك خطة وفى امرأة ليس لديها الثقة الكافية لمواجهة المشكلات.
 
فقط علينا متابعة ما يحدث فى السنوات القادمة ونطالع التدهور السياسى والاقتصادى الذى سيحل بأكبر دولة فى العالم لأنها قررت التخلى عن الكتاب والمعرفة فى صالح الإعلان والشو واختيار حكاما لا يقرأون.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

بريسيلا بريسلي ترد على إدعاءات تمس حفيدتها رايلي كيو وعائلة جون ترافولتا

انتخابات النواب 2025.. أرقام الحصر العددى لدائرة الزقازيق فى الشرقية (فيديو)

الحصر العددى لدائرة دكرنس وشربين وبنى عبيد.. باسم بهاء يحصد 121327 صوتا

ظاهرة فلكية مهمة فى شهر رمضان المقبل.. تعرف عليها

مواعيد مباريات اليوم الجمعة فى ثانى جولات كأس عاصمة مصر


الحصر العددى لدائرة المنصورة بالدقهلية.. تامر القصبي يحصد 87228 صوتًا

النفيلي وقدح يتصدران.. الحصر العددى لدائرة طوخ وقها بالقليوبية فى إعادة النواب

مواعيد مباريات اليوم الجمعة 19-12-2025 والقنوات الناقلة

المترو يصل المدن الجديدة والمطار.. توسعات كبرى لشبكة المواصلات فى مصر

تعرف على الجوائز المالية لبطولة كأس العرب بعد تتويج المغرب


برودة شديدة وشبورة.. حالة الطقس اليوم الجمعة 19 ديسمبر 2025 فى مصر

حسام حسن يجتمع بصلاح ومرموش.. ومفاجأة خاصة لمحمد الشناوى

أحمد العوضى عن حلقته مع صاحبة السعادة: أخوكم الأعلى مشاهدة حلقة بوم إن شاء الله

ترامب: الرئيس عبد الفتاح السيسى صديق لى وأرغب فى استضافته

الأردن ضد المغرب.. أسود الأطلس بطل كأس العرب بثلاثية.. فيديو وصور

رحلة نيفين مندور من النجومية للوفاة ودخول المشرحة لدموع فراق الأحباب بالمقابر

العثور على جثة طفلة بعد اختفاءها في ظروف غامضة بالصف

جميلة دائما من الشباب لآخر العمر.. صور تنشر لأول مرة للراحلة كريمان

الأردن ضد المغرب.. نهاية المباراة بالتعادل 2-2 واللجوء لوقت إضافي.. صور

الأردن ضد المغرب .. النشامى يتقدمون بالهدف الثانى بالدقيقة 68 من ركلة جزاء.. صور

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى