المواطنون والسوشيال ميديا واللهو الخفى

كريم عبدالسلام
كريم عبدالسلام
بقلم - كريم عبدالسلام
سؤال بسيط يحيرنى، متى يتحول المواطنون من تصديق شائعات السوشيال ميديا والهرولة وراء أخبارها الكاذبة، إلى مواجهة هذه الشائعات بالحقائق المجردة التى يختبرونها يوميا؟
 
ما يحدث أن اللهو الخفى المجهول بالضرورة، ينشر شائعة مثل زيادة أسعار الخبز المدعم مثلا أو عدم وجود بنزين فى محطات الوقود، وفورا تتبعه اللجان إياها بالصويت والعويل واللطم ونشر النكات الساخرة من أوضاعنا، وإلى هنا يمكننا فهم المنطق التخريبى للهو الخفى وأتباعه من اللجان الإلكترونية ومنهجهم فى الإيهام وخلق الأزمات، لكن غير المفهوم هو منطق المواطن الذى حصل على الخبز المدعم صباحا بنفس السعر المدعم، ثم يشير بوست شائعة غلائه مساء، أو المواطن الذى مون عربته صباحا ثم يعيد تغريدة نقص الوقود فى المساء والسهرة!
 
بماذا نسمى ذلك؟ خفة دم المصريين مثلا؟ أم استعداد البعض لتصديق الشائعات والأخبار السيئة طوال الوقت؟ أم أن الواقع الافتراضى على السوشيال ميديا له قوانينه وضوابطه المختلفة بالضرورة عما يحدث فى الواقع، يعنى لازم تكون ممتعض وشتام ومشمئنط وناشر للشائعات على السوشيال ميديا، عادى جدا، بينما فى حياتك العادية، كل شىء موجود ومرتب، العيش فى منافذ التوزيع والبنزين فى المحطة، والدواء فى الصيدلية، ومدارس الأولاد لم تغلق أبوابها، والمرتبات فى موعدها، ولم يطلب أحد منك ساعتين زيادة للخدمة العامة مثلا.
 
طيب، متى يدمج كل مواطن حياته الواقعية مع حياته الافتراضية على السوشيال ميديا، وأن يشارك فعلا بما يعرفه ويختبره فقط من قضايا ومشكلات، ويكف عن الهرولة ونشر الأخبار السيئة التى لم يتأكد منها، مثل الأخبار التى بثتها الخنزيرة مثلا عن اندلاع المظاهرات فى كل أنحاء الجمهورية استنادا إلى صور قديمة، وهوب تداولتها السوشيال ميديا بسرعة الصاروخ!
 
نريد أن نفرق بين الغضب الطبيعى من وطأة الغلاء والظروف الاقتصادية الصعبة والمؤقتة وبين تناقل الكذب والشائعات بدافع الكيد على مواقع التواصل، وليس المطلوب من المواطن، أى مواطن أن يدافع عن سياسات الحكومة، ولكن المطلوب أن يدافع المواطن عن عقله الذى يتم استغفاله وركوبه من قبل اللهو الخفى، وأتباعه طول الوقت، لتصوير البلد تغرق وعلى وشك الحرب الأهلية، بينما الغالبية الكاسحة من المصريين ملتفون حول بلدهم فى لحظات الإصلاح الصعبة وكلهم أمل وتفاؤل بالمستقبل الأفضل بإذن الله.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

رويترز: زلزال بقوة 6.5 درجة يضرب جزيرة كريت اليونانية ويشعر به سكان مصر

هزة أرضية يشعر بها سكان القاهرة الكبرى

أوسكار رويز يُحضّر لائحة جديدة للحكام في الموسم المقبل

زعيم كوريا الشمالية غاضبا بعد فشل تشغيل سفينة حربية: إهمال لا يمكن أن يغتفر

مرموش يتخطى المحمدي ويطارد تريزيجيه بقائمة الهدافين المصريين في إنجلترا


الأهلى أمام جمعية الساحل التونسى فى نصف نهائى الكؤوس الأفريقية لسيدات اليد

13 معلومة شرعية لسلامة أضاحى العيد.. الإفتاء توضح شروط الأضحية وطريقة التعامل معها.. وتؤكد: من يلقى مخلفات الذبح فى الشوارع آثم.. ويُشترط فى آلة الذبح أن تكون قاطعة.. ويجب توافر نيّة التضحية

الزمالك يتواصل مع جوميز تجنباً لإيقاف قيد جديد للنادى

مالديف مصر.. مصيف مطروح والساحل الشمالى فى انتظار عشاقه.. شواطئ خلابة وطبيعة بكر تجدد النشاط وتخفف ضغوط الحياة.. شواطئ القرى السياحية والكورنيش الجديد والأبيض واللاجون وأم الرخَم الأكثر خصوصية وهدوءًا.. صور

إمام عاشور من داخل أحد المستشفيات: الحمد لله على كل شىء (صورة)


ودّع مشروبات الطاقة.. بدائل طبيعية وآمنة لزيادة التركيز فى الامتحانات

زوج يلاحق زوجته بالنشوز ويؤكد: "هجرت مسكن الزوجية وتركت 3 أطفال"

القصة الكاملة لواقعة سرقة منزل الدكتورة نوال الدجوى من البداية للنهاية

ريكوبا أسطورة ميلان: مصر محظوظة بمحمد صلاح الاستثنائى

منتخبات مصر ترسم خارطة المستقبل للكرة المصرية.. أملٌ متجدد وطموحات عالمية

جلسة بين الزمالك ومحمد السيد لتجديد عقده.. وموقفه من العودة للفريق الأول

يويفا يعتمد رسميا نظام التأهل ليورو 2028 ويزيد قوائم منتخبات دورى الأمم

شاهد.. لحظة إطلاق إسرائيل النار على وفد دبلوماسى يضم سفير مصر.. فيديو وصور

"أصحابه حاولوا ينقذوه وفشلوا".. غرق طالب بالمرحلة الإعدادية فى النيل بدسوق

حلمي طولان وأحمد حسن يطلبان العمل تطوعيًا مع منتخب مصر في كأس العرب

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى