قرأت لك.. العدالة والعقاب فى التاريخ الإسلامى لـ"كريستيان لانج"

كتاب "العدالة والعقاب فى المتخيل الإسلامى"
كتاب "العدالة والعقاب فى المتخيل الإسلامى"
خالد عزب

صدر عن دار المدار فى بيروت كتاب "العدالة والعقاب فى المتخيل الإسلامى"، وهو من تأليف كريستيان لانج وترجمة رياض الميلادى ومراجعة كيان أحمد، والمؤلف باحث ألمانى متخصص فى الدراسات الإسلامية، موضوع الكتاب كان أطروحته للدكتوراه من جامعة هارفارد، ونشرته كمبردج برس فى العام 2015 ميلادى.

 

للكتاب مميزات عدة أولها الدقة العلمية، وثانيها المنهجية الفكرية الواضحة، ولديها بعض المنطلقات التى نتفق معه فيها منها: إن فرض نظام الحكم للعقوبات على المجرمين وغيرهم قد عزز عدم الشعور بالأمان وأذكاه، فإذا كانت العقوبة الرادعة قادرة فعلاً على أن تطمئن سواد الناس بألا جريمة دون عقاب، فإن الهدف الحقيقى للعقاب يتمثل فى إظهار القوة المطلقة للحاكم، إذ تعد العقوبات العلنية طقوساً سياسية، لذلك تعد أية جريمة خيانة عظيمة وانتهاكاً لحق السلطان وسيادته، هكذا توفر العقوبة العلنية فرصة للثأر من هذا الانتهاك من أجل جعل الجميع على علم بالسلطة المطلقة  للمك من خلال جسد المجرم.

 

لكن الباحث لم يكن موفقاً فى الإطار الزمنى للدراسة، حيث اختار العصر السلجوقى وهو مرحلة أخذ فيها الخلفاء يتوارون خلف قوة السلاطين، كما أن الباحث فى دراسته يفصل جدياً بين عقوبات المنتمين إلى السلطة والعامة، هنا فى النموذج السلجوقى نجد الأمر غير مدلل عليه بصورة كافية. إن واحدة من المقاربات لدى المؤلف هو وصفه الغز وهى قبائل تركية مرتزقة كانت تعمل لحساب أى سلطة بالهمجية فى معاملة المجتمع، هذا ما لخصه المصريون فى مثل شعبى هو " آخرة خدمة الغز علقة".

 

ففى حين أجبرت سلطة المماليك على عدم اتخاذ أى قرار إلا بعد الرجوع لديوان يضم العسكر والطوائف الحرفية والتجار، وهو ما يعد صورة بدائية من صور الحياة الديموقراطية، نجد أن المجتمع السلجوقى كان مغيباً، وفى هذا السياق سنجد أن العديد من الدراسات الجادة التى افتقدها الباحث كانت ستغير وجهة نظره فى موضوع العدالة والعقاب فى المتخيل الإسلامى، ومنها دراسة الباحث علاء رزق عن العقوبات والسجون فى العصر المملوكى.

 

إن قدرة كريستيان لانج على سبر أغوار الموضوع كانت جيدة بالنسبة لباحث غربى، لكن فاته بعض المصادر المهمة لدراسته، ككتاب حسن أبو غدة عن أحكام السجن ومعاملة السجناء فى الاسلام المنشور فى الكويت العام 1987 ميلادية، وكتاب المدخل لأبن الحاج، وما كتبه عدد من الباحثين العراقيين خاصة فى جامعتى بغداد والموصل حول الحقبتين العباسية ومن ثم السلجوقية.

 

لكنه قدم نتيجة مهمة فى دراسته تدل على إدراكه لطبيعة السلطة فى التجربة التاريخية للمسلمين، فهو يذكر أن وظيفة الدولة تتمثل أساساً فى جمع الضرائب والدفاع العسكرى ضد القوات الخارجية، أما ما يتعلق بإدارة العدل فيبدو أن الحكام المحليين الذين يقبض عليهم باستمرار فى حروب صغيرة كانوا يمثلون ملاذا أخيرا فحسب، وتدفع مقتضيات الدولة الحكام إلى استعراض القوة، وأما ما عدا ذلك فيترك للأعيان وعلماء الدين بالمدينة لتدبير شؤونهم بشيء من الحرية، ولكن هذه الحرية كانت على حساب الطبقة العسكرية الحاكمة لها.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الطقس اليوم الجمعة 16-5-2025.. موجة شديدة الحرارة والعظمى بالقاهرة 37 درجة

الأهلي يفاوض زد لتخفيض تسعيرة بيع العش نهائياً

النصر يستقبل التعاون لمواصلة انتصاراته فى الدوري السعودي

أبطال مسلسل ظروف غامضة لـ أمير كرارة

غدا.. نظر محاكمة 37 متهما فى قضية خلية التجمع


موعد مباراة كريستال بالاس ضد مانشستر سيتي فى نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي

لو بطاقة التموين ضاعت.. تعرف على خطوات استخراج بدل تالف أو فاقد

المدارس اليابانية: تدريس الفرنسية كلغة ثانية.. و18 ألف جنيه مصروفات الدراسة

مع ارتفاع درجات الحرارة.. كيف تحافظ على سلامة سياراتك أثناء القيادة؟

مواعيد مباريات اليوم الجمعة 16 - 5 - 2025 والقنوات الناقلة


السكة الحديد تحدد مواعيد الحجز المسبق لقطارات عيد الأضحى 2025

دونجا بعد قرار لجنة التظلمات: الأهلي سيتوج بالدوري.. والنحاس أعاد الأحمر للقب

18 صورة من حفل زفاف هيا كتكت ابنة أمل رزق بحضور نجوم الفن

موجة شديدة الحرارة.. حالة الطقس اليوم الجمعة 16 مايو 2025 فى مصر

جدول ترتيب الدورى المصرى بعد قرار لجنة التظلمات.. الأهلى يتصدر

بيراميدز بعد قرار عدم خصم نقاط من الأهلي: هنجيب حقنا من كاس.. وهنكمّل الدوري

انتِ شمس حياتي.. مصطفى قمر يحتفل بعيد ميلاد ابنته جودى "صور"

لجنة التظلمات ترفض إعادة مباراة القمة وتكتفى بنقاط هزيمة الأهلى أمام الزمالك

الزمالك يتقدم بشكوى للمحكمة الرياضية الدولية بشأن قرار لجنة التظلمات لمباراة القمة

بن شرقي وعطية الله يدعمان المغرب أمام مصر في نصف نهائي أفريقيا للشباب

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى