كيف نقرأ خريطة الشرق الأوسط؟

يوسف أيوب
يوسف أيوب
بقلم - يوسف أيوب
من ينظر لخريطة المنطقة حاليا، فسيشاهد حجم التغيرات التى لا تقتصر على دولة أو ملف معين، فالثوابت تغيرت والمواقع تبدلت، ولم يعد الأمر كما كان أمس، فاليوم اختلفت الأولويات والمصالح، وبات الجميع يتحدث عن مصالحه الخاصة.
 
من يتابع ما حدث مؤخرا فى لبنان، فسيضع يده على لب القضية، فمن كان يتخيل أن يضع زعيم تيار المستقبل، سعد الحريرى، يده فى يد ميشال عون ويسير به إلى قصر بعبدا، رغم أن الأخير هو أكبر حليف لحزب الله وللنظام السورى، المتهمين من جانب الحريرى باغتيال والده، رفيق الحريرى.
 
هذا التحول، حتى وإن وصفه عدد من المتابعين بأنه غير ذى قيمة، لأن موقع الرئاسة اللبنانية لا تأثير له مقابل رئاسة الحكومة المرشح لها الحريرى، لكن فى المجمل فإن ما حدث ربما يؤشر على خريطة التحالفات الجديدة فى المنطقة، وربما عناصر القوة أيضا، فبعد صعود عون إلى كرسى الرئاسة اللبنانية بعد عامين من الفراغ الرئاسى وشد وجذب بين كل القوى اللبنانية وتدخلات خارجية عطلت بشكل كبير التوافق اللبنانى، باتت إيران أقوى نفوذا فى المنطقة من ذى قبل، استنادا للحاصل الآن فى لبنان والعراق واليمن وسوريا، ومقابل هذه القوة يبدو أن قوى أخرى تراجعت قليلاً وأقصد هنا قوة إقليمية مثل المملكة العربية السعودية التى كانت أحد الفاعلين الأقوياء فى الملفات الأربعة، لكن يبدو أنها انغمست فى الحرب اليمنية وتركت لإيران حرية الحركة فى بقية الملفات.
 
من يتابع المشهد فسيجد أن هناك تصعيدا فى الحديث عن حرب سنية شيعية، مسرحها الأساسى الدول الأربع، اليمن وسوريا والعراق ولبنان، وهناك من يعدون الدول الأربع مسرحا لحرب بالوكالة بين السعودية وإيران، وبجانب السعودية تقف بقية دول الخليج التى تدرك خطورة التمدد الإيرانى فى المنطقة، ومعها تركيا التى تبحث عن مكاسب تحققها فى هذه الملفات الشائكة، فهى لم تحدد الآن وجهتها، ولاتزال تناور السعودية وإيران فى آن واحد، وستقف مع من يحقق هدفها سواء بالقضاء على الأكراد على الحدود التركية السورية، أو استمرار وجود قواتها العسكرية داخل الأراضى العراقية فى معسكر بعشيقة، أملاً فى الحصول مرة أخرى على «الموصل»، التى يعدها رجب طيب أردوغان جزءا من الدولة التركية فقدته بسبب اتفاقية «سايكس بيكو».
 
الأزمة الحقيقية تكمن فى أن الدول السنية، وعلى رأسها السعودية على سبيل المثال، بدأت تفقد عددا من حلفائها ومؤيديها سواء فى المنطقة أو العالم، فخروج الحريرى عن النسق السعودى وتحالفه مع عون يعد بمثابة تغيير فى تكتيك حليف قوى للرياض، كما أن تركيا، كما قلت، لا تنظر للأمر من الوجهة السعودية، بل هى تعلى من مصالحها التى تعود بها إلى الفترة الاستعمارية، فتركيا أردوغان تبحث عن المجد العثمانى القديم، وكما قلت، ستجرى إلى إيران إن رأت مصلحتها فى التحالف معها مرة أخرى، كما أن الحرب فى اليمن وامتدادها لهذا الوقت جعل التملل يصيب حلفاء التحالف العربى فى الغرب، وقد رأينا هذا فى الخطة الجديدة التى طرحتها الأمم المتحدة ورحبت بها واشنطن، والتى منحت الحوثيين وعلى عبدالله صالح موقع قوة فى مواجهة عبدربه منصور هادى، الموجود حاليا فى الرياض.
 
حتى فى سوريا، تشير كل التقارير إلى أن الغرب يعيد تقيم مواقفه تجاه الوضع هناك، وبات الحديث أقرب الآن إلى الحلول السياسية، وهو ما يمكن اعتباره تمكينا جديدا لإيران فى سوريا، خاصة أن الوضع على الأرض حاليا يمنح طهران الأفضلية كونها المساند القوى للحكومة السورية بجانب حزب الله والقوات الروسية، فى مواجهة المعارضة السورية المسلحة، المدعومة من السعودية ودول خليجية أخرى.
 
وفى العراق، يقود الحشد الشعبى، الشيعى، المدعوم عسكريا وماليا من إيران، الحرب على الإرهاب، كما أن الحكومة العراقية تحكمها النزعة الشيعية، وربما يفسر ذلك ظهور الخلاف العلنى المتكرر بين العراق والسعودية، وتبادل الاتهامات بين الدولتين خلال الأسابيع الماضية.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

موعد مباراة الزمالك وبتروجت فى الدورى المصرى والقناة الناقلة

تعرف على لزمة عصام السقا في فيلم المشروع x

محمد مكي قائد رحلة صعود المقاولون إلى الممتاز لـ اليوم السابع: "الأهلي لما بيركب الدوري محدش يعرف ينزله" وعاشور وعادل الأفضل".. المقاولون لا يقل عن القطبين ... خطفت بطولتين من الأحمر ولم أعترض على رحيل سيحا

رئيس الوزراء: المرحلة الثانية من التأمين الصحي الشامل تشمل 5 محافظات

شاهد.. لحظة إطلاق إسرائيل النار على وفد دبلوماسى يضم سفير مصر.. فيديو وصور


بعد حذفه بيان الانفصال.. مها الصغير تحذف بوست ردها على أحمد السقا

فرنسا تستدعى السفير الإسرائيلى بعد تعرض دبلوماسيين لإطلاق نار فى جنين

الحكومة: مد خدمة المدرسين المحالين للمعاش أثناء العام الدراسى لنهاية العام

الصين تدعو ترامب للتخلى عن القبة الذهبية.. ومسئول: تهدد بتسليح الفضاء

الحكومة: الدراسة بالتعليم قبل الجامعى 12سنة إلزامية منها 6 ابتدائى و3 إعدادى


وظائف فى الأردن بمرتبات تصل إلى 22 ألف جنيه شهريا.. رابط التقديم

صراع المليارات داخل عائلة نوال الدجوي.. قصور تُباع ببصمة مشكوك فى صحتها.. شيكات بملايين الدولارات تشعل النزاع.. فيديو غامض يقلب القضية.. وماما نوال تنتظر جلسة حجر أحفادها عليها 26 يونيو المقبل

مها الصغير بعد طلاقها من أحمد السقا: مفيش حاجة مبهرة قد وقفة ربنا جنبك

خلال محادثات أوكرانيا وروسيا.. بوتين لترامب: نحب ميلانيا أكثر منك

عصام صاصا وجهاد ماهر بين شائعات الانفصال ودعم زوجها

محامى نجل محمد رمضان يتقدم بمعارضة على حكم إيداعه فى دار رعاية

دقة وتقلية وبيزود "ورد".. وجبة كشرى لمستشار ترامب أثناء زيارته للقاهرة.. فيديو

عمر مرموش يتقدم في سباق الحذاء الذهبي الأوروبي.. وصلاح يتمسك بالأمل

بعد تحرير الخرطوم بالكامل.. السلطات السودانية تعلن ولاية جديدة خالية من الدعم السريع

نجل ترامب يلمح إلى احتمال خلافة والده في البيت الابيض

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى