اغتيال نجيب محفوظ بين الدستور والقانون

كريم عبد السلام
كريم عبد السلام
بقلم كريم عبد السلام
نحن مقبلون على أزمة حريات خانقة، هى بالضرورة ضد المصالح العليا للبلاد وضد الازدهار المرجو لها، وتعكس عدم إدراك نواب البرلمان لمظاهر القوى الحقيقية فى المجتمع المصرى والدولة، وفى مقدمتها القوة الناعمة، قوة الإبداع والمبدعين فى كل المجالات، فالسادة نواب الشعب لا يدركون للأسف الشديد تاريخ النفوذ والتأثير المصرى فى المحيط العربى والأفريقى والدولى وكيف تحقق ووفق أى شروط؟
 
وهنا نسأل نواب الشعب الذين رفضوا إلغاء مادة ازدراء الأديان ومواد الحبس فى جرائم النشر، هل تحققت النهضة المصرية فى النصف الأول من القرن العشرين عبر الغزو العسكرى مثلا، أم عبر طفرة نفطية كانت عائداتها بمليارات الدولارات، أم عبر الفن الشعر والرواية والسينما والمسلسلات التلفزيونية والمسرح وثقافة الأساتذة المصريين فى المدارس والجامعات سواء فى مصر أو فى إعاراتهم للدول العربية والأفريقية؟
 
مصر لم تكن يوما دولة توسعية عدوانية، ولم تكن دولة ريعية تعتمد على النفط والثروات الطبيعية لتحقيق الطفرة المدنية الحديثة، ولكنها كانت دائما دولة عظمى فى التحضر والتمدن، فى القانون والثقافة والإبداع والحريات والتعليم، وهذه القوة هى التى مكنتها من أن تكون مركزا إقليميا وعالميا مشعا، حتى رغم ارتفاع نسبة الفقر ومستوى المعيشة، وهذه القوة هى التى مكنت بلدنا من أن تكون غازية لا مغزوة ثقافيا وإبداعيا طوال عقود قبل أن تحدث الانتكاسة فى 1967 ومعها انتكاسة الحلم والانكسار الثقافى الذى دفع البعض منا إلى الهروب إلى ثقافات التخلف الوهابية وما تلاها من موجات التطرف.
 
للأسف الشديد، أصبح لدينا قيادات فى جميع المجالات تعزز ثقافة التخلف التى تدمر فرص مصر فى أن تعود مركزا للحضارة يسود فى المنطقة والعالم، والمتأمل لعدد النواب فى اللجنة التشريعية الذين صوتوا على رفض حذف مواد الحبس على الاجتهاد وتطوير الخطاب الدينى أو إلغاء مواد الحبس فى قضايا النشر، لابد أن يفزع ويحزن، 21 نائبا باللجنة التشريعية رفضوا إلغاء عقوبة الحبس فى جرائم النشر مقابل 6 نواب فقط وافقوا، كما رفض 20 نائبًا مقترح النائبة آمنة نصير بإلغاء الفقرة من المادة 98 من قانون العقوبات، الخاصة بازدراء الأديان وموافقة 3 نواب فقط.
 
يعنى ذلك باختصار أننا لا نحترم الدستور ونتحايل عليه بالقوانين القديمة التى تعزز القمع والتخلف، كما يعنى أننا نطلق النار على أنفسنا بمنع تهيئة المناخ لأية نهضة مستقبلية، استنادا إلى عناصر القوة الحقيقية التى نملكها، ويعنى ذلك ثالثا أننا نخدم سياسات الدول المتخلفة ونمكنها من عقول أبنائنا ووجدانهم لسنوات.. وللحديث بقية.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الشركات الكندية تنوع تجارتها للحد من آثار حرب التعريفات الجمركية الأمريكية

موعد مباراة ناشئات الطائرة أمام جمهورية الدومينيكان فى تحديد مراكز بطولة العالم

وزير الكهرباء يصل العاشر من رمضان لمتابعة آثار حريق محطة المحولات

انقطاع الكهرباء بمناطق في العاشر من رمضان نتيجة اشتعال النيران بمحطة محولات 66

السيدة انتصار السيسى تتواصل هاتفيًا مع والدة البطل نور امتياز كامل


إعلام إسرائيلى: نتنياهو يطلب من الجيش إعداد خطة لإنشاء مدينة إنسانية فى رفح

ابنة كريم محمود عبد العزيز فى ظهور خاص معه خلال الحلقة 9 من مملكة الحرير

مستقبل سعود عبد الحميد حائر بين النصر ومحطة أوروبية جديدة

وزير الاتصالات: سنترال رمسيس ليس الوحيد الذى تعتمد عليه مصر فى الخدمات

الحوثيون: استهدفنا السفينة "إترنيتى" بزورق مسير و6 صواريخ باليستية


الهضبة يواصل التألق.. "ابتدينا" يدخل قائمة أفضل 10 ألبومات عالمية على سبوتيفاى

22 عاما على "اللى بالى بالك".. مكالمة من الزعيم أسعدت محمد سعد بعد عرض الفيلم

مؤتمر صحفى لرئيس الوزراء ووزير الاتصالات بعد قليل

كريم فؤاد جاهز لبدء فترة الإعداد مع الأهلي

شاهد التريللر الرسمى لفيلم أمير كرارة "الشاطر" قبل طرحه

رفض تأجيل مباراة ريال مدريد ضد أوساسونا في الجولة الاولي من الليجا

فيلم أحمد وأحمد للسقا وفهمى يحصد 20.9 مليون جنيه خلال أسبوع عرض

بعد ضياع صفقة ويليامز.. برشلونة يعيد فتح ملف الجناح ولياو أبرز المرشحين

مصرع 9 أشخاص إثر انهيار جسر في الهند.. فيديو

فيلم ريستارت لـ تامر حسنى يحصد 87.6 مليون جنيه خلال 6 أسابيع عرض

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى