الدولة كحاصل جمع لنجاحات أبنائها

وائل السمرى
وائل السمرى
بقلم وائل السمرى
هو مؤشر واقعى، الزمن وحده هو الذى أثبته وجعله يقينا، قولا واحدا الدولة هى حاصل جمع نجاحات أبنائها لكننا للأسف نتغاضى عنه دائما، ونظن أن قتل موهبة فرد أو وإنكار إنجاز إنسان أو تحطيم حلم شاب أمرا عاديا أو حالة فردية وهى فى الحقيقة غير ذلك.
 
من قتل موهبة فرد فكأنما حكم على الوطن كله بالتيبس، ومن أنكر إنجاز إنسان فكأنما أنكر على الشمس ظهورها وبث نورها، ومن حطم حلم إنسان فكأنما حطم المستقبل كله، فنحن بهذه الأعمال نرسخ عادة الإفقار فى مصر، نزرع اليأس فى العيون، وننزع الشغف من الوجدان، نحرم المجتهد من نشوة النصر، فتصير الهزيمة عنوانا كبيرا يغلف حياتنا حتى وإن كنا منتصرين، لا أعرف متى ستعرف الدولة أنها حاصل جمع نجاحات أبنائها، وأنها حينما تسمح للذئاب بنهش أحلام الناس والتقليل من إنجازاتهم تقدم نفسها باعتبارها راعية التوحش الأولى، ومن هنا يصبح التساؤل: لماذا أصبحنا نعيش فى غابة؟ سؤالا فى غير محله.
 
هنا أيضا يصبح التساؤل لماذا صمتت الدولة بكل مؤسساتها على إهانة نجيب محفوظ سؤالا فى غير محله، فما هذا الصمت سوى حلقة صغيرة فى سلسلة إهدار الدولة لرموزها وتبديدها لقوتها وإضعافها لنفسها وإفقارها لروحها، هذا الصمت الذى أكد أن أى شىء مثل أى شىء، سيان، أن تنجح وتجتهد وتصل إلى أسمى المراتب أو تتوحش وميل للعنف وتهدم وتصل إلى أحقر الدرجات، سيان أن تبنى أو أن تهدم، أن تنير أو أن تظلم، ذات مرة قيل لجمال عبدالناصر: «إحنا لازم نحبس نجيب محفوظ» فرد ناصر «وإحنا عندنا كام نجيب محفوظ» فى زمن كان فيه عشرات الأسماء التى تتوازى مع نجيب محفوظ، لكننا، للأسف، نسمح بإهانة نجيب محفوظ فى وقت لا نملك فيه شيئا يذكر.
 
لا تحسب أننى هنا أحاول أن أدين الدولة حينما صممت على إهانة أكبر رموز مصر وأعلاهم شأنا، فهذا أمر طبيعى فى حالة الغفلة التى نعيشها، وفى الحقيقة فإننى أرى أن عدم مطالبة البرلمان بتقديم اعتذار عن تلك الإساءة أمرا مريرا يدل على فقدان الأمل فى آليات التعاطى المحترم بين مكونات الدولة، وبالتالى تصبح الإساءة والبلطجة والتدنى لغة رسمية بين الجميع، ولا يجب هنا أن نتعجب من أن الدولة تتآكل، لأنها صارت «حاصل طرح» وليس «حاصل جميع».
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

رئيس اللجنة الهندسية: الحفر لم يتوقف في استاد الأهلي..وما يتردد غير صحيح

الآن نتيجة الدور الثانى للشهادة الإعدادية لمحافظة سوهاج بالاسم ورقم الجلوس

الرئيس السيسى يصل مطار نيوم بالسعودية والأمير محمد بن سلمان فى استقباله

القبض على المتهم بقتل ابن عمه بسلاح أبيض فى قنا

كل ماتريد معرفته عن مباراة الزمالك ومودرن سبورت بالدورى


تفاصيل مصرع شخصين وإصابة 18 آخرين فى حادث طريق مطروح

موعد مباراة الأهلي وغزل المحلة فى الدوري المصري والقناة الناقلة

أحكام بـ8 سنوات حبس.. استمرار التحقيقات مع رجب حميدة بكفر الشيخ

بين الخيانة ورسائل الكراهية.. خلاف ألبانيز ونتنياهو يتحول لـ"إهانات شخصية"

4 رسائل تطمئن الجمهور على الحالة الصحية للفنانة أنغام.. صور


بعد مرور عام.. صور جديدة من حفل زفاف محمد الننى على حنان المغربية

التشكيل المتوقع للزمالك أمام مودرن سبورت فى مباراة اليوم

القصاص العادل.. تفاصيل إعدام قتلة الإعلامية شيماء جمال بعد 3 سنوات من الجريمة

قانون الإيجار القديم 2025.. بند جديد يمنح المالك حق الإخلاء الفورى دون إنذار

دولارات وذهب.. أبناء شقيقة أحمد شيبة يسرقون ملايين من شقة خالهم بالعجمى

محمد صلاح ضمن أفضل 10 لاعبين صناعة وتسجيلا للأهداف في القرن الـ21

مفاجأة فى عينة تحليل المخدرات لسائق حادث كورنيش الشاطبى بالإسكندرية

قفزة غير مسبوقة بالحزمة الاجتماعية: علاوة الحد الأدنى تتضاعف 5 مرات بـ4 سنوات

الرئيس السيسى يتوجه إلى السعودية تلبية لدعوة الأمير محمد بن سلمان

تنفيذ حكم الإعدام فى دبور "سفاح الإسماعيلية"

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى