قرأت لك.. "حكايات يوسف تادرس" تمنح عادل عصمت جائزة نجيب محفوظ

غلاف الرواية
غلاف الرواية
قرأت لك مع أحمد إبراهيم الشريف

فاز الكاتب الروائى عادل عصمت بروايته "حكاية يوسف تادرس" بجائزة نجيب محفوظ 2016 والتى تمنحها الجامعة الأمريكية، والجائزة عبارة عن  وتبلغ قيمة الجائزة ألف دولار وميدالية تحمل صورة نجيب محفوظ، وتتضمن ترجمة العمل الفائز إلى اللغة الإنجليزية وتوزيعه في مختلف أنحاء العالم.

وهنا أعيد نشر مقالة كتبتها من قبل عن الرواية ونشرت فى اليوم السابع، يقول يوسف تادرس"أخوك يوسف إنسان أيضا، من لحم ودم، له متطلبات"، هذه هى الجملة الأساسية التى من خلالها يمكن فهم أحداث ورؤية رواية "حكايات يوسف تادرس"، للروائى عادل عصمت، الصادرة عن دار الكتب خان، فالرواية حكاية إنسان مصرى بتقواه وفجوره بإيجابيته وسلبيته، بفهمه للحياة، وخوفه من الواقع، إنسان كل ذنبه أنه أحب الضوء.

ستعرف بعد قراءتك للصفحات الأولى للرواية أن يوسف تادرس شخص رأيته كثيرا فى حياتك، مدرس يكرر كلمات متشابهة فى مدرسة خربة، أو شاهدته منكفئا على وجهه يعيد نسخ رسومات فرعونية لطلبة المدارس، وربما مررت به جالسا على مقهى فى زقاق ضيق، يشرب شايا وعيونه تائهة شاردة أو معلقة بشىء بعيد، يبحث عن جوهره، ستنتبه إلى ملامحه الجميلة التى يراها هو «قناعا»، ستنظر إليه لكنك لن تسأله عن شىء، سيتطوع شخص آخر يجلس بالقرب منك، ويقول لك: اسمه يوسف تادرس وهو «نصرانى».

ويوسف تادرس لم يعرف كون مسيحيته مشكلة إلا فى أواخر السبعينيات، عندما أصبح اسمه يدل عليه، وعندما علم الجميع حبه لـ«سناء» المسلمة، اعتبروا ذلك تعديا على كل القيم فى العالم.

والقارئ ينتبه لمسيحية يوسف تادرس فقط، بسبب استخدامه طريقة الاعترافات فى سرد سيرته، فما زال رغم كونه ليس متدينا بالشكل الظاهرى، فإن داخله يؤمن بكون «الاعترافات» وحدها كافية للتطهر من ذنوبه الصغيرة والكبيرة، لكنه ليس «يوسف» الذى يعترف، بل الإنسان المصرى بوجه عام، فالوجع واحد والألم سلسلة تربط الجميع الذين وجدوا أنفسهم وسط مجتمع مشوه نفسيا، مطالبين وحدهم بالحلم وبالبحث عن أسطورتهم الذاتية، وأن يتبعوا جنونهم كى يستطيعوا أن يواصلوا الحياة.

فى الرواية يحكى يوسف تادرس عن الأحلام المكسورة، وعن الخوف الذى سكنه منذ أن حكت له أمه المتدينة عن خلاصها بالألم، وتقربها للرب حبا وعن ألم مجيئه، ومنذ رأى أباه ساقطا تحت سيطرة الخوف من الفقد، وشاهد أخته الكبرى تسرق حقه فى وضح النهار، هذا الخوف سيطر على يوسف، ولم يترك له سبيلا للخلاص سوى الرسم، حتى إنه عندما لم يحب ملامحه رسم وجهه 99 مرة، وفى كل واحدة كان مختلفا.

وفى النهاية يتصالح يوسف مع نفسه، ليس بتحقيق أحلامه، لكن بعدم تخليه عنها وبمعرفة قانون الحياة ومنطقها، سيعتاد الفقد ويحلم بالبعث، ويعرف أن الحياة تسير وأن القدرة على الاستمرار فيها بحثا عن الضوء يتطلب مراقبة جيدة للروح، وأن الإنسان ليس له وجه واحد، لكن ملامحه تكون حسب فيض الروح، وأن رؤيته للجمادات تتحرك من حوله ليس جنونا، وأن «جانيت» هى الوحيدة القادرة على تحمله.

كتب عادل عصمت روايته، ليس ليدين أحدا أو يبرئه، لكن لنكتشف جميعا مواطن النور فى أرواحنا المأزومة.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

طارق حامد وسام مرسى وحمزة علاء يقتربون من الزمالك

المباحث تستمع لأقوال شهود العيان لكشف ملابسات حريق كورنيش مصر القديمة

العيد فرحة.. سكك حديد مصر تعلن تشغيل عدد من القطارات الإضافية استعداداً لعيد الأضحى من 1 إلى 16 يونيو.. 2 مليون و365 ألف مقعد.. والتنسيق مع الشرطة لإحكام الرقابة والسيطرة ومنع السوق السوداء لاستيعاب الأعداد

دوي إطلاق نار قرب السفارات فى طرابلس وإجلاء رعايا إيطاليين وإسبان

فتح: ما يجرى بغزة استمرار لفصول النكبة ومصر شريك ثابت فى الدفاع عن قضية فلسطين


ريفيرو يحسم الجدل حول ضم نجوم أورلاندو إلى الأهلي في ميركاتو الصيف

تعرف على موعد مباراة منتخب الشباب أمام المغرب في نصف نهائي أمم أفريقيا

وزير الصحة يفتح تحقيق عاجل فى وفاة طفلة تأخرت عليها سيارة الإسعاف

تقارير: خلافات مع إدارة أورلاندو تقرب "رونالدينيو أفريقيا" من الأهلي

ترامب يطرح فكرة السيطرة على غزة مجددا.. ويؤكد: سأحولها لـ "منطقة حرية"


ليلة من اللهب على ضفاف النيل.. تفاصيل حريق منتصف الليل على كورنيش المنيل

مقتل إنفلونسر فى المكسيك خلال بث مباشر.. والسلطات تؤكد إجراء تشريح للجثة.. صور

سباق الحذاء الذهبي 2025.. كيليان مبابي يهدد حلم محمد صلاح

مندوب العراق بالجامعة العربية لـ"اليوم السابع".. بغداد تعود لقلب المشهد العربى.. التنمية بوابتنا للمستقبل وسبيل الخلاص للمنطقة.. شراكتنا مع مصر نموذج يُحتذى به فى العلاقات.. والعاصمة الإدارية خطوة نحو المستقبل

قرار هام من وزير التربية والتعليم لمعلمى الحصة بعد قليل

إخماد حريق داخل منزل فى منشأة القناطر دون إصابات

وظائف للمهندسين فى السعودية بمرتبات تصل إلى 11 ألف ريال.. التفاصيل

صلاح يتصدر قائمة أكثر اللاعبين خلقًا للفرص فى الدوريات الأوروبية الكبرى

زى النهارده.. الزمالك بطلا للدوري المصري للمرة الـ 11 فى تاريخه

أحمد عيد عبد الملك "أخطر خطير" يحتفل اليوم بعيد ميلاده الـ45

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى