بالصور.. فتاة شرقاوية تقود توك توك لتعول أسرة مكونة من 8 أفراد.. سمر: "اللى رمانى على المر هو اللى امر منه ونفسى أكمل تعليمى".. ووالدها: "بنتى اجدع من 20 رجل"

سمر سائقة التوك توك بالشرقية

الشرقية - حمدى عبد العظيم

الأربعاء، 14 ديسمبر 2016 12:23 ص

مأساة حقيقية تعيشها أسرة مكونة من 8 أفراد تعولها شابة في العقد الثالث من عمرها، بعد مرض والدها لكبر سنه ما جعلها تدعو الله أن يتبدل حالها وأسرتها من الضيق الى الفرج بعد نشوب الخلافات مع زوجها بعد زواج دام لمدة 8 سنوات نتج عنه نجلها يوسف الذى يزيد من آلامها.

كل هذا جعلها تقود توك توك وتخرج للعمل مثلها مثل الرجال وتواجه مصير غامض منذ الخروج من منزلها صباحا وحتى عودتها مساء.

الأسطى سمر سائقة التوك توك

اليوم السابع التقى الأسطى سمر سائقة التوك توك واستمع لحكايتها لعرضها على الرأى العام والمسؤولين عسى ان يجدوا لها حلا

وقالت سمر سالم ابراهيم 27 سنة حاصلة على دبلوم صنايع قسم كهرباء دفعة 2006 من عزبة بدوى مركز كفر صقر محافظة الشرقية ان الحياة صعبة والغلاء جعلنا فى احتياج مستمر وكنت اعمل سابقا فى الزراعة باليومية وحصلت على قرض من البنك واشتريت توك توك واتفقت مع احد اهالى القرية ان يقوده بإيجار 30 جنيه يوميا لكنه كان غير صادق ولم يلتزم بما اتفقنا عليه فاضطريت لبيع التوك توك وبعدها اتفق معى احد اقاربي ان اشتري توك توك آخر وسيقوم بقيادته وبعد ما اشترينا التوك توك باسبوع تركه ورفض ان يكمل فما كان امامي الا ان اقود التوك توك بنفسى ورغم أنه عمل جديد على إلا أنني وجدته أفضل من العمل فى الزراعة والتى كانت ترهقني جسديا ومعنويا لانى كنت اعمل اعمال الرجال فى الزراعة

وأضافت أقود التوك توك منذ 3 شهور أخرج فى الصباح وأعود اخر اليوم برزق حلال حامدة لله على عطائه.

"سمر" لا تصطحب فى التوك توك غير الحريم

الأهالى يعرفونها بالأسطى سمر وأنها تتعامل مع أهالى القرية واقاربها فقط ومعظم زبائنها حريم لأنها لا توافق على أن يركب معها أحد غريب لا تعرفه حتى لا تعرض نفسها لمواقف محرجة وغير آدمية

ولفتت سمر إلى أن عدد من المرات تتعرض لعطل بالتوك توك وبمجرد ان يراها الرجال يتجمعون حولها لإصلاحه وذكرت أنه ذات مرة بدون قصد اصطدمت بأمين شرطة و بمجرد ان رآها هدأ من روعها و طمأنها رغم أنها هى المخطئة

وقالت سمر: انا التحقت بالمعهد الفنى الصناعى لتفوقى بالصف الثالث الثانوى الصناعى وكنت أطمح ان التحق بكلية الهندسة لكن ظروفى الاجتماعية الصعبة حالت دون ذلك وتوقفت عن الذهاب للمعهد لاستكمال تعليمي وذرف الدمع من عينيها قائلة اتمنى الآن أن اكمل تعليمي

وصمتت سمر لفترة وقالت كنت اتمنى ان يستقر بيتى واعيش انا وزوجى و نجلى حياة آمنة لكن الأقدار تسير عكس ما اتمنى وبدأت المشاكل مع زوجي ولم أستطع إخمادها ورغم تدخلات كثيرة من أهل الخير إلا أنها باءت جميعها بالفشل والآن أحاول توفير حياة كريمة لى ولنجلى يوسف البالغ عامين ونصف قائلة انها اصبحت مسؤولة عن أسرتها كاملة بعد مرض والدها وعدم قدرته على الخروج للعمل ما جعل الأسرة معدومة الدخل.

سمر تنصح الشباب بالخروج للعمل

ونصحت سمر الشباب المتكاسل ان يخرج للعمل وان يترك الاستكانة ولا يحمل الدولة ولم اكمل نظرا لظروفي الصعبة هى لا تستطيع تحملها ويكفى الدولة أنها تحملت عبء التعليم والعلاج ودعم المواطن فى جوانب كثيرة فى الحياة

وقال سالم إبراهيم 59 سنة والد سمر انا اعمل سائق ولكن سنى كبر وأصبحت لا استطيع العمل لظروف مرضية ومقتنع ان بنتى جريئة وجدعة وتعادل 20 راجل ولا تجرؤ أن تفعل اى فعل منافي وكان شرطي الوحيد أن تكون بالمنزل فى أذان المغرب واذا طلب الزبائن أى مشاوير ليلا يقود التوك توك ابن عمها.

وأضاف انا متابع بشكل كبير وأطمئن عليها دائما بالتليفون واشجعها دائما لتستطيع سداد القسط الشهري للبنك وتوفير قوت اليوم لى ولها ولوالدتها ونجلها.

وتابع: انا رزقني الله ب3 بنات ومحمد وأن سمر اصفر البنات لكنها تمتاز بشجاعتها وقوة شخصيتها وتحديها للظروف وتعمل فى كل الاحوال دون كسل او ملل

وقالت نعسة توفيق والدة سمر الظروف حكمت على نجلتى سمر بأن تقود توك توك لأن اليد قصيرة والعين بصيرة وسمر منذ صغرها تخرج للعمل الشاق لقسوة الحياة وانا ادعو لها دائما بالستر وان تعود للمنزل بسلام وخروج بنتى على عينى ونعيش فى قلق أنا ووالدها حتى تعود، وطالبت الأم بمعاش ثابت للاب يستطيع به تأمين أسرته لأنه ليس لهم أى دخل ثابت.
كما طالبت سمر رئيس الوزراء تعيينها بأحد المصالح الحكومية وأن يسامحها البنك فى باقى الأقساط الخاصة بالقرض الذى حصلت عليه من 4 شهور بجمعية رجال الأعمال بمدينة كفر صقر.