اللعنة على الظروف.. والدعاء بالهداية

جيلان جبر
جيلان جبر
بقلم - جيلان جبر
نعم ظلمت مصر وقيادتها وشعبها فى التغطية الإعلامية الخارجية لهذا الحادث المأساوى.. وللأسف لا نملك من الأدوات الاحترافية لتسويق الحقيقة فى الخارج سوى أن الأيام المقبلة تكون أفضل لتنصفنا.. فما يكتب فى الصحف والمواقع الإخبارية الأجنبية يجعلنا نشعر بأننا نقف فى الصفوف الخلفية من إدارة الأزمة بسبب العديد من المؤسسات داخل هذه الدولة، فى حين أنه كان بين أداء الرئيس والجهد المتميز من الأجهزة السيادية والأمنية سيمفونية صادقة محترفة من الإنجازات صادقة تدرس، لكن تبقى للأسف فجوة فى التواصل والتسويق.
 
بعد التصريح الرسمى من الرئيس عبدالفتاح السيسى والإعلان السريع عن اسم الإرهابى والتوضيح أن عملية التفجير تمت من خلال الحزام الناسف شعرت بمدى التغيير والحرص الشديد على مدى السرعة فى المواجهة، والرغبة فى المعالجة بالرد الواضح والصريح وبالكشف عن حقيقة مرتكبى هذا الحادث ومَن المشارك فيه.. اتصلت بصديقتى المقربة «روز مارى» لأقدم لها التعازى، حيث كنت فى حالة ارتباك قبلها بيوم وتأخرت فى الاتصال لشعورى الشخصى بالغضب والحزن والخوف فى أن تبدأ المكالمة بين المواساة والصبر، وتنتهى باللعنة على الظروف، والدعاء بالهداية من الله، ولكن بكلمات كانت تخرج منها بإصرار وبرغم صوتها الحزين تقول لى: «نعم الحزام الناسف ممكن أن ينسف كنيسة ولكن مستحيل ألف حزام ناسف أن ينسف إيماننا بالرب، ولا بهذا الوطن، فنحن نتفهم الضغوط وعمق المؤامرة والنزيف حين يبدأ لا يفرق بين من يحمل فى قلبه الصليب أو القرآن، فكلنا على هذه الأرض مصريون ومؤمنون».
 
فى النهاية أصبحت هى من تواسينى وتصبرنى.. فوجدت نفسى أقول: وجب أن نستغل كل هذا الألم الذى تم فى حق الوطن ليكون الدافع الأساسى للمراجعة الكاملة والتغيير، فلا نتوقف بين المساحات الرمادية فقط لتحديد نقاط الضعف بين الأمن الخارجى والداخلى للكنيسة، وأن ندرك الحقيقة وهى أن جزءا من المأساة هو الحصاد اليومى الذى ترك لسنوات بين الإهمال والتقصير لنوعية الوعى الثقافى والاجتماعى، فإن أردنا الإصلاح علينا البدء بالمواجهة والاعتراف وليس باستمرار فى حالات الإنكار والصمت عن عمق ما وصل إليه السلوك البشرى، فالأخلاق فى المجتمع هى من يدعم الاستقرار الحقيقى بين الاختلافات الدينية والسياسية، ويصمد أمام الشائعات المختلفة، والمؤامرات.
 
والأهم هو نوعية التعليم فهو المساهم الأساسى فى رفع هذا الوعى مع مراعاة تحسين عدد من الخدمات المتدنية التى قد تصل لمستوى الإهانة للإنسانية.. وتظهر فى مشهد الإهمال فى الصعيد وأهله وقرى مغيبة إلى شمال سيناء كلها، تساهم فى تصعيد حالة النقمة وغياب الثقة بين المواطنين والدولة، فالجلسات العرفية هى من أهم الأمثلة ونهج أصبح عاديا وطبيعيا يؤكد التراجع للدولة أو اعتكافها، فهى مترددة دائما فى تعيين محافظ مسيحى وتخجل من تعيين ناظرة مسيحية فى مدرسة فى صعيد مصر... إلخ حالات التعيين وترسيخ القبول أو الرفض ليس بالكفاءة والأداء.. ولكن الولاء للجماعة والإرضاء لجمهور المسرح المتشدد.. مما لوث هوية الاعتدال وتركت القرار لنوعية من المتطرفين.
 
فإذا أردنا إنقاذ وطن فعلينا بعد هذا الحادث ألا نستسلم وننتفض ونعيد النظر فى كل المنظومة السلوكية والأخلاقية والإجراءات القانونية.. وأن ندرك أن المنابر الدينية والإعلامية لا تصنع زعامات سياسية، ولكن يؤثر على العقلية كل ما يقدم فى كتاب أو شاشة والحوارات بين الشباب.. إذا الردع والحساب القانونى بسرعة الإجراءات.. والإيمان بالوطن انتصار فأعطوا المثال الجيد، ارفعوا من مستوى الأداء واحترفوا فى التسويق الإخبارى لهذا الوطن ليس بالأخطاء والسلبيات ولكن بالإيجابيات والإنجازات، فلديكم الكثير منها لو تعلمون.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

رابطة الأندية تستقر على إقامة قرعة علنية قبل انطلاق المرحلة الثانية للدورى الجديد

انتظام صرف معاشات شهر يوليو بالزيادة الجديدة 15%

من أجل مياه نظيفة صالحة.. تحسين نوعية المياه على رأس أولويات الحكومة.. الانتهاء من التقييم البيئى والفنى للمنشآت الصناعية على مصارف كتشنر وبلبيس وبحر البقر.. وخفض أحمال التلوث من الصرف الصناعى على بحيرة المنزلة

الموت مقابل الغذاء.. الأمم المتحدة تجدد إدانتها لمنظومة الاحتلال لتوزيع المساعدات فى غزة.. وتندد بوقوع المزيد من الشهداء أثناء الحصول على الطعام.. والأغذية العالمى: ثلث سكان القطاع دون أكل منذ أيام

مرسى مطروح مصيف السعادة.. متعة السباحة والمناظر الخلابة تُحسن المزاج وتجدد النشاط.. ملايين المصريين والسياح أسرى طبيعة مطروح البكر.. والشواطئ على موعد مع ذروة المصيف والصخب الجميل بعد نهاية امتحانات الثانوية


لو ناوى تنزل الصعيد.. اعرف مواعيد القطارات اليوم الأربعاء 9-7-2025

ارتفاع درجات الحرارة ينشر الفوضى فى أوروبا.. عواصف وفيضانات فى إيطاليا وتأجيل 13 رحلة جوية بعد موجة حر شديدة.. والأسماك النافقة تتسبب فى انسداد نهر فى التشيك.. واندلاع الحرائق فى عدد من الدول

الجبهة الوطنية: القائمة الوطنية تضم كوادر وكفاءات تثرى مجلس الشيوخ القادم

ترامب يعلن حضور نهائى كأس العالم للأندية 2025

آمنة تحدت الظلام والأمية.. سيدة كفيفة عمرها 55 سنة من سوهاج تحفظ كتاب الله وترتله بأحكامه فى 8 سنوات.. كانت تسير مسافة بعيدة 3 مرات أسبوعيًا لأجل القرآن الكريم.. وتصبح محفظة وتحلم بالعمرة.. صور


هدوء ما قبل الإعلان.. آخر تطورات نتيجة الدبلومات الفنية 2025

فلومينينسى ضد تشيلسى.. المتألق بيدرو يضيف الثانى للبلوز 0-2.. "فيديو"

كيف أنقذت مصر نفسها من كارثة بيولوجية بعد إحباط تهريب 300 كائن حى نادر فى مطار القاهرة؟.. الأنواع المضبوطة شديدة الخطورة وتنشر أمراض وفيروسات وبكتيريا غريبة لا نملك أمصال لها.. وتسبب خسائر فى الثروة الحيوانية

عمرو الحلواني لاعب الأهلي يحتفل بالحصول على دبلومة فيفا

رسميًا.. نجل أنشيلوتي يقود بوتافوجو البرازيلي

المفوضية الأوروبية: دول الاتحاد تتجاهل إصلاحات سيادة القانون

وزير الإتصالات: سنترال رمسيس لم يعد صالحا فى الوقت الحالى حتى تتم أعمال التبريد

فدائي يأكل البسكويت سريعا ويعود للمشاركة فى إطفاء حريق سنترال رمسيس

المصرية للاتصالات: لا نتنصل من مسؤولية حريق سنترال رمسيس والخطط عجلت عودة الخدمة

حفل فضل شاكر..حقيقة أم وهم؟

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى