الطمع فى الحب

وائل السمرى
وائل السمرى
بقلم - وائل السمرى
نعرف جميعا أن «الطمع يقل ما جمع» وما بين أطماع الدنيا الكثيرة يتفرد طمع واحد بخاصية «التجميع» وليس «التقليل» هو الطمع فى الحب، كلما طمعنا أكثر زادت حصيلة المحبة وتضاعفت أضعافا مضاعفة، ترمى بذرة، تحصد حديقة، ترمى قطرة تحصد بحرا، ترمى نظرة تحصد حضنا، يتسع العالم، تغمرك الروح بالرائحة، ويغمرك القلب بالحركة، ويمنحك الدفء أمانا، تغيب الحواجز، وترتفع السدود، فيمتلئ الوجدان البراح، تهتف روحك «حرية.. حرية».
 
يعلو السؤال: لماذا إذن نبخل بالحب وهو الذى يكرمنا بأكثر مما نحلم؟ لماذا نحبس أنفاسه بين أيامنا المتجهمة، لماذا نفزعه بنظرات الأسى؟ وننهره بالقسوة؟ وننفيه بالأنانية؟ لماذا لا نجعل الحب مشروعا قوميا برغم الطاقة المهولة التى يمنحنا إياها؟
 
نعرف أنه قرين النجاح، ومع هذا ندمن الفشل، لو لم يحب المرء الشىء لما أجاد فيه، وإن لم يعشق المرء الشىء ما اكتشف أسراره، وأول العشق كما يقول ابن حزم «إدمان النظر» والعين باب من أبواب الحق، والتأمل أول الدخول فى معيته، فالتأمل يمنحنا عدسته المكبرة لنرى ما لا نراه ونكتشف ما لا نعرف، وبدون التأمل ينغلق الجوهر وتسجن الروح.
 
يقول صلاح عبدالصبور: «حديث الحب يوجعنى ويطربنى ويشجينى» فالحب هو المسافر والطريق، هو البعيد وإن كان قريبا، هو المشغول بالفتنة والشاغل للقلب، هو القاسى والحانى، هو الرؤوف والجبار، هو المنعم والمانع، كل الأشياء تتجمع بين يديه، قلوب العاشقين لها عيون ترى ما لا يراه الناظرون، تطوف القلوب حول الحب فلا تدرك بدايته ولا منتهاه، رحلة الحب قاسية وممتعة، لا سلطان على العاشقين إلاه، ولا يشد الرحال إلا له، هذا فعل الحب، وهذا فعل الإنسان، يمنحنا الحب ما لا نقوى على تخيله، ولا نمنحه إلا ظهورنا، نتحلى بأكبر قدر من القسوة ونحن نستمع إلى «الست» وهى تقول: «متخليش أشواقنا لبكرة، متخليش فرحتنا لبكرة» ولا يغرينا قول وردة «فى يوم وليلة.. دقنا حلاوة الحب كله.. فى يوم وليلة» ولا نفتح أبواب التأويل لنجعل كل شىء مبتغى محبوب وكل أمل عشيق، برغم علمنا أنه لولا حب الإمام أبى حنيفة للإسلام لما صنع مدرسته الفقهية، لولا حب «متى المسكين» للمسيح لما صنع أسطورته الروحية.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

يانيك فيريرا يحذر لاعبي الزمالك من الانسياق خلف نشوة انتصار سيراميكا

قرار جديد من النيابة بشأن المتهم بإصابة 4أشخاص وإتلاف 3سيارات بكوبرى أكتوبر

مروان بابلو وليجى سى وشهاب يحيون حفلا غنائيا الليلة بمهرجان العلمين

ميلانيا ترامب تطالب نجل بايدن بمليار دولار تعويض بسبب جيفرى ابستين

مقتل عنصرين جنائيين شديدى الخطورة فى تبادل إطلاق النيران مع قوات الشرطة


قلبى على ولدى انفطر.. القبض على شاب لاتهامه بقتل والده فى قنا

رفع سعر دواء لإنقاص الوزن ببريطانيا 3 أضعاف بعد شكوى ترامب

مصير المطلقة المتمكنة من شقة "إيجار قديم" بعد إقرار القانون الجديد

البريد أبرزها.. 3 طرق لتلقى طلبات حجز وحدات بديلة لمستأجرى الإيجار القديم

قضية الطفل ياسين.. الاثنين المقبل استئناف محاكمة المتهم على حكم المؤبد


العش وعمر كمال على رأس 11 لاعبا يغيبون عن الأهلى أمام فاركو الليلة

أصاب 4 أشخاص وأتلف 3 سيارات.. تفاصيل محاولة هروب قائد سيارة حادث أكتوبر

مواعيد مباريات اليوم.. ليفربول ضد بورنموث في افتتاح الدوري الإنجليزي والأهلى ضد فاركو

كل ما تريد معرفته عن المعهد الشرطى الصحى.. الشروط والمجموع المطلوب للتقديم

الزمالك يختتم استعداداته لمواجهة المقاولون بالدورى

ترتيب الكرة الذهبية بعد السوبر الأوروبي.. محمد صلاح يطارد ثنائي باريس

معلومات عن مباراة الأهلى وفاركو اليوم الجمعة فى الدورى المصرى

البرازيلي خوان ألفينا يترقب الظهور الأول مع الزمالك

مجلس الشيوخ المصرى رحلة قرن ونصف من التشريع والحكمة.. من 1829 إلى 2024 ألغاز وحقائق تنكشف.. حكاية 9 ساعات فقط عُمر دورة انعقاد كاملة عام 1925.. تم حله 5 مرات ومازال صامدا.. المجلس رفضته الثورات وأعادته الدولة

بلال محمد: جنات سجلت "من الليلة" من أول تيك

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى