هل يتناسب الشيحى والشربينى مع منظومة التعليم؟

يوسف أيوب
يوسف أيوب
يوسف أيوب
بناء الشخصية المصرية يستند فى الأساس لعدة عوامل، لكن أبرزها التعليم، الذى يحتاج إدراكا من القائمين عليه بأنهم أمام مسؤولية تاريخية لا تحتمل أى تراخى أو الدخول فى خصومات شخصية، يكون من نتاجها عرقلة أى تحرك فى تنفيذ الرؤية التى تحتاجها الدولة لتطوير أساليب التعليم فى مصر، خاصة مع إدراكنا جميعاً الحالة التى وصل إليها التعليم.
 
مع الاعتراف بأهمية كل ما سبق، وأن الدولة تخصص كل جهدها للارتقاء بالمنظومة التعليمية فى مصر، لكن تبقى مشكلة فى غاية الأهمية، وهى شعور عام لدى قطاع كبير من المصريين بأن الوزيرين المسؤولين عن المنظومة التعليمية ليسا على قدر المسؤولية، وأنهما لا يدركان حتى الآن المسؤولية التاريخية والأخلاقية لملف المنظومة التى يديرانها، ومن نتائج ذلك هذا التخبط فى القرارات والتوجهات، وأيضاً تغليب المشاكل الشخصية على الرؤية العامة للدولة، وفى النهاية تكون النتيجة لا شىء.
 
الوزيران، خاصة وزير التربية والتعليم، الدكتور الهلالى الشربينى، يتفاخر دوماً بالأرقام، سواء المتعلقة ببناء مدارس جديدة، أو إعادة تأهيل أخرى قديمة، كما يزهو دوماً الدكتور أشرف الشيحى، وزير التعليم العالى والبحث العلمى، بعدد الموافقات على تأسيس وإنشاء جامعات خاصة وفروع لجامعات دولية فى مصر، وهذا بطبيعة الحال أمر مهم، لكنه لا يمثل لب القضية أو الأزمة التى نعانى منها، والتى هى نتاج تراكمات طويلة لا يتحمل الوزيران الحاليان أى مسؤولية عنها، لكنهما فى المقابل لا يمثلان أى بارقة أمل على التغيير، بل هناك من يعتبر وجودهما تراجعاً فى ظل اهتمامهما بفرعيات طغت على الاستراتيجيات العامة، وبالتالى لم نصل إلى محصلة مرضية حتى الآن، حتى حينما قرر أحدهما وهو الوزير الهلالى الشربينى أخذ خطوة جيدة بشأن ضوابط منح درجات للمواظبة على الحضور والانضباط السلوكى للطلاب، تراجع عنها فوراً خوفاً من غضب أولياء الأمور، مفضلاً البقاء فى منصبه الوزارى على التمسك بخطته وخطواته، التى أعلنا جميعاً مساندتنا لها، لكنه فى النهاية قرر السير فى المضمون وعدم الدخول فى سجالات.
 
على نفس الشاكلة، يسير الوزير الشيحى، الذى قرر التفرغ لمعارك شخصية، مثل خلافاته مع رئيس جامعة القاهرة الدكتور جابر نصار، حول قرار الأخير بإلغاء خانة الديانة من كل الأوراق المتعامل بها داخل الجامعة، ورغم ترحيب الغالبية بهذا القرار باعتباره خطوة أولى فى تطبيق مبدأ المواطنة، وعدم التفرقة بين المصريين على أساس دينهم، خرج الوزير ووصف القرار بأنه يسبب فتنة، دون إدراك منه بأن ما يقوله الوزير هو الفتنة نفسها.
 
الشيحى لم يكتفِ بذلك، بل سمعت من أحد الزملاء الذين حضروا مؤتمر «مصر تستطيع» فى الغردقة الأسبوع الماضى، بحضور كوكبة من علماء مصر المقيمين بالخارج، أن الوزير دخل فى جدال طويل مع العلماء حول مقترحهم بضرورة ضم وزارتى التعليم والتعليم العالى، وأن تعود وزارة البحث العلمى من جديد، وهو المقترح الذى لم يعجب الوزير وصمم ألا يتم إدراجه ضمن التوصيات النهائية للمؤتمر الناجح ليس بسبب وجود الوزير، وإنما لوجود الإرادة السياسية للدولة على الاستفادة من خبرات أبناء مصر فى الخارج، وهو مجهود ينسب أولاً لوزيرة الهجرة السفيرة نبيلة مكرم، وللصديق الإعلامى أحمد فايق الذى كان برنامجه «مصر تستطيع» بارقة أمل تلقتها الدولة وبنت عليها.
 
الخلاصة بالنسبة لى أن ما أراه يدور حالياً فى المنظومة التعليمية لا يتناسب مطلقاً مع السياسة العامة للدولة، التى تضع التعليم على رأس أولوياتها، وتعتبره قضية أمن قومى، وتخصص له الدولة والقيادة السياسية الكثير من الجهد والوقت والمال أيضاً للارتقاء بها، ولوضع خطط استراتيجية تعيد للتعليم المصرى مكانته، لكن كل هذا لا يتناسب مع قدرات الوزيرين، الشربينى والشيحى، لأنهما أقل من أن يتحملا مسؤولية كبيرة.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

بشاير المانجا.. فاكهة الصيف تبدأ غزو الأسواق من الأقصر.. صور

جرائم التنقيب عن الآثار تهدد التراث المصري والداخلية تتصدى

3 يوليو شهادة وفاة الجماعة الإرهابية ونهاية حكم المرشد.. الشعب يشهر الكارت الأحمر والجيش ينحاز لصوت الوطن.. بيان القوات المسلحة يرسم ملامح الجمهورية الجديدة.. سياسيون: ثورة مكتملة الأركان أنقذت مصر من مصير مظلم

عيادات الموت.. تفاصيل ضبط مهندسة وسكرتيرة انتحلتا صفة طبيبة تجميل

جبانة الشاطبى الأثرية تروى قصة الحضارة اليونانية فى مصر القديمة.. أنشئت عام 232 قبل الميلاد بالإسكندرية.. اكتشفت بالصدفة وصدر قرار بترميمها 2019.. وتم افتتاحها رسميا لتكون ضمن تاريخ عروس البحر المتوسط.. صور


رؤساء النواب الأردني والبريطانى يؤكدون ضرورة وقف الحرب على غزة وإنفاذ المساعدات

فى انتظار القيد.. الإسماعيلى يتوصل لاتفاق مع عدد من اللاعبين والأفارقة

محمد الننى ضمن أفضل 12 لاعبًا أفريقيًا فى تاريخ أرسنال

تريلا تحطم وتدهس 7 سيارات على الطريق الدائرى بالمعادى.. صور

مأساة فى المنيا.. أب يقتل أطفاله الثلاثة بسبب خلافات أسرية


مسرح سوكسيه.. مشروع أشرف عبد الباقي الجديد بالساحل الشمالي

حر لا يُطاق.. الأرصاد تحذر: طقس شديد الحرارة اليوم الخميس 3 يوليو 2025

انتعاشة تجارية بميناء الإسكندرية.. محطة تحيا مصر تستقبل أكبر سفن حاويات بالعالم.. حمولات السفن أكثر من 285 ألف طن.. وتطوير الأرصفة ومحطات الهيئة فى السنوات الأخيرة أبرز عوامل نجاح الميناء.. صور

معلومة قانونية.. متى تحفظ النيابة القضايا وكيف يتم الطعن عليها؟

4 صفقات حائرة بين الأندية فى الانتقالات الصيفية الحالية.. أبرزها رضا سليم

كمائن الموت تحت غطاء المساعدات.. مجازر الاحتلال تفتك بالجوعى في القطاع.. مؤسسة غزة الإنسانية.. الاسم خادع والمهمة قاتلة.. 125 شهيدًا و700 مصابًا في شهر.. اعترافات جنود الاحتلال تفضح المجازر

الحكومة: كشف جديد فى حقول عجيبة للبترول بمعدل إنتاج أولى 2500 برميل يوميا

24 ساعة من الحسم.. وزارة الداخلية توجّه ضربات قاصمة للمخدرات والجريمة.. حملات تحاصر الخارجين عن القانون في أنحاء الجمهورية.. استهداف سوق الكيف وضبط 290 قضية مخدرات وتحريز 59 قطعة سلاح

بعد جدل حذف أغانى أحمد عامر.. هل الغناء حلال أم حرام؟.. الدكتور على جمعة: لا يوجد حكم مطلق وهناك موسيقى تهذب الروح.. الشيخان محمد الغزالى وعبد الحليم محمود يفتيان ياسمين الخيام.. وهذا ما قاله الشعراوى لـ شادية

الأحزاب ترفع الطوارئ استعدادا لانتخابات الشيوخ 2025.. اجتماعات مكثفة وحسم أسماء المرشحين وتشكيل غرف عمليات.. "الجبهة الوطنية" يجتمع لحسم مرشحيه.. و"مستقبل وطن" يطلق خطة وتنظيم موسع لتعزيز التواصل مع الشارع

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى