خالد صلاح: سعد الحريرى شكل الحكومة بضمير لبنانى وتحرر من تعقيدات الماضى

نجاح سعد الحريري السريع في تشكيل حكومة وفاق لبنانية، تراعي التقسيم المذهبي والسياسي لمختلف الطوائف فى لبنان ، أدهش كثيرا من المراقبين ، ليس فقط من زاوية سرعة الإنجاز وإنما لتجاوب مختلف الفصائل والطوائف المؤثرة مع مؤسس تيار المستقبل والعمل على إنجاح حكومته .

سعد الحريرى آثر تشكيل حكومة لبنانية تمثل الجميع بمن فيهم الخصوم السياسيين بدلا من إرضاء أطراف خارجية ضاغطة مثل الرياض وطهران ، والانتقال بلبنان من مرحلة الجمود السياسى إلى مرحلة نشطة جديدة تؤطرها مؤشرات ما بعد الحرب السورية وفشل مشروع الفوضى الخلاقة بالمنطقة العربية.

وفى هذا السياق هنأ الكاتب الصحفى خالد صلاح، رئيس مجلس إدارة وتحرير "اليوم السابع" الحكومة اللبنانية، بعد إعلان رئيس الوزراء سعد الحريرى الانتهاء من تشكيلها، مشيدا بقرارات الحريرى بأنها لمصلحة لبنان وتوازنها الوطني.

وكتب صلاح عبر حسابه الرسمى على موقع التدوينات الصغيرة "تويتر" :"مبروك الحكومة اللبنانية .. فى تقديري أن سعد الحريري اتخذ قراراته وسط تعقيدات التشكيل  بضمير لبناني ولمصلحة لبنان وتوازنها الوطني" ،مشيرا إلى  أن مصلحة لبنان  تفرض العمل المشترك، لافتا أن البعض كان يتطلع إلى عنترية حريرية فى التشكيل وفق منظومة العناد الإقليمي لكن سعد تحلل من إرث الماضي.

وأضاف خالد صلاح فى عبارة شديدة الدلالة :"الحريري تحلى بالذكاء فى تشكيل الحكومة فلم يعد ممكناً أن القوى المهزومة إقليمياً تفرض على سعد أن يحقق لها انتصارا سياسيا يداري عجزهم العسكري".

الفرضية السياسية التى باتت تحكم لبنان وسياسييه ونخبته المؤثرة فى نظر كثير من المحللين ، أن هذا البلد الصغير لم يعد بمقدورة أن يظل بعد الآن ميدانا لتصفية الحسابات السياسية فى المنطقة العربية ، ولم يعد يتحمل أن يكون فناء خلفيا لأجهزة الاستخبارات العربية ووسائل إعلامها لبناء واقع مزيف خلافا لما يحدث على الأرض ، لأن اللبنانيين أدركوا فى السنتين الماضيتين أن الأموال العربية يمكن أن تنقطع عنهم بدون سبب وجيه وأن الأطراف الداعمة يمكن أن تتخلى عنهم لأهون الأسباب أو بدون إبداء أسباب وهو ما دفع الأطراف اللبنانية إلى تحمل مسئولية بلدهم من انتخاب الرئيس عون وتشكيل حكومة ممثلة لكافة الفرقاء.

وفى هذا السياق يقول خالد صلاح على تويتر  :"أحيي شجاعة الحريري فى عدم الانصات لمن يلومه على التزامات الماضي ( ميقاتي مثلاً ) سعد يفهم الواقع الجديد وصلواتنا من أجل مستقبل أعظم للبنان".

و اختتم صلاح تغريداته بدعوة مصر إلى مساندة التفاهم اللبناني والحكومة الجديدة ومساندة قدرة لبنان على تخطي خطايا الماضي وأموال الماضي أيضاً" ، الأمر الذى بات واضحا فى عقول الفرقاء اللبنانيين ومعهم الدول العربية التى لم تتلوث أيديها بالدماء فى سوريا أو اليمن أو ليبيا أو العراق.