ذات يوم..عيون القائد السرى لثورة 19فى لقاء مفتى الديار ومبعوث الاحتلال

محمد بخيت - عبد الرحمن فهمى
محمد بخيت - عبد الرحمن فهمى
كتب : سعيد الشحات
طلب اللورد «ملنر» من مفتى الديار المصرية، فضيلة الشيخ محمد بخيت، اللقاء فى أى مكان يريده الشيخ، فاشترط المفتى أن يكون فى منزله، ويقوم ولده بدور المترجم بينهما.
 
كان «ملنر» سياسيًا إنجليزيًا رفيعًا، ووزيرًا للمستعمرات البريطانية «مصر واحدة منها»، وجاء إلى القاهرة على رأس لجنة شكلتها الحكومة البريطانية لبحث أسباب ثورة 1919 التى اندلعت شرارتها يوم 9 مارس، ووصل بلجنته وسط دعوات وطنية لمقاطعة أعمالها، لأنها لا تحمل المطلب الأساسى للثورة، وهو «الاستقلال التام»، أى رحيل الاحتلال الإنجليزى عن مصر. ونزلت اللجنة فى فندق «سميراميس» بالقاهرة، وأخذت تستدعى كل من ترى فيه ميلًا إلى الإنجليز، بحسب تأكيد عبدالرحمن فهمى فى الجزء الثانى من مذكراته «يوميات مصر السياسية»، «دار الكتب والوثائق القومية، القاهرة».
 
كان «فهمى» هو قائد الثورة السرى، بحسب رأى البعض، ومنهم فتحى رضوان فى كتابه «مشهورون منسيون»، «الهيئة العامة لقصور الثقافة، القاهرة»: «سعد زغلول، الزعيم الرسمى للثورة، نفى إلى مالطة يوم 9 مارس سنة 1919، وأطلق سراحه وزملائه بعد شهر «7 إبريل»، ثم سافر إلى باريس، وبقى فى أوروبا حتى عاد فى 4 إبريل 1922، فكمل غيابه هناك عامين، وهما فترة الثورة الخصبة، فمن يكون  قائد هذه الثورة؟».
 
يجيب «رضوان» عن سؤاله: «عبدالرحمن فهمى الذى سنى نار الثورة، وكان شأنه شأن جميع الأبطال الحقيقيين فى القوميات الشعبية والهبات الوطنية، ففى خلف هذه الحركات العنيفة السريعة يقبع رجل ذو إرادة حديدية، زاهد فى الظهور، أو لعله يحسنه، بارع فى التدبير، قادر على التجميع، وبقى بطل ثورتنا مجهولًا حتى فى الوقت الذى كانت يداه تجمعان خيوط العمل الثورى، فلم تهتف باسمه المظاهرات، ولم ترفع لشخصه الصور، ولم تتجه إلى بيته أو مكتبه الجماهير».
 
ما علاقة «فهمى» كقائد سرى للثورة بلقاء المفتى واللورد «ملنر» فى مثل هذا اليوم «20 ديسمبر 1919» بالشروط التى حددها المفتى؟
 
يذكر «فهمى» فى الجزء الثانى من مذكراته، أنه لما رأى لجنة «ملنر» تستدعى الذين لهم ميل إلى الإنجليز، فكّر فى كيفية التعامل معهم، وهم «الخارجون على رأى الأمة»، فتوصل إلى: «بثثت العيون والأرصاد فى جميع المسالك التى تؤدى إلى فندق سميراميس، مركز اللجنة، وقد تزينوا بأزياء مختلفة، فكان منهم العاجز، والمتسول، وبائع الفول واللب والسجائر، وأعطيت لكل منهم ما يسهل عليه كتابة أسماء القاصدين إلى الفندق والراجعين منه، وخصصت إناسًا آخرين يمرون على الأولين من وقت لآخر ليجمعوا منهم الأوراق التى كتبوها، وبذلك أستطيع معرفة الذين خرجوا من مقابلة اللجنة، فأرسل إليهم الوفود لتستعلم منهم عن سبب ذهابهم، وعما دار من حديث، وكان لكل وفد رئيس وسكرتير، وبينما يوجه الرئيس السؤال يقوم السكرتير بكاتبته وكتابة الإجابة عنه، وبعد أن يجيب كل منهم عن الأسئلة يقوم بالإمضاء عليها».
 
كان «فهمى»- حسب تأكيده- ينشر هذه الأسئلة والأجوبة عنها أولًا بأول، ليستفيد منها القاصى والدانى، وبهذه الوسيلة حصل على أسرار زيارة «ملنر» إلى المفتى، ونص الحوار بينهما، وفيها أن المفتى اشترط أن تكون المقابلة شخصية ولست بصفة «اللجنة»، وتحدد يوم السبت 20 ديسمبر موعدًا فى الساعة السادسة بمنزل المفتى بـ«الزيتون»، ومن بين الأسئلة التى وجهها «ملنر»: «هل يمكنك أن تقنع مواطنيك بأن المناقشة معنا خير من إصدار الأمور بما نريد، إذ لا يخفى عليكم أننا أقوى دولة فى العالم، ولا توجد دولة تجرؤ على معارضتنا، وأننا نود بالمناقشة أن نكون أصدقاء، وليس فى مصلحة المصريين أن نملى عليهم ما نريد، كما أننا لا نوده».
 
رد المفتى: «أنت تعلم أننى رئيس دينى، وبطبيعة وظيفتى بين الأمة مختلط مع جميع طبقاتها من أكبر كبير فيها إلى أفراد الطبقة السفلى، وأخبرك بصراحة أننى لا أود التفكير فى إقناع أحد، لأننى من جهة ليس فى إمكانى أن أقنع الغير بما يخالف معتقدى، ومن وجهة أخرى أعلم أن آراء جميع هذه الطبقات متفقة على المطالبة باستقلال مصر، وعدم المناقشة فى دائرة أقل من دائرة الاستقلال، وثق تمامًا أنه لا يخفى علىّ قوة بريطانيا، ومركزها فى العالم بين الدول، وأنه يمكنها أن تسحق الشعوب، لا أن تملى إرادتها عليهم فقط، ولكن لا يخفى علىّ أيضًا أن المصريين إن خضعوا للقوة يومًا فسيرفعون رأسهم فى أقرب فرصة سانحة».
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الطقس غدا.. شديد الحرارة وشبورة والعظمى بالقاهرة 37 والإسكندرية 31 درجة

ريبيرو يخطر الأهلى برفض رحيل 7 نجوم بسبب أزمة وسام أبو علي

الحبس 14 سنة لمتهمة بانتحال صفة طبيبة وإجراء عمليات تجميل بمصر الجديدة

البيع النهائي يحسم انتقال محمد عاطف من الزمالك للطلائع

هتصيف فى إسكندرية؟.. ضوابط ومحاذير على الشواطئ.. ممنوع نزول البحر بعد الساعه 7 مساء.. حظر الخروج من الشاطئ بملابس البحر.. إلزام المستأجرين بمنظومة الإنقاذ.. وتشديد على عدم دخول الشاطئ بمواقيد الغاز أو الشيشة


وزير التعليم: نظام الثانوية العامة الحالى قاس على الطلاب والأسر

ماكرون يدعو لتشريع جديد يتيح قتل المزيد من الذئاب البرية

وزير التعليم: "لو عايز تبقى مهندس وماجبتش مجموع البكالوريا هتديك الفرصة"

مايكل دوجلاس يكشف سبب ابتعاده عن التمثيل: لا أريد أن أموت فى موقع التصوير

الأهلى يبدأ إجراءات سفر ياسين مرعى لمعسكر تونس بعد حسم الصفقة


الأجواء شديدة الحرارة.. تفاصيل حالة الطقس والظواهر الجوية المتوقعة اليوم

تعطل حركة القطارات على خط القاهرة ـ الإسكندرية لخروج عربات عن مسارها

إندونيسيا: بركان جبل "ليوتوبى لاكى لاكى" يطلق سحابة من الرماد بارتفاع 18 كيلومترا

أحمد السقا يقدم الأكشن بطريقة جذابة واحترافية فى أحمد وأحمد.. التفاصيل

مواعيد مباريات نصف نهائي كأس العالم للأندية والقنوات الناقلة

عمر الأيوبى يكتب: مدربون "واعدون" فى الأضواء

تعرف على أغلى أندية نصف نهائى كأس العالم للأندية 2025

كايروكي يحيى حفلاً غنائيًا فى لبنان الجمعة المقبل

جيش الاحتلال: رصدنا إطلاق صاروخين من اليمن ونجاح اعتراض أحدهما

أساطير ارتدوا قميصي ريال مدريد وباريس سان جيرمان قبل موقعة مونديال الأندية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى