مارينا فارس تكتب : فى الانتظار

شخص يبتسم
شخص يبتسم
كلما قاربت على الوصول تسارعت نبضات ذلك الشقى بين ضلوعى، تتدافع الدماء فى كل شرايينى وتهمل نصيب قدماى فترتعشان كأقدام طفل صغير يجرب المشى لأول مرة. فالسفر صوبه يشبه تسلق قمة جبل شاهق الارتفاع.. تتابع الأنفاس متلاحقة.. تتسارع... تتقطع... ولا تطيعنى فى طلب المزيد من الهواء والصبر. وعيناى وقد قررت أنها لن ترى أحد طالما هى فى انتظاره، فأتشاغل بالنظر إلى قطط الشوارع التى تقابلنى أثناء سيرى، فتفزع وتتوارى بمجرد رؤيتى فيطالنى فزعها أحيانا. 
 
تتابع البنايات والبشر حولى فى الطريق لكن لا أرى سوى وجهه يقترب، يدنو ويدنو وكلما هممت أن أبلغه أجده يبتعد كسراب كاذب. هكذا أنت أيها الحلم الساحر، فأنا كلما شربت من واحتك ازدادت عطشا و الارتماء فى مدارك لا يزيدنى سوى تعب، و العدو نحوك لا يذيدنى سوى نوى.
 
فى الانتظار لا أغانى ترضينى ولا نغمات، فى الانتظار لا صوت إلا الصمت، إلا صراخ الوقت ولحن الانتظار المفعم بالحنين، المتوثب إلى الخلاص... إلى النجاة والنجاح، فما فائدة الأغنيات؟!. لكن لم يبق إلا القليل. نظرت إلى ساعة عمرى فوجدت العقارب تتأرجح فى جنون وهنا تتضح لى النسبية كما لم تتضح لأينشتاين ذاته. ففى حضرتك يعدو الزمان عدوا، حتى أن الدقائق تتعثر فى ثوانيها، وتحتار عقارب الساعة إلى أى زمن تشير. أما أنا فأكون قد وصلت لعالم آخر، قد التحقت بتقويم جديد لا تعرفه سوى أرض الأحلام. وعندها يا سيدى أحاول أن أختزن قليلا من السعادة تعيننى فى صحارى وحدتى، أجرب أن اختزن صوتك.. بعض النجوم من عينيك.. انفراج شفتيك عن كلمات عسلية.. وأعيد حفظ ملامح وجهك كتلميذ مجتهد ونقشها على كل جدران ذاكرتى بالنار. 
عندها أتذكر كيف كان يحبو الزمن فى انتظارك، كيف كان يمر ولا يمر، كيف كان يزحف زحفا كأنه يسبح فى طحالب لزجة..
 
القليل فقط واصل، وعندها أطرق الباب وأدخل وأشغل مقعدى المفضل المعد لى وعندها سانسى اضطراب الدماء فى شرايينى ولن يصل صوت أنفاسى المتتابعة إلى أذنى. عندها سأتفرغ لارتشاف صوته، وأجمع فى حقيبتى الصغيرة نجوما تمطرها عيناه. لكن الآن قدماى تتعثر فى الطريق وتكاد تتوه رغم أنها تعرف الطريق جيدا، يرسمانه كل ليلة وكل صباح. تتردد قدماى للحظات وتفكر فى طريق العودة ولو تأثر السلامة تعود ادبارها.
 
وها انا يا سيدى الحلم أوشكت على الوصول لكن لما يبدو الطريق طويل إلى هذا الحد؟! لماذا الطريق إليك شاق يكتنفه التعب والتردد ؟! لكن لا داعى للشكوى، قالوا: "أحمل عبء قلبك وحدك"، احفر هوة عميقة القى فيها بكل يأسك .. والقى معه ببذرة، غدا سوف تزهر شجرة حكمة لتظلل على عقلك .. 
 
وها هو قلبى تسارعت دقاته أكثر وقدماى مازالتا تتعثران وتوصلان محاولة الركض حتى أخيرا وصلت إلى الباب المنشود لكن قد ذابت يداى ولم تقوى على نقر بابك .. فجلست أزيل بقايا معركة الانتظار .. وأنتظر غد آخر أواصل فيه متعة الانتظار... غد آخر يمنحنى عهد جديد والقليل من القوى علها تكفى لنقر الباب.. أو علها تأتى ضربة حظ عمياء وتلقى بى فى عالم السعداء... حيث صوتك وكلماتك ونجوم عينيك.
 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

السيدة انتصار السيسى: سعدت اليوم بلقاء أبنائى من ذوى الهمم باحتفالية “أسرتى قوتى"

الهدف يصبح له قيمة أكبر مع قرب النهاية.. تعرف على ترتيب هدافى دورى nile

رئيس الوزراء: المرحلة الثانية من التأمين الصحي الشامل تشمل 5 محافظات

رئيس الوزراء: الدولة تشجع القطاع الخاص فى مجال تصنيع الألبان للأطفال

شاهد.. لحظة إطلاق إسرائيل النار على وفد دبلوماسى يضم سفير مصر.. فيديو وصور


بعد حذفه بيان الانفصال.. مها الصغير تحذف بوست ردها على أحمد السقا

الحكومة: مد خدمة المدرسين المحالين للمعاش أثناء العام الدراسى لنهاية العام

أحمد السقا يحذف بيان انفصاله عن مها الصغير بعد انتقاده بسبب الصياغة

صراع المليارات داخل عائلة نوال الدجوي.. قصور تُباع ببصمة مشكوك فى صحتها.. شيكات بملايين الدولارات تشعل النزاع.. فيديو غامض يقلب القضية.. وماما نوال تنتظر جلسة حجر أحفادها عليها 26 يونيو المقبل

كم سعر المتر فى وحدات مشروع "سكن لكل المصريين 7" لمتوسطى الدخل؟


حلمى طولان مدير فني لمنتخب مصر فى البطولة العربية بتواجد الصقر والحضرى

تفاصيل افتتاح الرئيس السيسى المرحلة الأولى من مدينة مستقبل مصر الصناعية

فحص عقود بيع 6 فيلات بقيمة 50 مليون جنيه من نوال الدجوى إلى حفيدتيها

أطباء بلا حدود: إسرائيل تخنق غزة عمدا بتدمير نظامها الصحى وبمساعدات غير كافية

الإسماعيلى يضمن مليون و500 ألف جنيه بعد التأهل لنصف نهائى كأس عاصمة مصر

طلب يدها من نجاة.. كيف ثأرت السندريلا من العندليب بعد إنكاره حبهما وزواجهما؟

دقة وتقلية وبيزود "ورد".. وجبة كشرى لمستشار ترامب أثناء زيارته للقاهرة.. فيديو

عمر مرموش يتقدم في سباق الحذاء الذهبي الأوروبي.. وصلاح يتمسك بالأمل

أول تعليق لـ مها الصغير بعد إعلان السقا طلاقهما: واصبر حتى يحكم الله

بعد سرقة منزل نوال الدجوى.. أدلة بمسرح الجريمة تساهم فى تحديد الجناة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى