«كوارع» الآثار بالمحلة

أكرم القصاص
أكرم القصاص
بعد سنوات لا أحد يعرف عددها، اعتاد الجزارون فى سوق السمين بمحلة «أبوعلى» بالمحلة الكبرى بالغربية، تكسير وتقطيع لحمة الرأس والكوارع، وتقطيع الكرشة على حجر ضخم، كان من علامات السوق، الصدفة وحدها كشفت أن الحجر أثرى منذ آلاف السنين، يعود للعصر البطلمى.
 
لا أحد يعرف كيف وصل الحجر إلى سوق الكرشة والكوارع، وإن كان مدير الآثار بسمنود قال إن الحجر ألقى فى الشارع منذ عشرات السنين، وتم اكتشافه بالصدفة، وبعد سنوات استخدمه الجزارون استخدامًا سيئًا فى تكسير رؤوس الذبائح والكوارع وبيعها للمواطنين، ويحتمل أن يكون جزءًا من أحد أعمدة معبد سمنود القديم.
 
أما الصدفة فتختلف فيها الروايات، منها أن إحدى المتخصصات فى الآثار ذهبت للسوق، واكتشفت أن الحجر أثرى، وانتشر الأمر على مواقع التواصل، وحضرت «آثار سمنود» بالتنسيق مع شرطة السياحة والآثار، وتم نقل الحجر، وإخطار وزارة الآثار. ولولا الصدفة لبقى الحجر الأثرى بين الكوارع والكرشة، لكن حاله هو تكرار لأحوال كثير من الآثار فى الدلتا ومناطق كثيرة بمصر، تتناثر الآثار، وبعضها تعرض لإهمال أو سرقة، أو تاه وذهب إلى سوق الكوارع أو حتى المنازل.
 
عندما وصل الخبر إلى لجنة الثقافة فى مجلس النواب، أبدى النواب شعورًا بالمفاجأة، وتحدثوا عن إهمال الآثار، مع أنهم حتى يومين لم يكونوا يعلمون شيئًا عن الموضوع، وتحدثوا عن أهمية رصد الانتهاكات ضد الآثار. والواقع الذى تعيشه الآثار فى مصر معروف، خاصة خارج المناطق المشهورة، وحتى فى المتاحف العادية، مع العلم أن كل محافظة فى مصر يمكن أن تكون متحفًا يفوق متاحف أوروبا وأمريكا.. هل كثرة الآثار عندنا تفقدنا الشعور بقيمتها؟!
 
ويعرف سكان الدلتا انتشار قطع الآثار فى بعض مدن وقرى الدلتا، وكل بيت كان به «رحاية»، بعضها من أحجار أثرية، بل إن بعض البيوت، على الطراز القديم، كانت تحتوى أحجارًا فى أساساتها ترجع لعصور قديمة.. تدفن، ولا أحد يعرف قيمتها، وهو ما يبدو أنه جرى مع حجر الكوارع فى المحلة.
 
وأتذكر أن قرية «صالحجر»، إحدى قرى بلدتى، مركز بسيون، غربية،  وتختلف عن «صان الحجر بالشرقية»، وكان اسمها الفرعونى «صاو» أو «سايس»، كانت عاصمة فى عهد الأسرتين 26 و27، ومن أشهر ملوكها بسماتيك الأول، وهو من طرد الآشوريين من مصر.. هناك الكثير من القصص عن أنفاق وسراديب أثرية، والكثير من المعالم التى أهملت أو اختفت، وربما تكون ذهبت إلى أسواق الكرشة والكوارع، وهى قصة من آلاف القصص عن تعاملنا مع الآثار.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مياه الشرب بالقاهرة تعلن قطع الخدمة مساء اليوم 8 ساعات بعدة مناطق

ريبيرو يسجل الهدف الأول لصن داونز أمام بيراميدز فى نهائي أفريقيا

تأجيل محاكمة 35 متهما بـ"الاتجار فى العملة" لـ23 يونيو لمرافعة الدفاع

الأهلي يطمئن على جاهزية كريم فؤاد بعد التعافى من الرباط الصليبى

رئيس الوزراء يتابع أعمال تطوير ورفع كفاءة محور 26 يوليو ويتفقد مشروع جنة 4


رئيس الوزراء: مافيش دولة مافهاش مشاكل.. الأهم المبادرة بوضع الحلول.. صور

مدبولى: قطاعى الزراعة والصناعة يحتلان الصدارة فى مختلف الجولات الميدانية.. صور

آلاء النجار.. صور تبرز وداع الطبيبة الفلسطينية لأبنائها التسعة بعد استشهادهم

تشكيل مباراة ريال مدريد ضد سوسيداد فى الدوري الإسباني

انتخابات فوق الأنقاض بلبنان.. أهل الجنوب يتحدون نيران الاحتلال ويشاركون فى آخر مراحل الانتخابات البلدية.. عون يحث اللبنانيين على التصويت فى أول استحقاق بلدى منذ 10 سنوات: ضمانات بوقف العدوان فترة الانتخابات


السجن المشدد خمس سنوات للقنصل أكبر مزور للشهادات الجامعية والمهنية

عن احتمالية حدوث زلزال عنيف فى مصر.. مسئول بمعهد البحوث الفلكية يوضح

رئيس الوزراء يسلم وحدات “سكن لكل المصريين” بمدينة 6 أكتوبر الجديدة

تقرير الطب الشرعى يكشف مفاجأة فى واقعة تعدى جد على حفيده بشبرا الخيمة

الطلائع يدخل معسكرا مغلقا اليوم استعدادا لمواجهة غزل المحلة فى الدوري

الأهلي يرفض زيادة عرض رامي ربيعة ويرحب بانتقال اللاعب للإمارات

كلوب يفاجئ جماهير ليفربول في احتفالات التتويج بلقب الدوري: "أنا عائد"

البنك الأهلى يلتقى المصرى فى صراع المركز الرابع بالدورى اليوم

الطقس اليوم السبت 24 - 5 - 2025.. موجة شديدة الحرارة على أغلب الأنحاء

استقالة محافظ السويداء بسوريا بعد "احتجازه كرهينة فى مكتبه"

لا يفوتك


7 أخبار رياضية لا تفوتك اليوم

7 أخبار رياضية لا تفوتك اليوم السبت، 24 مايو 2025 04:05 م

المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى