نقاد "استخدام الحياة" لـ أحمد ناجى: كتابة مغامرة وتنتمى لـ "graphic novel"

الكاتب الكبير محمد سلماوى
الكاتب الكبير محمد سلماوى
كتب أحمد منصور

كيف استقبل النقاد رواية أحمد ناجى "استخدام الحياة" التى أثارت أزمة وتسببت فى سجن صاحبها؟.. منذ البداية أبدى النقاد تعاطفهم مع "ناجى" مؤكدين أن رأيهم فى الكتابة سواء بالإيجاب أو بالرفض، له وقت آخر،  لذا نحاول أن نعرف آراء الكتاب فى الرواية.

قال الناقد الكبير الدكتور حسين حمودة، أستاذ الأدب العربى جامعة القاهرة، إن رواية أحمد ناجى استخدام الحياة اجتهاد طيب، وبها محاولة للتعبير بطريقة مغامرة، وبها النقاط لبعض القضايا المهمة، وبها أيضا قدر من الجراءة فى التعبير.. لكن هناك بعض الملاحظات التى يمكن ملاحظتها حول هذه الرواية، وربما يمكن التوقف عند جوانب لم تكن جميلة فيها، إلا أن هذا كله يمكن تفسيره بخبرة الكتابة القصيرة لدى ناجى، وبمحاولة تقديم تجربة خاصة ومميزة.

وأضاف الدكتور حسين حمودة، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، على أى حال، بغض النظر عن القيمة الفنية لهذه الراوية، ففكرة معاقبة الكاتب عموما على بعض العبارات فكرة تحتاج إلى إعادة نظر، وأتصور أن ميراث الكتابة العربى القديم كان يتحرك فى مساحة كبيرة من الحرية نفتقدها الآن، ولنا أن نستعيد كتابات بعض القدماء، ومنهم بعض رجال الدين مثل جلال الدين السيوطى، لكى نكتشف أننا تراجعنا كثيرا فيما يخص حرية الكتابة يضاف إلى هذا أن هذه الرواية نفسها تحتمل وجهات نظر متعددة فيما يتعلق بما يردده البعض عن "خدش الحياء"، ففى محاكمة لهذه الرواية ذهب صاحبها إلى السجن، وفى محاكمة أخرى أطلق سراحه.

هذا وقد اوضح الكاتب الكبير محمد سلماوى رؤيته حول رواية "استخدام الحياة"، قائلا: هى تنتمى لاتجاه جديد فى الرواية العالمية يسمى graphic novel وتمزج بين الكتابة الروائية والرسوم الفنية، وكاتبها هو أحد أبرز الكتاب الروائيين من جيل الشباب الذين ينعقد عليهم الأمل فى مستقبل الأدب الروائى فى البلاد، وله أعمال إبداعية سابقة.

وحول أحد الفصول بالرواية الذى أثار الأزمة، قال الكاتب الكبير محمد سلماوى، لا يجوز فى الأدب، اجتزاء مقطع وحده هكذا وقراءته مستقلا عن الرواية إنما يخرجه عن السياق الذى كتب فيه، ومن المبادئ الراسخة فى النقد لمن درسوه أن العمل الفنى لا يؤخذ إلا فى مجمله لأن المقصود منه هو تأثيره الكلى على المتلقّى وليس تأثير جزء واحد منه منفصلا عن السياق الذى جاء به، لذلك لا يمكن لنا أن نجتزئ قطعة من تمثال لرائد فن النحت المصرى الحديث محمود مختار، مثل ثدى الفلاحة فى تمثال نهضة مصر الشامخ أمام الجامعة ونعرضه وحده على الملأ، وإلا كان بالفعل خادشا للحياء لأنه خرج عن المعنى الوطنى الذى يرمز له التمثال ليصبح تأثيره حسيا بحتا، فما يخدش الحياء فى الحياة لا يكون كذلك فى الفن، وفى الوقت الذى يخدش حياءنا مشهد العرى فى الطريق العام فإننا نرسل طلبة المدارس إلى المعارض والمتاحف التى تضم لوحات فنية قد يكون بها بعض العرى دون أن يكون فى ذلك ضررا عليهم.

كما أشار "سلماوى" إلى أن هناك أعمالا كثيرة صودرت ربما كان أشهرها رواية "عشيق الليدى تشاترلى" للكاتب البريطانى الكبير د. ه. لورنس، لكنهم وعادوا وصرحوا بها، وقد كان ذلك فى عهود تخلف غابرة يتندرون بها الآن، فالمصادرة بهذا الشكل ولهذه الأسباب منافية للفهم الصحيح للأدب ووظيفته، إضافة إلى أنه مناقض للدستور، وإلا كان علينا أن نصادر الكثير من تراثنا الفنى العظيم الذى نباهى به بين الأمم مثل "ألف ليلة وليلة"، أو من أمهات أدبنا الحديث الذى تربينا عليه مثل رائعة عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين "دعاء الكروان" التى يغتصب فيها البطل عذرية الفتاة الريفية البريئة هنادى، وهو ما لا يكون فقط خادشا للحياء فى حياتنا العادية خارج العمل الفنى، وإنما هو أيضا جريمة يعاقب عليها القانون، لكن فى إطار الرواية المذكورة هو ضرورة تفرضها الاعتبارات الفنية التى لا يجب أن تغيب عن نظر من يعطى لنفسه الحق فى تقييم العمل الفنى.

بينما قال القاص الكبير سعيد الكفراوى، إنه قرأ الرواية باعتبارها رؤية، أيا كانت هذه الرؤية نتفق معها أو نختلف لكن "ناجى" من حقه كمبدع أن يمارس التجريب فى الكتابه، وأن يعبر بالطريقة التى تتلاءم مع طموحه.

وأوضح سعيد الكفراوى، أنه لا يعنيه أى تجاوز للقيم السائدة لكن يعنيه فى العمل الأدبى كيف كتب "الرؤية والشكل والبناء، وأحمد ناجى قدم شكلاً مغايرا للكتابة الجديدة، قائلا: أنا واحد فى وقت من الأوقات أنتمى لجيل كان يحاول دائما كسر السائد واختراق القيم ومجابة سلطة القمع ومجاوزة الماضى، فأنا مع توجه أحمد ناجى فى الكتابة وأن يضمن له المناخ السائد فى أن يكون حرا ومعبرا وأن ينتمى هذا الواقع إلى أن التخيل شىء وكتابة الواقع شىء آخر.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

ميركاتو الأهلى..7 راحلين و8 صفقات جديدة والقوس لا يزال مفتوحا

محمد الضاوي كريستو يقترب من النجم الساحلى بموافقة الأهلى

محمد صلاح يزين قائمة أفضل 10 صفقات في تاريخ كرة القدم

اختبارات القدرات 2025.. نماذج استرشادية للامتحان بكليات الفنون الجميلة

وزيرة التضامن تعلن زيادة الدعم النقدى تكافل وكرامة إلى 900 جنيه الشهر الجارى


12 يوليو بدء التقدم لاختبارات القدرات.. رئيس اللجنة العليا لـ"اليوم السابع": انتهينا من وضع نماذج الامتحانات.. الدكتور السيد قنديل: يحق للطالب حجز الاختبار بأكثر من كلية.. والتقدم وسداد الرسوم إلكترونيا

باختصار.. أهم الأخبار العربية والعالمية حتى الظهيرة..مجلس الوزراء الإسرائيلى يوافق على توزيع المساعدات الإنسانية فى غزة..ارتفاع حصيلة ضحايا فيضانات تكساس لـ50 قتيلا.. إقالة المتحدث باسم نتنياهو وتعيين زيف أغمون

تدريبات انفرادية لعبد الرحيم دغموم قبل الانتظام في مران المصري

نرمين الفقي تخطف الأنظار بصورها على البحر.. والجمهور: جمال طبيعى

ريال مدريد ينفرد برقم تاريخى فى كأس العالم للأندية تحت أنظار الأهلى


ضجة تسونامى المزعومة.. لماذا يثير البحر المتوسط قلقاً غير مبرر؟.. الموج العالى وظهور القرش ظواهر طبيعية لا علاقة لها بالكوارث.. والنشاط الزلزالى طبيعى ولا ينذر بكارثة وشيكة.. والوعى العلمى خط الدفاع ضد الشائعات

الأهلى يرفض ضغوط وسام أبو علي للتراجع عن دفع 10 ملايين دولار للرحيل

بدء تلقى أوراق الترشح لانتخابات مجلس الشيوخ لليوم الثانى على التوالى

السلطات الأمريكية: ارتفاع حصيلة ضحايا الفيضانات بتكساس لـ50 قتيلا على الأقل

طلاب الثانوية نظام قديم يتوافدون على لجان امتحانات الجيولوجيا والجبر وعلم النفس

طرح بيض المائدة بمنافذ وزارة التموين.. اعرف الأسعار

تعرف على الفرق بين اختصاصات النيابة العامة والنيابة الإدارية

استمرار تلقى طلبات الترشح لانتخابات مجلس الشيوخ لليوم الثانى على التوالى

صراع نارى على التتويج بجائزة هداف كأس العالم للأندية 2025

7 نجوم ارتدوا القميص 10 في تاريخ برشلونة قبل لامين يامال

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى