قرأت لك.. فى "مديح الألم".. سيد البحراوى يحكى عن الراحة والتعب والإنسان

غلاف كتاب فى مديح الألم
غلاف كتاب فى مديح الألم
قرأت لك مع أحمد إبراهيم الشريف

"احتمال الموت يجعلك أكثر قدرة على مراقبة تمثيليات الأحياء لترتيب مستقبل حياتهم، وما فيها من سذاجة وطفولة"، ربما كانت هذه المقولة التى كتبها المبدع والناقد الأكاديمى سيد البحراوى كاشفة بعمق عما أراد قوله فى كتابه "فى مديح الألم"، الصادر عن دار الثقافة الجديدة، والذى يحكى فيه تجربته مع مرض السرطان.

 

الكتاب ممتلئ بالمقولات فعندما تعرف أن "عكس كلمة الألم الراحة وليست السعادة" فإنك تقرأ الكتاب وتنتهى منه وتظل هذه الجملة ساكنة فى روحك لا تفارقها أبدا، كأنها اكتشاف "لغوى وفلسفى"، خاصة أن كلمة الراحة فى قاموسنا اليومى لا تأخذ حقها أبدا.

 

الكتابة عن المرض ليست بدعة، فكثير من الكتاب العالميين فعلوها من قبل، لأنهم عندما وجدوا أنفسهم فى محنة الألم تفجرت داخلهم حكايات ومقارنات وتعليقات، واكتشفوا أنهم فى حاجة للتعرف على أنفسهم من جديد كأنهم يولدون مرة أخرى.

 

لماذا يمدح سيد البحراوى الألم يقول "انشغلت بموضوع الألم، وشغفت به نحو عام قبل أن أبدأ علاج السرطان، ثم توقفت إجباريا.. بعد انتهاء العلاج المؤلم أعود إليه. أريد أن أمجده، باعتباره قرين الحياة، لا حياة بلا ألم".

 

والملاحظ فيما فعله الدكتور سيد البحراوى فى يومياته، أنه بعد دهشة البداية، انفصل عن شخص الإنسان المريض وبدأ فى مراقبته، وفى التعرف على نفسه من جديد، لكنه كان متنبها جيدا لعدد من الخصال الضرورية فى معركته مع المرض.

 

"أحاول إعادة التعود على البيت خاصة أشيائى الحميمة: الأوراق والأقلام، للتأكد من أنها ما زالت موجودة وفى مكانها" فى كل ما كتبه سيد البحراوى كان شخصا قويا يتقبل تضامن الناس معه من باب المحبة وليس من باب التعاطف، كما أنه احتفظ بعنده ولم يستسلم للمرض بسهولة، فأصر على ممارسة التدخين لأطول فترة ممكنة، لأنه لم يشأ أن يخضع لشروط المرض منذ البداية، ربما يبدو "البحراوى" فى كتابته عنيدا يفعل ما يضره، لكن الحكمة الأساسية فى الكتاب تكمن فى أن الإنسان لا يعرف بالتحديد ما الذى يضره وما الذى ينفعه، هى حياة نناضل فيها لكن على المستوى العام يتساوى فيها الحياة والموت.  

  

كان بإمكان سيد البحراوى أن يحول المحنة إلى بكائية يستثير فيها عطف الجميع وبكاء الفتيات المراهقات، لكنه شاء أن يتحكم فى تجربته فاختلط كلامه بالعاطفة، بحديث شجي عن حب الورق وأقلام الحبر، عن الأسرة وتقاربها وتباعدها، عن العلاقة الإنسانية الأصيلة منها والزائفة، عن التلاميذ المخلص منهم والجاحد، عن الأصدقاء الطيب منهم والشرير، عن التاريخ والحاضر والمستقبل.

 

الكتاب حديث عن الجامعة والمستشفيات والبلد والثورة والظروف الاقتصادية والجامعة العربية والمرحلة الانتقالية، عن العصافير وغرامها، عن الأخوة ومعانيها، عن الخير وصانعيه عن الإنسان بحزنه وفرحه. 

 

كان اختيار فكرة اليوميات موفقة جدا، لأن كل يوم له حالته النفسية الخاصة حسب الإحساس بالألم، لذا وجدنا تنوعا فى الكتابة بين التفاؤل والتشاؤم والأحلام والانكسارات، كذلك تعدد كبير  فى الموضوعات.

 

"لست نادما على أى شىء فعلته فى حياتى، ومستعد دائما لتحمل النتائج" هذه واحدة من أهم المقولات التى احتوى عليها الكتاب، وتعكس الرضا النفسى العام الذى كان لدى سيد البحراوى، والذى جعله قادرا على مقاومة المرض حتى الشفاء.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

جاهزية محمود جهاد للمشاركة مع الزمالك

الحكومة: خفض أسعار السيارات المحلية والمستوردة بنسب تتراوح بين 10% إلى 20%

حلا شيحة تنشر صور جديدة مرفقة بتلاوة من سورة يونس

رئيس الوزراء يستعرض تقريرا من اتحاد الغرف التجارية بشأن مبادرة خفض الأسعار

ليبي يطلق أسداً على عامل مصري والسلطات الأمنية تحقق.. فيديو


زيزو يواصل التألق.. حصاد الجولة الثانية للدوري فى أرقام "إنفوجراف"

محمد صلاح يتربع على عرش الجولة الافتتاحية فى الدوري الإنجليزي.. إنفوجراف

بالأسماء.. قرار جمهورى بتعيينات وترقيات وتعديل أقدمية بهيئة قضايا الدولة

الطقس غدا.. ارتفاع مؤقت بدرجات الحرارة والعظمى بالقاهرة 37 درجة

بعد أول جولتين.. الأهلي والمصري يتقاسمان لقب "أقوى خط هجوم" فى الدوري


لامين يامال يسعى لمواصلة صناعة التاريخ مع برشلونة فى موسم جديد

استاد القاهرة يودع الدوري مؤقتاً بمباراة البنك الأهلى وكهرباء الإسماعيلية

"باني الشرير".. سر احتفال جراديشار ولاعب المصري بعد تسجيل الأهداف

وزير الخارجية: مصر ساهمت بـ70 % من إجمالي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة

وزير الخارجية: نرفض التصريحات الإسرائيلية حول ما يسمى "إسرائيل الكبرى"

انتعاشة كبيرة فى مطروح والساحل الشمالى.. تدفق آلاف المصطافين والسياح لقضاء إجازة المصيف.. أجمل الشواطئ تقع على الخلجان.. ونسب الإشغال فى المنشآت المصيفية والفندقية في ارتفاع مستمر.. صور

المصابتان في حادث مطاردة الفتيات بطريق الواحات يحضران أولى جلسات محاكمة المتهمين

وزير الرى: إنتهاء أول مرحلة لتراخيص المياه الجوفية والإعداد لمنظومة تراخيص الشواطئ

زاخاروفا: تصريحات ماكرون بشأن رفض بوتين السلام "افتراء"

إخماد حريق داخل منزل فى البدرشين دون إصابات

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى