وزارة الثقافة وزراعة الفن

وائل السمرى
وائل السمرى
وائل السمرى
لا أشك فى أن الفطرة الإنسانية تحمل ميلا غريزيا للفن، ولو بحثت فى داخلك فستجد نفسك فى إحدى مراحل عمرك تكاد تقترب من الفن الحقيقى، فغالبية البشر تبدأ فى مهدها بالاهتمام بالفن، الأطفال يفرحون بالأقلام والورق ويحاولون قدر استطاعتهم رسم أى شىء أو «الشخبطة» على أى شىء، الصبية ما أن يشعروا بوهج الحب فى أعماقهم حتى يمسكوا بالورقة بالقلم ليسطروا خواطرهم فى جمل شعرية بسيطة ومتوهجة، تجلس منفردا فتجد نفسك ممسكا بالورقة والقلم، محاولا رسم أشكال أو مربعات أو دوائر، تختلى بنفسك فتتذكر أغنية جميلة فتدندنها، لكن للأسف تغيب تلك الروح الفنية فى زحام الحياة بفعل فاعل، فيسود التجهم ويغيب الأفق ويتغلب الجانب «البدائى» على الجانب «الراقى» فى النفوس.
 
يغيب الفن فيحضر العنف، يغيب الفن فيحضر التطرف، يغيب الفن فيحضر القبح، يغيب الفن فتتشوه العقول، ولهذا فإن المشروع الحضارى الأمثل الذى يجب على الدولة تبينه هو «سيادة الفن على الحياة»، ومن هنا يمكن اعتبار الفن «أمن قومى» يوفر على الدولة مليارات مهدرة، وطاقات معطلة، كما يوفر عليها تكلفة إصلاح ما تهدمه النفوس الخربة، فالثقافة ليست للمثقفين والفن ليس للفنانين، فقد كانت مصر قوية حينما كان نجومها على شاكلة العقاد وطه حسين ونجيب محفوظ وفاتن حمامة ومحمود سعيد، وأصبحت فى قاع القاع حينما ارتفعت أسهم التافهين وتصدروا المشهد فى الصحافة والفضائيات، وهنا لا يجب أن نتعجب إذا ما أصبح «عبده موتة» أو «رفاعى الدسوقى» هو القدوة والمثال، لأننا لم ندافع عن «رأفت الهجان» أو «الناصر صلاح الدين».
 
من أجل هذا فإننى لا أخفى عليك قدر سعادتى بما حدث فى صالون الشباب أمس الأول، وحالة الاحتفاء التى عاشتها الطفلة الفنانة «خلود عبدالمنعم» التى أشاد بها وزير الثقافة «حلمى النمنم» وأوصى بتكريمها بعد أن رأى لوحتها المشاركة بالصالون، فى حين أنها لم تتجاوز عامها السادس عشر، وهذا اتجاه استراتيجى حميد يجب أن يسود فى قطاعات الوزارة كلها، فأطفالنا فنانون بالفطرة، لكن نقص الرعاية هو ما يدفعهم ليس إلى نسيان الفن فحسب، وإنما التنكر له أيضا، فيصبحوا بهذا صيدا سهلا للأفكار المتطرفة والنوايا الخبيثة، وما ينقصنا فحسب هو تنظيم هذا الاحتفاء فى مسار واضح، لكى لا نضع مستقبلنا فى يد الصدفة، ولهذا أتمنى أن تزرع الدولة ممثلة فى وزارة الثقافة مناسبة لائقة لاكتشاف هذه المواهب وتكريمها لكى يصبح إبداع أبنائنا لنا وليس علينا.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

وزير الصحة: عدد المستفيدين من التأمين الصحى الشامل 12.8 مليون مواطن حاليا

التحريات بسرقة الدكتورة نوال الدجوي: أحد المترددين على الفيلا وراء الواقعة

الرئيس السيسى: موقف مصر ثابت فى دعم لبنان.. إنفوجراف

كذبة "كامل ثابت" جاسوس الموساد إيلى كوهين.. إسرائيل تسترجع 2500 وثيقة من سوريا تزامنا مع الذكرى الـ60 لإعدام عميل الجهاز..وصية وجوازات سفر مزورة وملفات سرية أبرز المحتويات..نتنياهو يشارك أرملته المواد المسترجعة

وزارة العمل تعلن فرص عمل جديدة فى الصيدليات برواتب تصل لـ9400 جنيه


عون: بيروت فاضت أدبًا وسياسة على ضفاف النيل واتشحت بالسواد على حريق القاهرة

كريم نيدفيد يفضل الانتقال لهذا النادى بعد الرحيل عن الأهلى

تشكيل ليفربول المتوقع ضد برايتون في الدوري الإنجليزي.. محمد صلاح أساسيًا

تطورات تمديد عقد حمزة علاء مع الأهلى بعد رفض عرض الزمالك

أمن الجيزة يفحص مشتبه بهم لكشف هوية المتهم بسرقة مسكن الدكتورة نوال الدجوي


الأهلى يخطط لتحصين إمام عاشور مبكرا بسبب الإغراءات الخليجية

السعودية: إحياء أكثر من 80 ألف متر مربع فى مشعر عرفات

كل ما تريد معرفته عن "تتر النهاية" لدوري نايل بين الأهلي وبيراميدز

غياب كونتى وإنزاجى عن الجولة الحاسمة من الدوري الإيطالي بسبب الطرد

فحص كاميرات المراقبة لكشف هوية المتهم بسرقة مسكن الدكتورة نوال الدجوي

مواعيد مباريات اليوم.. برايتون ضد ليفربول والجزيرة مع الوحدة

تعرف على محتويات الأرشيف السرى لجاسوس الموساد بسوريا إيلى كوهين

"ليلة التتويج".. موعد آخر ظهور للأهلى وبيراميدز فى الجولة الأخيرة للدوري

مصطفى شعبان ليس نجم تمثيل فقط.. فارس ومذيع ومطرب ونجم إعلانات

وزارة التعليم: 4 سنوات سن التقدم لـ"kg1" بالمدارس الرسمية للغات لعام 2026

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى