"مذبحة دبلوماسية".. أمريكا ترد على "القرصنة" وخسارة هيلارى كلينتون بطرد 35 دبلوماسيا روسيا وتمهلهم 72 ساعة للمغادرة.. وموسكو: "أوباما أهان شعبه" والرد اليوم.. صراع الهيمنة وعرقلة ترامب "فى الكواليس"

أوباما و بوتين
أوباما و بوتين
كتب- عصام عابدين
قبل دخول دونالد ترامب، الرئيس الأمريكى المنتخب، إلى البيت الابيض فى 20 يناير المقبل، فى خطوة من شأنها تصعيد حدة التوتر  فى العلاقات، قررت إدارة الرئيس الحالى باراك أوباما، أمس الخميس، طرد 35 دبلوماسيا روسيا وأمهلتهم 72 ساعة للمغادرة على خلفية اتهام روسيا بالتدخل فى انتخابات الرئاسة الأمريكية، فيما ىعرف بـ"أزمة القرصنة".
 
يبدو أن القرار الأمريكى،  محاولة من إدارة الرئيس باراك أوباما خاصة فى نهاية ولايته، لزرع الألغام واستخدام سياسة الأرض المحروقة، لإجبار الرئيس المنتخب دونالد ترامب على متابعة هذا النهج العدائى ضد روسيا.
 
البيت-الابيض
 
العقوبات الأمريكية، طالت 9 كيانات وأفراد بينهم جهازا مخابرات روسيان و4 ضباط مخابرات و3 شركات قدمت دعما ماديا للمخابرات الروسية، وقال أوباما في بيان له أمس، إن العقوبات لن تتوقف عند هذا الحد، محذرا من أن بلاده ستتخذ خطوات أخرى "في الوقت الذي تختاره بما فى ذلك عمليات لن يتم الكشف عنها".
 
إجراءات أوباما العقابية، جاءت ردا على وصفها بـ"جهود روسيا للإضرار بالمصالح الأمريكية، وانتهاك قواعد السلوك الدولية الراسخة"، مشيرا إلى أن أنشطة "سرقة البيانات" أديرت على أعلى المستويات بالحكومة الروسية.
وصنفت وزارة الخارجية الأمريكية 35 مسؤولا روسيا كأشخاص غير مرغوب فيهم نظرا لأعمالهم التى لم تتوافق مع صفتهم "الدبلوماسية أو صفة موظف قنصلي".
 
أمريكا بررت إجراءاتها ضد الروس بأنها "جزء من الإجراءات الشاملة التي جاءت ردا على تدخل روسيا في الانتخابات بالولايات المتحدة، وكذلك الملاحقة الممنهجة لدبلوماسييها في الخارج". 
 
 
وقال متحدث باسم الخارجية الأمريكية، إن الحديث، يدور عن حالات احتجاز الشرطة الروسية لدبلوماسيين أمريكيين، وعن العنف الجسدي ونشر المعلومات الشخصية عن موظفين أمريكيين على الهواء المباشر، وهو الأمر الذي يعرض حياتهم للخطر.
 

 بداية أزمة القرصنة 

أزمة ما وصفت بـ"القرصنة" بدأت عندما حدث اختراق لشبكات الكمبيوتر الداخلية باللجنة الوطنية للحزب الديمقراطى، أثناء حملة الانتخابات الرئاسية الأمريكية فى العام الماضى، وتكرر الأمر هذا العام، حيث  تم اختراق الحساب الشخصى لبعض أقرب مساعدى المرشحة الديمقراطية هيلارى كلينتون، ومنهم جون بوديستا، رئيس الحملة الانتخابية، وتم تسريب العشرات من الرسائل الخاصة من بريدها الإلكترونى فيما بعد عبر موقع "ويكيليكس"، وتحديدا فى شهر يوليو وقبل موعد الانتخابات بأربعة أشهر تقريبًا، الأمر الذى مثل أزمة كبيرة لهيلارى كلينتون خلال حملتها الانتخابية وسباق البيت الأبيض.

 
"البرودة الروسية" في الرد على الاتهامات الأمريكية حول الخروقات الإلكترونية وقرصنة بريد الحزب الديمقراطي، قابلها توجيه هيلارى كلينتون، أصابع الاتهام مباشرة للرئيس الروسي وأثارت شكوكاً حول دور يحاول لعبه في الانتخابات الرئاسية الأميركية لمصلحة صديقه دونالد ترامب، خاصة بعد طلب المرشح الجمهوري العلني من الروس إكمال مهمتهم وقرصنة الإيميلات التي اختفت عن الخادم الإلكتروني الخاص بكلينتون قبل تحقيقات "أف بي آي" في قضية استخدامها بريدها الإلكتروني الخاص خلال عملها في وزارة الخارجية الأمريكية.
 
الكريملين

الرد الروسى

روسيا، التى نفت أى صلة لها باختراق شبكات الكمبيوتر الخاصة بالحزب الديمقراطى، أكدت أن  اتهامات البيت الأبيض لروسيا بالإخلال بمجرى الانتخابات الرئاسية الأميركية عبر القرصنة المعلوماتية هي اتهامات "وقحة".

وقال المتحدث باسم الكرملين، "بات على الأمريكيين إما التوقف عن التطرق إلى هذا الموضوع أو تقديم أدلة، وإلا فهذا يفوق الوقاحة"، وعلق أيضا على واقعة طرد الدبلوماسيين الروس من أمريكا، بأنها ستضر العلاقات بين موسكو وواشنطن، مشددا على أن بوتين سيأمر برد "مناسب".
 
وشككت موسكو في فاعلية تلك الإجراءات نظرا لأن الإدارة الأمريكية الحالية "إدارة أوباما" ستنتهي ولايتها خلال 3 أسابيع.
 
وكتبت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أمس الخميس على صفحتها بـ" فيس بوك"، إن أوباما "أهان شعبه وواشنطن تقوم بعمل مشين يحط من شأنها"، وأن  الرد الرسمى للوزارة على العقوبات الأمريكية الجديدة ضد روسيا سيكون اليوم الجمعة. بحسب وكالة سبوتنيك الروسية.
 
 
دونالد-ترامب
 

موقف دونالد ترامب

الرئيس المنتخب دونالد ترامب،  بدا موقفه منذ الوهلة الأولى ساخرا، حيث سخر من اتهام الاستخبارات الأمريكية، لروسيا بـ"القرصنة"  بقوله "هذه الاستخبارات نفسها من قالت إن صدام حسين كان يمتلك أسلحة دمار شامل"، وأضاف "الوقت حان كى تمضى بلادنا قدما نحو أشياء أخرى".

صحيفة "واشنطن بوست" ترى أن أزمة "القرصنة الروسية" تمثل تحديا لسياسة "أمريكا أولًا" التى يتبناها الرئيس المنتخب دونالد ترامب.
 
وذكرت الصحيفة، فى تقرير لها على موقعها الإلكترونى، أن الرؤساء عادة ما يتم اختبارهم مبكرا بأزمات غير متوقعة أو استفزازات من دول معادية.
 
ويأتى أول اختبار لترامب قبل حتى أن يؤدى اليمين رئيسا لأمريكا، وكانت استجابته حتى الآن بالإنكار والمواربة.
 
 
هيلارى
 

"القرصنة".. والانتقام من هيلارى

مقال نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، سبتمبر الماضى، أشار  إلى وجود خيوط خفية تربط الناشط الأسترالى جوليان أسانج، صاحب موقع ويكيليكس،  بالكرملين وقالت إن جميع الوثائق والرسائل التي نشرتها ويكيليكس على مدى أعوام منذ تسريب الوثائق الدبلوماسية للخارجية الأمريكية هدفت إلى النيل من مصالح واشنطن وخدمة المصالح الروسية وجهود موسكو للنيل من أمريكا.
 
"أسانج" نفسه لم يخف أن الهدف من نشر الوثائق المقرصنة من الحزب الديمقراطي هو النيل من "هيلاري كلينتون" ومنع وصولها إلى البيت الأبيض.
 
 وفي مقابلة أجرتها معه محطة تلفزيون روسية، قبل الانتخابات الأمريكية، هدد أسانج مرشحة الحزب الديمقراطي، بنشر المزيد من الرسائل والوثائق السرية ستكون كفيلة بإسقاطها في الانتخابات الرئاسية.
 
ورغم أن "أسانج" لم يؤكد تأييده وصول ترامب إلى البيت الأبيض، إلا أن إدارة اوباما "الديمقراطية"، يبدو أنها ربطت بين مثلث"أسانج - بوتين - ترامب" وخسارة هيلارى كلينتون لانتخابات الرئاسة.

كواليس الأزمة.. الصراع على الهيمنة 

يبدو أن التعنت الأمريكى تجاه موسكو يرجع إلى أن كل الإدارات السابقة قبل سقوط الاتحاد السوفيتى، اعترفت بأن هناك قوة عظمى ثانية أمام الولايات المتحدة، فى حين ترفض إدارة أوباما هذا الطرح، وتصمم على أنه لا يوجد سوى قوة عظمى واحدة فى العالم من حقها القرصنة الإلكترونية على الآخرين والتدخل فى شئون الآخرين.

 

قوات روسيا فى اوكرانيا
 
وخلف  مشهد التوتر القائم، صراعات بين الجانبين على الهيمنة، حيث أكد الرئيس بوتين فى كلمته أمام منتدى "روسيا تنادى" أن بلاده قلقة بسبب تدهور العلاقات مع الولايات المتحدة لكن ذلك لم يكن اختيار روسيا، وأنه يرى أن سياسات نظيره الأمريكى أوباما تقوم على "الإملاءات والشروط" لا على الحوار والحلول الوسط.
 
ولا يخفى على أحد اتساع الخلافات بين الجانبين بشأن الأزمة السورية والدرع الصاروخية الروسية فى بولندا، وكذلك الأزمة فى أوكرانيا، وصولا إلى الانتخابات الأمريكية التى تعتقد إدارة ترامب أن "الكرملين" تآمر  لإسقاط هيلارى كلينتون وفوز رجل الأعمال دونالد ترامب بسبب مصالحه ومشروعاته الاقتصادية مع روسيا.
 

انعكاسات الأزمة دوليا 

هناك مخاوف من أن تؤثر "القرصنة الروسية على الانتخابات الأمريكية" والتوتر بين موسكو وواشنطن بسبب حربهما الإلكترونية، على القضية السورية ومحاولة التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار يمهد لتسوية سياسية بين الأطراف المتصارعة في سوريا.
 
وتعتبر الولايات المتحدة كلا من الصين وروسيا وإيران وكوريا الشمالية وإسرائيل من بين الدول الأكثر قدرة على تنفيذ عمليات الاختراق الإلكترونى للمؤسسات الأمريكية الحساسة.
 
 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

استشهاد 8 فلسطينيين جراء قصف الاحتلال مخيم البريج وخان يونس

تعديلات قانون التعليم للشهادة الإعدادية.. تخصيص 20% من المجموع الكلى لأعمال السنة.. وزارة التعليم: تطبق على دفعة أولى إعدادى 2026 بعد وصولها لثالثة إعدادى.. وتؤكد: هدفها تقييم الطلاب والمواظبة على الحضور

18 قتيلا و24 مصابا فى حادث سقوط حافلة وسط العاصمة الجزائرية.. صور

ترامب: أمنح لقائي مع بوتين في ألاسكا تقييم 10 على 10

1500 فرصة عمل كأفراد أمن بمرتبات تصل لـ9000 جنيه.. اعرف التفاصيل


زوج يلاحق زوجته بالطاعة بعد شهر من الزواج.. اعرف التفاصيل

محمد صلاح يبكي بعد هتافات جماهير ليفربول لـ دييجو جوتا (فيديو)

ضم عمرو ناصر واستبعاد المهدى سليمان وبانزا من قائمة الزمالك أمام المقاولون

محمد صلاح رابع هدافي الدوري الإنجليزي عبر تاريخه بـ 187 هدفا

أسوشيتد برس: ترامب يستغل اجتماعه مع بوتين لجمع التبرعات


محمد صلاح يسجل فى فوز ليفربول الصعب على بورنموث 4 - 2 بالدوري الإنجليزي

الأهلي يعود لسكة الانتصارات برباعية رائعة فى شباك فاركو.. الأحمر يحقق انتصاره الرسمى الأول مع ريبيرو.. زيزو يسجل ثنائية ويحصد جائزة رجل المباراة.. أبناء التتش يحتلون وصافة الدورى.. وجراديشار يعود لتسجيل الأهداف

جمعية المؤلفين والملحنين تعلن رفضها القاطع وإدانتها البالغة لأى مساس بأرض مصر

بخطأ فادح من شوبير.. فخري يسجل هدف فاركو الأول أمام الأهلي والنتيجة 1-3.. صور

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى