الرقص الشرقى بين الفضيلة والخطيئة

حنان شومان
حنان شومان
بقلم حنان شومان

أنا لا أدافع أو أهاجم الرقص الشرقى، ولكنى أقف متأملة مجتمعاً صار جزءاً من أزماته

 
حلقة تليفزيونية كاملة، فى برنامج من أحد برامج الليل منذ أيام تطرح للنقاش، كما قال مذيعها جريمة أخلاقية مكتملة الأركان ألا وهى أنه فى حفل عام لنقابة الصيادلة بمدينة الإسماعيلية كان من بين فقرات الحفل فرقة للرقص الشرقى! ولم أفهم ما وجه الجريمة فى الأمر، فأكملت المشاهدة لعلى أرى ما يراه الضيوف وبعض المتصلين والمذيع نفسه فى أن وجود فرقة رقص شرقى فى حفل مهما كان من يرتب له يستحق أن يوصف بأنه جريمة. ولم أجد إلا سجال انتخابى بين أعضاء النقابة مغلف بكلام عن الفضيلة والأخلاق والصحيح والخطيئة وكأن الرقص الشرقى حتى لو كان من يرقصه روسية غير مصرية هو مشكلة وخطيئة مجتمع الصيادلة الوحيد الذى يريدون أن يتطهروا منه!
 
أنا لا أدافع أو أهاجم الرقص الشرقى، ولكنى أقف متأملة مجتمعًا صار جزءًا من أزماته الرقص الشرقى والراقصة حتى أن المصريات هجرن المهنة وتولتها الروسيات والبرازيليات وغيرهن من كل الجنسيات، فحتى هذه المهنة التى كنا متفردين فيها عالميًا، خابت بسبب مجتمع يغطى رأسه ويعرى قدميه وتنقلب الدنيا على حفل تضمن فقرة رقص شرقى!
 
وبنفس هذه المقاييس نجد أنفسنا دائمًا أمام عنوان تقليدى وعبارة مكررة تدور على ألسنة العامة كثيرًا، وأقلام الزملاء الصحفيين كذلك، بلا أن يتوقف أحدهم ويفكر فى صحتها من كذبها أو عدم صحتها، أما العبارة أو العنوان فهو الإغراء فى سينما الأسود والأبيض راق بينما إغراء أفلامنا الآن إغراء يتسم بالإسفاف.
 
وهى عبارة جد كاذبة أو على الأقل غير دقيقة، وتنم عن عدم إدراك من يكررها، فمن قال إن مشاهد الإغراء كما يطلقون عليها فى أفلام الأسود والأبيض لو تجرأ وقدمها مخرج فى أيامنا تلك ستمر دون أن تجدد من يصرخ بأن السينما تروج لبضاعة فاسدة، وأنها تفسد أخلاق الشباب، ومن قال إنها لو أنتجت الآن لما خرج علينا بعض المحامين وأقاموا دعاوى قضائية على صناعها بتهمة إشاعة الفساد وتكدير السلم العام، وسأعطى مجرد أمثلة قليلة من بين عشرات بل مئات وآلاف الأفلام والمشاهد، فتخيلوا معى لو أن فيلم امرأة على الطريق لهدى سلطان ورشدى أباظة والعظيم شكرى سرحان وزكى رستم وواحد من أهم مائة فيلم فى تاريخ السينما، تم إنتاجه الآن وفيه زوجة تغازل وتحب أخو زوجها ألن تخرج أصوات تتهم صناعه أنهم يشيعون الفاحشة وزنا المحارم؟! تخيلوا معى لو أن هند رستم العظيمة الجميلة الموهوبة كانت تعيش بيننا الآن وقدمت فيلم صراع فى النيل، وهى تكشف عن ساقها لعمر الشريف كى تغريه هل كانت ستسلم من التلاسن عليها وعلى أخلاقها التى تفسد الشباب، ومئات من أفلام أخرى لنفس الممثلة التى نقول عليها اليوم إنها أرقى من قدمت الجمال والدلال فى السينما؟ هل كانت سعاد حسنى وهى تقدم بئر الحرمان بكل ما فيه من مشاهد لن يجرجروها لساحات المحاكم؟ وحتى فاتن حمامة ونادية لطفى وأبى فوق الشجرة والنظارة السوداء وتحية كاريوكا وغيرهم هل كانوا يقدمون إغراءً راق وفنًا محترمًا، والآن نحن نقدم المبتذل؟ فحتى أفلام السبكى التى يتهمونها بكل قبيح لا يقدم فيها قبلة واحدة أو مشهد خارج فقط هى فن ردىء الصنع.
 
إذًا الأمر لا علاقة له بالأخلاق والعيب والحرام، ولكن فقط الأمر فن راق مهما احتوى من قبلات أو إغراء وفن هابط مهما خلا منها.
 
وعود على بدء حين تصبح رقصة شرقية فى حفل مهما كان من ينظمه جريمة تستحق فقرة رئيسية فى برنامج مسائى، فلا معنى للحديث عن فن راق وآخر غير كذلك فى مجتمع مصر أن يغطى رأسه ويعرى ساقيه.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

عرض العين الإماراتي يهدد بقاء رامي ربيعة في الأهلي

أحمد السقا يحذف بيان انفصاله عن مها الصغير بعد انتقاده بسبب الصياغة

إنهاء إجراءات الإفراج عن المخرج عمر زهران بعد قضائه نصف المدة

القطاع الخاص شريك فى التنمية.. فرص واعدة وتوجه حكومى داعم.. الرئيس يؤكد على أهمية تحسين مناخ الاستثمار وتعزيز دور القطاع الخاص.. وسياسيون: خطوة مهمة للحفاظ على مؤشرات الاقتصاد.. وتطوير البيئة التشريعية ضرورة

نهى صالح: تعرفت على زوجى منذ عامين وهويته الشخصية ما تهمش حد


كأس مصر للكرة النسائية.. الأهلى يبحث عن أول ألقابه تاريخيا ودجلة لتعزيز صدارته

رئيس الوزراء: الرئيس السيسى أكد اليوم أهمية مشاركة القطاع الخاص بمجال الزراعة

حلمى طولان مدير فني لمنتخب مصر فى البطولة العربية بتواجد الصقر والحضرى

تفاصيل افتتاح الرئيس السيسى المرحلة الأولى من مدينة مستقبل مصر الصناعية

فحص عقود بيع 6 فيلات بقيمة 50 مليون جنيه من نوال الدجوى إلى حفيدتيها


مها الصغير بعد طلاقها من أحمد السقا: مفيش حاجة مبهرة قد وقفة ربنا جنبك

تشرب إيه أشرب شاى.. 5 فوائد للمشروب الأكثر شعبية فى يومه العالمى صاحبك فى الشغل والمذاكرة.. المغلى أم الكشرى الأفضل لصحتك.. طريقة صنع كوباية الشاى بلبن الصحية.. ولهذه الأسباب لا تعيد تسخينه بعد هذا الوقت

مسلم بعد حفل زفافه: بحب أكون مختلف في ملابسي وفني

فرحة طلاق ولا كأنها جوازة.. هكذا أعلن اللبناني حسين المقدم انفصاله عن زوجته

أمين المجلس الأعلى للجامعات: آليات لتطوير الشهادات الجامعية وتعيين المعيدين

رئيس بعثة الحج المصرية: 78 ألف حاج مصرى سيقفون على عرفات هذا الموسم

ذكرى رحيل مدحت السباعى.. مسيرة إخراجية حافلة بالأعمال السينمائية والدرامية

بعد سرقة منزل الدكتورة نوال الدجوى.. نصائح لحماية منزلك من السرقة

الطقس اليوم الأربعاء 21-5-2025.. حار نهارا معتدل ليلا والعظمى بالقاهرة 31

نهائى كأس مصر 2025.. موعد مباراة الزمالك وبيراميدز والقناة الناقلة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى