عودة «السارق الطيار»

وائل السمرى
وائل السمرى
بقلم وائل السمرى
أصبح من المعتاد مؤخرًا أن أسمع بشكل شبه يومى عن حالة جديدة من حالات سرقة الموبايلات فى الشوارع العامة، حكايات تأتى وراءها حكايات، الآلية شبه واحدة، سيدة تمسك بهاتفها المحمول فيأتى شاب من ورائها مستقلا «موتوسيكل» ليخطفه من يدها، بينما تقف هى بلا حول أو لا قوة، ونتيجة لهذا انتشر الفزع بين الناس، حتى أننى أعرف أناسًا عزفوا عن الرد على المكالمات فى الشارع خشية أن يصبحوا ضحية جديدة من ضحايا «السارق الطيار» على دراجته البخارية، وهنا تكمن الأزمة، وهنا تتجلى المصيبة، أن يسكن الفزع فى القلوب بدلا من أن يسكن الأمان، وأن يفقد الواحد الثقة فى أتفه الأشياء بعد أن تحولت شوارعنا إلى «بيوت رعب».
 
هنا أذكرك بما كتبته منذ فى أكتوبر الماضى بعنوان: «هل استعددنا لما هو أسوأ؟»، متوقعا أن تسهم خطوات الإصلاح الاقتصادى فى ارتفاع معدلات الجريمة العشوائية، حيث قلت نصا: إن مصر الآن تعيش «حالة من اختلال الطبقات، كان من نتائجها أن تنكمش الطبقة الوسطى، ويهبط من فيها إلى الطبقة الأدنى، وأن تتأثر الطبقة العليا بعض الشىء، لتستغنى عن الكثير من مكوناتها، التى يعمل بها «الطبقة السفلى»، أما الطبقة السفلى فأنا أعتبرها مصدر الخطر ومصدر القوة فى الآن ذاته، ففيها العمال وفيها الفلاحون وفيها الحرفيون وفيها الكادحون الذين يبنون مصر ويسهمون بكل إخلاص فى رفعة بلادهم دون جلبة أو ضجيج، وللأسف فإن الأخطار المحدقة بهذه الطبقة كبيرة، كما أن الأخطار المتوقعة من هذه الطبقة «أكبر»، فطبيعى فى ظل هذا الوضع الاقتصادى الصعب أن ينحرف بعض من أبناء هذه الطبقة، وطبيعى أيضًا أن ترتفع معدلات الجريمة، وأن تنمو موجات اضطراب الانتماء، وأن ترتفع معدلات التسرب من التعليم، وأن يتدهور المستوى الصحى، وأن ترتفع معدلات انتشار الأمراض، وإذا أضفنا إلى هذا ما هو واقع فى مصر بالفعل من تدن فى كل هذه المجالات ستصبح الصورة أكثر بشاعة، فهل استعددنا إلى هذه الأضرار المتوقعة؟
 
أعود هنا وأكرر أننى لم أقصد التفزيع أو الترهيب من خطوات الإصلاح الاقتصادى لأنى أعلم تمام العلم أنها ضرورة ملحة، لكنى فى ذات الوقت أعود وأؤكد أيضا على أهمية الإصلاح الاجتماعى وبسرعة بالغة وبخطوات أكثر جدوى من تلك، التى قامت بها الحكومة، فلا يعقل أن تقوم الحكومة بتعويم الجنيه ورفع الدعم فى يوم وليلة، بينما تسير خطوات تأكيد الأمن الاجتماعى بسرعة السلحفاة.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

أحمد ياسين يقترب من بتروجت بعد انتهاء إعارته لغزل المحلة

خلال ساعات.. نظر محاكمة 46 متهما بقضية "خلية العجوزة الثانية

غادة عبد الرازق تكشف عن تعرضها للإصابة وتجلس على كرسى متحرك

إخماد حريق في هيش ومخلفات بكورنيش النيل بحلوان دون إصابات

السيطرة على حريق مصنع منظفات وكيماويات مدينة بدر وبدء عمليات التبريد


المونوريل يستعد لاستقبال الركاب.. جولة بمحطة المشير بعد تركيب بوابات التذاكر وتشطيب الرصيف.. أبواب زجاجية لحماية المواطنين واهتمام كبير بذوي الهمم وكبار السن.. نسب التشطيب تصل لـ100% والتشغيل تجريبي بدون ركاب

المقاولون العرب ينعى يوسف نبيه حارس ناشئى ذئاب الجبل بطنطا

شيماء منصور تكتب: في محراب الملك لير.. حين يتجدد سحر الفخراني على خشبة المسرح

مصادر طبية فلسطينية: 58 شهيدا جراء غارات الاحتلال على قطاع غزة منذ فجر اليوم

ماكينات حفر الخط الرابع للمترو لا تتوقف.. طاقم مصرى يصل الليل بالنهار لإنجاز المشروع.. المكينة تحفر 22 مترا يوميا والنفق حلقات خرسانية يتم تركيبها وتصنيعها محليا.. وهذه طرق تأمين العمال تحت الأعماق.. صور وفيديو


حصاد الرياضة المصرية اليوم الجمعة 11 – 7 – 2025

فتح: على حماس التوقف عن وضع نفسها فوق السلطة الفلسطينية

بيان رسمي من مودرن سبورت يكشف كواليس أزمة جنش

وادى دجلة يهزم غزل المحلة 3 - 0 وديا استعدادا للموسم الجديد

محمد ثروت يهنئ ابنته داليا بعد حصولها على درجة الماجستير من بريطانيا

"أوديشن" مسابقة ملكة جمال مصر 2025.. أغلبية المتسابقات من طالبات الطب (صور)

الدفع بـ4 خزانات مياه استراتيجية لإخماد حريق مصنع مدينة بدر.. صور

شاهد بوستر فيلم "روكى الغلابة" بطولة دنيا سمير غانم

حامد حمدان يواصل الضغط على بتروجت: خلقت الأحلام كى تتحقق وليس لتمنع

الدوري الألماني يهنئ أحمد صلاح حسنى بعيد ميلاده: صاحب لمسة فنية خاصة "فيديو"

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى