قصص مازن معروف.. لا مهرب من الكابوس

أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف
بقلم - أحمد إبراهيم الشريف
يمكن القول بوضوح إن فن القصة القصيرة فى العالم العربى بخير، وإن كانت لنا تحفظات على الأحداث الثقافية التى وقعت فى 2016، لكن فيما يتعلق بالقص، فإننا نشكر هذا العام، لأنه أتاح لنا قراءة قصص كثيرة مميزة ومختلفة منها «نكات للمسلحين» لـ«مازن معروف».
 
و«نكات للمسلحين» هى المجموعة الحاصلة على جائزة الملتقى للقصة القصيرة فى دورتها الأولى هذا العام، التى نظمتها الكويت، وأول الذى نلاحظه فى المجموعة أن فيها نوعا غريبا من الإخلاص لكتابة القصة، بمعنى أن مازن معروف، وهذه نقطة مهمة، لا يعتبر كتابة القصة القصيرة تمرينا لكتابة الرواية، لذا لم يحتفظ بالتقنيات المهمة ولا باللغة الطازجة ولا بالحكايات من أجل شىء آخر، بل كان يريد بكل وعيه أن يكتب فن القصة، وظهر ذلك فى اتساع عالمه وتنوع أنماط شخصياته وأسلوبها فى التعبير عن حيواتها المختلفة.
 
يعرف مازن معروف أننا نعيش كابوسا طويلا منذ ميلادنا وحتى الرحيل، نتجاوزه بالأحلام، لكن «نكات للمسلحين» قالت لنا لا مهرب من كابوسنا لا بالأحلام ولا بغيرها، نحن ساقطون فى شرك الحياة، بلا رحمة.
 
كل الشخصيات ينقصها شىء ما، هناك شىء عضوى ناقص أو قلق نفسى يفرض سطوته، والجميع لا يشعرون بالأمان، والحروب تلقى ظلالها على لغة الحكايات، وذلك يٌكسب المجموعة خصوصية، ويجعلها نصا واحدا مكتملا، لكن بتنويعات مختلفة.
 
يمكن القول أيضا إن فكرة المتوالية السردية متضحة تماما ومتحققة بشكل كبير، ليس فى قصص منفصلة مثل «نكات للمسلحين»، لكن فى كل المجموعة، فهى تكمل بعضها بطريقة أو بأخرى، هناك خط رقيق يربط كل شىء، كما أن الطفولة عامل أساسى فى المجموعة، تتسلل معاناتها داخل كل شىء، فالكبار الذين يحكى عنهم مازن معروف هم أبناء طفولتهم التى لا يعرفون كيف يهربون منها، يظلون عالقين فى حبائل ذكرياتهم مهما مرت السنوات.
 
لا تستطيع، بسهولة، أن تختار قصة واحدة وتقول هى الأكثر اكتمالا بالنسبة لك أو هى صاحبة التأثير الأقوى، كل القصص تصنع ذلك فى حالتك النفسية، لكن قصة «الحمال» كان لها وقع مختلف، ربما لبعدها الفلسفى ورمزيتها أو لأشياء تتعلق بالشخصية المهزومة والمدركة تماما لأزمتها، حالتنا تتطور معه، حتى إننا نشعر بالتشابه معه، البداية «لا رغبة فى الابتسام»، والنهاية «لا قدرة لنا على الابتسام»، كل ذلك يصنع الجحيم الفردى والمجتمعى.
 
فى المجموعة عرف مازن معروف ما يريده من فن القصة القصيرة، لذا سعى لتحقيقه من خلال اللغة والأسلوب واختيار اللقطة المناسبة، التى تصلح للكتابة.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الجمارك تحبط محاولة تهريب 3 آلاف دولار داخل "شبشب" فى طرد قادم من المغرب

سائق متهور يحطم سيارة خلال "زفة" فى المنصورة ويصيب المارة ويفر هاربًا

باريس سان جيرمان يكتسح إنتر ميامى برباعية الشوط الأول فى حضور ميسى.. فيديو

حمزة المثلوثى: رابطة جماهير الزمالك بالإمارات ستقيم حفلا لتكريمى السبت المقبل

باريس سان جيرمان يعزز تقدمه أمام إنتر ميامى بهدف ثان للنجم نيفيس


معضلة فيفا فى حل أزمة عنصرية روديجر بكأس العالم للأندية

سبب تأخر انضمام محمد شكري للأهلي رغم الاتفاق على تفاصيل الصفقة

محافظ الجيزة يعتمد تنسيق الثانوية العامة بحد أدنى 225 درجة

أسد الحملاوى يرد على شلاسك البولندى بعد اتهامه بالهروب من معسكر الفريق

الداخلية تضبط سائقين يسيرون عكس الاتجاه بالطريق الإقليمي.. فيديو


السماء تمطر أموالا.. هليكوبتر تسقط دولارات على "روح" مواطن أمريكى.. فيديو

إخلاء سبيل أحمد السقا فى اتهامه بالتعدى على طليقته مها الصغير بكفالة 5 آلاف جنيه

كامل الوزير: إعداد خطة زمنية مضغوطة لإنهاء الطريق الإقليمي بالكامل

الخميس 3 يوليو موعد إجازة 30 يونيو.. رئيس الوزراء يصدر القرار رسميا

الأهلي يُخطر وسام أبو علي بموقفه النهائي من عروض الرحيل

حقن مضادة للشيخوخة ولعب اليوجا.. تعرف على سبب وفاة شيفالي جاريوالا

موعد ظهور نتيجة الدبلومات الفنية 2025.. تعرف على التفاصيل

حكايات موجعة من حادث المنوفية.. الأهالى يسردون لليوم السابع قصص كفاح الراحلات والموت الجماعى.. رويدا لم تُزف وشيماء لم تُكمل هندستها.. و4 طالبات متفوقات بالإعدادية ينتقلن من دفتر الأحلام إلى سجل الوفيات.. صور

تنسيق الثانوى العام بالقاهرة 2025.. اعرف التوقعات بعد إعلان نتيجة الإعدادية

مواعيد مباريات اليوم.. سان جيرمان أمام إنتر ميامي وفلامينجو ضد البايرن بمونديال الأندية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى