ذات يوم.. «عرابى» فى وصيته بعد الحكم بنفيه: «لست أشكو مما انتهى إليه أمرى»

أحمد عرابى
أحمد عرابى
يكتبها: سعيد الشحات
نطقت المحكمة حكمها ضد أحمد عرابى، وزملائه، بالإعدام، ثم استبدلته بالنفى المؤبد من جميع أراضى مصر وملحقاتها.
 
صدر الحكم فى الساعة الرابعة مساء، يوم 3 ديسمبر 1882، ووجه رئيس المحكمة إلى عرابى: «بناء على اعترافك بالعصيان وإقرارك بحملك السلاح ضد الحضرة الخديوية، قضت المحكمة بقتلك»، ثم أردف رئيس المحكمة بتلاوة الأمر الخديوى باستبدال القصاص المذكور بالنفى المؤبد من جميع أراضى مصر وملحقاتها، فإذا عاد إليها ينفذ فيه الحكم «الإعدام»، وأصدرت المحكمة حكمها على زملاء عرابى بالإعدام، ثم استبدل بالنفى أيضا، وإذا عاد أحدهم ينفذ فيه الإعدام.
 
كانت هذه الأحكام، ختاما لأحداث الثورة العرابية التى اندلعت ضد الخديو توفيق، وشهدت حدثها الكبير فى وقفة عرابى على رأس 4 آلاف جندى وضابط أمام الخديو فى ساحة قصر عابدين يوم «9 سبتمبر 1881» لعرض مطالب الأمة، وانتكست بعد ذلك بهزيمة الإنجليز لجيش عرابى، واحتلال مصر ما أدى إلى محاكمة كل من شاركوا فيها، وحسب الجزء الأول من مذكرات «أحمد شفيق باشا» رئيس ديوان الخديو عباس حلمى الثانى، والصادرة عن «الهيئة العامة لقصور الثقافة- القاهرة»، فإنه فى اليوم التالى للمحاكمة «مثل هذا اليوم 4 ديسمبر 1882» نشرت جريدة «التيمس» ما أسمته بـ«وصية عرابى السياسية» وأملاها على المستر «برودلى» أحد محاميه الإنجليز.
 
قال عرابى فى وصيته: «اعترفت أمام القضاء بتهمة العصيان والخروج على الخديو، كما أن وزراء إنجلترا طالما صرحوا بعصيانى، وليس من المنتظر أن يعدلوا بغتة عن هذا الرأى وليس فى استطاعتهم أن يفعلوا ذلك الآن، وأنا أقبل بكل ارتياح أن أذهب إلى أية جهة تريد إنجلترا أن ترسلنى إليها، وأبقى فى المكان الذى تعنيه لى إلى أن يحل اليوم الذى تستطيع فيه أن تغير رأيها وتعيد النظر فى أمرى». وأضاف عرابى: «لست أشكو مما انتهى إليه أمرى، ولا من الحكم الذى صدر على، فإنه يقرر على كل حال براءتى من تهم المذابح والحريق التى لم يكن لى يد فيها، ولا تتفق مع مبادئى السياسية والدينية، وقد صار الأمر كله موكولا إلى الحكومة الإنجليزية، وإلى مكارم الشعب الإنجليزى، وأنا أغادر مصر مع الثقة التامة فى حسن مصيرها، لأنى أعتقد أن إنجلترا صارت لا تستطيع أن تؤجل الإصلاحات التى قمنا للمطالبة بها، وكافحنا من أجلها، ولابد أن تبدأ بإلغاء المراقبة الثنائية، ولا تترك حكومة مصر فى أيدى الألوف من الموظفين الأجانب، وتحرم أبناءها من إدارة شؤونها، ثم تطهر المحاكم الأهلية من أوضارها وتضع القوانين والمشروعات اللازمة لنظام الإدارة، وأهم من وضعها مراقبة تنفيذها، ثم يشكل مجلس للنواب يكون له حق الاشتراك فى إدارة شؤون الأمة المصرية، ويمنع المرابون من الانتشار فى قرى الفلاحين فإذا تمت كل هذه الأمور، وعادت مصر بالتقدم والعمران وجب على الشعب الإنجليزى أن يعترف بأنى كنت محقا فى الخروج والعصيان».
 
استطرد «عرابى»: «لما كنت من أبناء الفلاحين الذين يحبون بلادهم، فقد بذلت ما فى وسعى وإمكانى لإجراء هذه الإصلاحات، ولكن لسوء حظى لم يتح لى أن تتم على يدى، وأملى عظيم فى أن الحكومة الإنجليزية ستقوم بإتمام ما بدأت به، فإذا أدت إنجلترا هذه المهمة واستخلصت مصر للمصريين وضح للعالم جليا ما هو الغرض الجليل الذى كان عرابى العاصى يسعى إليه».
 
يضيف «عرابى»: «أن جميع المصريين كانوا فى جانبى، كما أننى وقفت على خدمة بلادى التى لن أتحول عن حبها إلى نهاية حياتى، فلذلك أرجو ألا تفتأ مصر تذكرنى عندما يتسنى لإنجلترا أن تتم العمل الذى حاولت الشروع فيه، وإنى لا أزال أكرر القول بأنى غير حزين لما وصل إليه أمرى، بل أرانى مغتبطا مسرورا لاعتقادى بأن ما حل بى من سوء العاقبة كان من البواعث لحصول مصر على ما هى أهل له من الحرية ورغد العيش، فإذا أتمت إنجلترا هذا العمل الجليل كنت على يقين بأنها لابد أن تسمح لى بالعودة إلى وطنى المحبوب، لما جبلت عليه من حسن الشعور الإنسانى، وحب الانتصار للعدالة».
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الأردن والنمسا يبحثان سبل تعزيز التعاون والتنسيق الأمني المشترك بينهما

"تنظيم الاتصالات": تعويض العملاء المتأثرين بتعطل الخدمة بعد حريق السنترال

تأجيل محاكمة 25 متهما بخلية أكتوبر لجلسة 7 أكتوبر المقل للاطلاع

صحتك بالدنيا.. استشارى توضح إزاى ما تحرمش طفل السكر من الحلوى.. علامات لأورام الكلى تلزم الفحص فورا.. روشتة مريضة الغدة الدرقية بفترة الحمل.. أطعمة لتجنب سرطان المعدة.. وهذه الطريقة الصحية لصنع عصير الفاكهة

جهاز تنظيم الاتصالات: جار السيطرة على حريق سنترال رمسيس وتقييم موقف الخدمات


الزمالك يحصل على 15% من قيمة صفقة انتقال ياسين مرعى من فاركو للأهلى

الدين مادة أساسية فى جميع المسارات ومادتان تخصص.. مواد 3 ثانوى بالبكالوريا

مها الصغير: أنا غلطت فى حق الفنانة ليزا.. أنا آسفة وزعلانة من نفسى

غياب الزمالك عن جلسة استماع شئون اللاعبين باتحاد الكرة في شكوي زيزو

إخلاء سبيل إبراهيم سعيد بعد استئنافه على حكم حبسه بسبب نفقة طليقته


ريبيرو يخطر الأهلى برفض رحيل 7 نجوم بسبب أزمة وسام أبو علي

إحالة دعوى تطالب بصرف منحة استثنائية لأصحاب المعاشات للدائرة المختصة

بايرن ميونخ يتوصل لاتفاق مع دياز نجم ليفربول

وزير الخارجية: قضية مياه النيل هى قضية وجودية بالنسبة لمصر

وزير التعليم: "لو عايز تبقى مهندس وماجبتش مجموع البكالوريا هتديك الفرصة"

وزير التعليم: نظام البكالوريا المصرية خطوة فارقة في تاريخ التعليم المصرى

ملخص مباراة الولايات المتحدة ضد المكسيك فى نهائي كأس الكونكاكاف الذهبية

مقتل 5 وإصابة آخرين فى قصف جديد للدعم السريع على "الفاشر" بشمال دارفور

فيفا يحدد حكام مباريات نصف نهائي كأس العالم للأندية

عودة حركة القطارات على خط القاهرة ـ الإسكندرية عقب إعادة العربات لمسارها

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى