مصطفى أسامة محمود يكتب: مغترب ولكن

مطار القاهرة
مطار القاهرة
طاقة غير طبيعية من المشاعر الإيجابية المتفائلة تعم المكان وابتسامة ساطعة صادقة ترتسم على وجه كل من يحبون لك الخير بمجرد سماعهم نبأ سفرك للعمل بالخارج وخاصة إذا كان سفرك لإحدى دول الخليج لدرجة أن منهم من يبادرون ويعطوك هذه النصيحة القيمة وهى ألا تخبر أحدا بموضوع سفرك هذا حتى تكتمل كل الإجراءات بشكل نهائى !

إن كل هذا التفاؤل ليس من فراغ فبالطبع هناك أسباب وراء ذلك فالسر وراء ذلك أنك أولا ستسافر إلى دولة عربية إسلامية لا تختلف عاداتها وتقاليدها كثيرا عما نحن فيه فى بلادنا بل وقد تكون أكثر التزاما وتدينا –على حسب تخيلهم_ فهنيئا لك بهذه الأرض الصالحة التى ستزيدك التزاما ماديا أولا بالطبع وأخلاقيا ثانيا. فكثيرا ما نسمع عن من يسافرون للدول الأوروبية ويعانون من اختلاف العادات والصدمات الحضارية مما تؤدى بهم دائما إلى النهايات المأساوية كما يرد دائما فى الروايات، لكن وضعك بالطبع سيكون أفضل وخاليا من الصدمات –على حسب تخيلهم_ستصبح إنسانا آخر، إنسانا سعيدا خاليا من المشاكل تماما فما الذى سيعكر صفو إنسان يعمل فى الخليج فهناك الرواتب ممتازة تساوى الآلاف حين تقارنها بعملة بلدك –على حسب تخيلهم _فستعيش فى بلد غنى فى كل شىء وسيصبح كل شىء متاح إضافة إلى ذلك فستكون محط أنظار كثير ممن ينتظرون زوجا غنيا لبناتهن حتى ينهض بها وبهم فسوف ينالون جانبا من هدايا وثروات الخليج.

فكل هذه كانت بدايات تبشر بنهاية سعيدة لهذا الفيلم الخيالى الذى صاغ مقدمته المحيطون بك، أما عن النهاية فهى بعيدة جدا عن تصورهم ولاسيما أنهم قد لا يفكرون فيها من كثرة اطمئنانهم لبداية الفيلم المبشرة.

أعزائى المشاهدين مع احترامى لكم أنتم مجرد مشاهدين فقط لهذا الفيلم الخيالى فليس كل ما تشاهده أو تسمعه حقيقة فالواقع بعيدا تماما عن الأفلام الخيالية، فبطل هذا الفيلم الذى وضعتم له كل هذه البدايات المبشرة يتحول فجأة لكائن تائه مصدوم يعبر بمراحل وبمشاعر متضاربة قد لا تخطر لك ببال فقد يرجع البعض سبب ذلك للبعد عن البلد والأهل والصديق ولكن هذه أبسط الأشياء، فو من كثرة الصدمات قد يفقد توازنه لدرجة أنه سيفقد الثقة فى من حوله وقد يفقدها أيضا فى درجة إيمانه بالمبادئ والمفاهيم التى آمن بها من قبل إلى جانب أنه سيكتسب مشاعر جديدة لم يكن قد شعر بها من قبل فسيضع نفسه فى محل من يعانون من ويلات الحروب ولم يجدوا ملجأ آمنا فى بلادهم فاضطروا للهجرة واللجوء لبلد ما، فاسألوه عن شعور هؤلاء اللاجئين فهو يعرف الإجابة جيدا، واسألوه أيضا عن شعور الآخرين الذين يصممون على العيش فى بلادهم رغم كل الظروف القاسية سوء كانت ظروف احتلال خارجى أو احتلال داخلى من قبل نظام فاسد لا يفكر سوى فى السلطة.

فالبطل عليه أن يكمل الأحداث إما مستسلما للمبادئ الجديدة المغلوطة، أو أن يتظاهر باقتناعه بها ويكمل الأحداث على أمل التغيير.

فأعزائى مشاهدى الفيلم الخيالى الذى يحمل عنوان (السفر للخليج)، لا تسبقوا الأحداث وحاولوا أن تعيشوا الأحداث بأنفسكم بدلا من المشاهدة من على بعد مع العلم بأنه ليس هناك مقدمات أو نهايات ثابتة.


Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

قرار ترامب بشأن جامعة "هارفارد" يهدد مستقبل أميرة أوروبية

الأهلي يهزم الزمالك 31-28 ويتوج بلقب الكؤوس الأفريقية لليد

حبيبة عصام: سيدات الأهلى كللت مجهودها بكأس مصر وقادرات على حصد الألقاب

مصر والسعودية والأردن يصدرون بيانا مشتركا بشأن التطورات فى قطاع غزة

محمود الخطيب يتلقى عزاء شقيقته فى قنا


تعرف على مستجدات عودة المعارين للأهلي خلال ميركاتو الصيف

المحكمة الرياضية الدولية تتسلم رد الزمالك بشأن أزمة مباراة القمة

الثلاثاء ميلاد هلال ذى الحجة والأربعاء أول أيامه فلكيا وهذا موعد عيد الأضحى

أيمن الرمادى مدرب الزمالك يعلن إصابته بقطع جزئي في غضروف الركبة

زلزال بقوة 3.8 درجة على مقياس ريختر يضرب المغرب


موجة شديدة الحرارة على أغلب الأنحاء غدا.. والعظمى بالقاهرة 36 درجة

اللجنة العليا لمهرجان المسرح المصرى تناقش تفاصيل الدورة الـ18

الأهلي يجهّز ملف شامل للرد على شكوى بيراميدز بالمحكمة الرياضية.. التفاصيل

اتحاد الكرة يرسل للمحكمة الرياضية حيثيات قرار لجنة التظلمات فى أزمة مباراة القمة

فيفا يحظر الانتقالات الجسرية.. وقرار جديد يمس إعارات مونديال الأندية

عمرو الليثى يطمئن محبيه بعد خروجه من الرعاية المركزة وإجراء جراحة

10 أسئلة فى مادة الإحصاء لطلاب الثانوية العامة.. اعرف خطوات الإجابة

رئيس قسم الزلازل يكشف سبب هزات كريت الأخيرة وحقيقة حدوث تسونامى

اختلسوا 2.5 مليون جنيه.. إحالة 12 موظفًا بالبريد للمحاكمة التأديبية

134 مليون جنيه تُنقذ الزمالك من إيقاف جديد للقيد

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى