الطب ليس قضية الأطباء وحدهم..الخروج من دائرة المزايدة والعناد

أكرم القصاص
أكرم القصاص
بقلم - أكرم القصاص
قضية الطب ليست معركة النقابة فقط ولا الأطباء وحدهم، وإنما هى معركة الدولة والمجتمع، الذى يساند مواجهة التجاوزات وتدعيم المستشفيات التى تفتقد أبسط الإمكانات، وتعانى مع مشكلة الأمن، من مشكلات نقص الدواء والعلاج والإهمال مثل باقى المؤسسات.

وفى ظل التوتر يختلط الحق بالباطل، وتتفرع الخلافات، وتصل إلى صدام يغلق الطريق أمام حوارات جادة، نقصد جدل الأطباء وقطاعات من المجتمع، الأطباء ونقابتهم يطلبون تضامنا معهم، وقد حصلوا على التضامن، لكنهم لا يقبلون الرأى القائل إن إغلاق المستشفيات عقاب للمرضى الغلابة يضر بالقضية، وأن التصعيد يجعل الأطباء فى جهة، وقطاعا من المجتمع فى جهة أخرى، خاصة الفقراء، الذين لا يمكنهم الذهاب للعلاج فى المستشفيات الخاصة، التى لا تواجه الإضراب، وهى مفارقة تجعل الفقراء فقط من يدفعون الثمن، ومن يزعمون التضامن مع الأطباء يفترض أن يفرقوا بين دعم الأطباء، والدفع نحو استعمال طرق غير مشروعة تقود الأمر للتأزم وتفتح أبواب صدام ومزايدة.

ثم إن الادعاء بأن نقابة الأطباء مسؤولة عن تردى حال الطب، فيه تزيد ومبالغة، فالنقابة جهة مهنية، ونفس الأمر فى اعتبار الحوادث التى تم فيها كشف إهمال أو أخطاء فى مستشفى الرمد أو غيرها، نوعا من التربص، خلطا واضحا، فالقاصى والدانى يعلم أن أغلب المستشفيات العامة والمركزية تخلو من أبسط الإمكانات، وكانت هذه من بين أسباب الإضراب الأول للأطباء من شهور، وهذه ليست أخطاء الأطباء بل هى مهمة الدولة، وربما يمكن أن يتم استغلال الأزمة فى توسيع مناقشة احتياجات المستشفيات والمراكز العامة، وعدم قصرها على الأمن. خاصة أن المجتمع متضامن مع الأطباء فى مطالبهم، سواء فيما يخص عقاب المعتدين أو تأمين المستشفيات، وتحديث المستشفيات وتطويرها وتوفير الدواء والإمكانات للأطباء حتى يقوموا بدورهم بشكل لائق.

منذ شهور، أعلن الأطباء إضرابا فى المستشفيات العامة والحكومية والمركزية، لتحسين الخدمات الطبية وتوفير الإمكانات للأطباء، حتى يمكنهم تأدية دورهم بكفاءة، وللمصادفة أضرب سائقو المترو، وكانت لهم مطالب، ونجح الإضراب وحصل السائقون على ما طلبوه، يومها شاع قول منسوب لسائقى المترو «هما فاكرينا دكاترة»، فى إشارة إلى ضعف الأطباء، وهو قول مغلوط، لأن توقف المترو يعطل لكنه لا يقتل، بينما الأطباء من الصعب عليهم القيام بإضراب عام، من شأنه أن يضر بالمرضى ويقتلهم، وبالتالى فإن خضوع الأطباء للعوامل الإنسانية هو نقطة قوة وليس ضعفا.

وبالتالى، فإن جزءا من قوة الأطباء فى ربط قضيتهم برؤيتهم الإنسانية والاجتماعية، ومن المهم أن يكون المجتمع معهم، وهو أمر يفرض على من يدير معركة ألا يفتح جبهات فرعية تعجل بصدام يضر بمصالح الجميع، خاصة المرضى الفقراء، ويخسر قطاعا من المجتمع بالعناد.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

صندوق النقد الدولى: مصر تحرز تقدمًا ملحوظًا فى برنامج الإصلاح الاقتصادى

البنك المركزى يقرر خفض أسعار الفائدة بنسبة 1% على الإيداع والإقراض

من هو إلياس رودريجيز منفذ الهجوم على سفارة إسرائيل فى واشنطن؟

رسميًا.. ريال مدريد يعلن رحيل لوكا مودريتش بعد 13 موسمًا و28 لقبًا

المديريات توجه بعدم حيازة المحمول بلجان امتحانات الشهادة الإعدادية للمراقبين


تحذيرات ودعوات للتدخل بعد واقعة عمر مرموش في الدوري الإنجليزي

محمد صلاح ملك الدوري الإنجليزي.. كيف يتحدى الفرعون المصري قوانين العمر ويسيطر على عرش إنجلترا.. شهود عيان من البريميرليج عن الكابوس المفضل: الحل الوحيد لإيقافه هو بناء جدار أمامه.. مهاجم لا يرحم.. وبريق لا يخفت

الرئيس السيسى يشدد على محاسبة المتسببين فى أزمة البنزين المغشوش

نوال الدجوى تتجاهل صراع الأحفاد وتفاجئ الجميع بتصرف لافت.. صور

موعد مباراة الزمالك وبتروجت في الدورى


اختيار رائعة عمر مرموش ضد سلافيا براج أجمل هدف فى الدورى الأوروبى.. فيديو

موعد مباراة الأهلي وفاركو فى دوري nile والقناة الناقلة

بعد زلزال اليوم.. المركز الأوروبى يحذر من احتمال وقوع تسونامى فى جزيرة كريت

أوناش المرور ترفع حطام حادث تصادم 7 سيارات على الطريق الدائرى بالبساتين

محافظة القاهرة: لا يوجد تداعيات للهزة الأرضية ولا تأثير على المنشأت

الأهلي يرفض رحيل إمام عاشور للدوري السعودي في ميركاتو الصيف

FBI: المؤشرات الأولية تشير إلى أن إطلاق النار فى واشنطن عمل عنف موجه

الزمالك يزاحم الأهلى على صفقة جزار المحلة

عضو لجنة صياغة الإعلان الدستورى فى سوريا: لا خلاف بين موسكو ودمشق

بدء امتحانات صفوف النقل.. مديرية تعليم القاهرة تعلن الطوارئ وتشدد على منع الغش

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى