ابن الدولة يكتب: ديمقراطية الحقوق والواجبات.. عندما يعارض المسؤول السابق ما كان يصمت عنه ويؤيده وهو فى منصبه.. نحن أمام ازدواجية تفقد هؤلاء مصداقيتهم.. الأمر كله بناء متشابك يجمع بين الفكرة والتنفيذ

ابن الدولة
ابن الدولة

نقلا عن العدد اليومى...


من المفارقات اللافتة للنظر، فى الجدل الدائر اليوم فى المجتمع والمناقشات حول تطبيق الديمقراطية وممارستها، وهل التطبيق هو دور السلطة أم دور السلطة والمجتمع، والسلطة هنا هى السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية، والمجتمع بقيمه وأفراده وجماعاته ونقاباته وأحزابه وكل المؤسسات الشعبية والأهلية، وكثيرا ما نتحدث أو نشير إلى ما يحدث فى الغرب والتجارب الديمقراطية والنظام والنظافة، لكن عندما تقول لمن يطلب ذلك إن هناك فى الدول الغربية نظاما واضحا للحقوق والواجبات، وأن أى شخص يخرج على القانون يواجه عقابا رادعا، يتصور البعض أن الأمر هو تبرير من نوع ما، بينما من يسافر للخارج يعرف أن العقد الاجتماعى يقوم على تحديد الحقوق والواجبات، وقد تمت هذه البنية السياسية والاجتماعية على مدى سنوات، ومن خلاصة تشريعات وتوصيفات وتعامل مستمر مع المشكلات وحلها، لكن البعض عندنا يريد الشكل الخارجى من التجارب، يتجاهل القاعدة الأساسية، الأمر كله بناء متشابك ومتداخل يجمع بين الفكرة والتنفيذ، وأن العملية مشتركة بين الأطراف المختلفة.

وإذا كان الجميع يتحدثون عن قوة قوانين المرور فى الدول المتقدمة، وكيف أنه لا يوجد جندى أو رجل مرور، بينما هم أنفسهم لا يلتزمون بالقانون هنا، طبعا القانون هناك حازم وقوى ولا يجامل أو يتسامح مع الخطأ، لكن من يطلبون الأمر هنا يرفضون التقنين أو يقاومون فكرة التشريعات التى تنظم هذا، ومن يتحدثون عن النظافة وأهميتها لا يلتزمون بها فى كل وقت، ومن ينتقدون الشتائم والتنابذ والاتهامات المجانية من بعض الإعلام، هم أنفسهم يستخدمون نفس الألفاظ، ويسقطون فى فخاخ البذاءة والاتهامات المجانية، بل ويتورطون فى نشر شائعات تتعلق بخصومهم، البعض يبرر الخروج على القانون بأن هناك كثيرين يخرجون على القانون، وحتى التناقض يصل إلى المسؤول الذى يكون فى منصبه يتصرف ويتحدث بطريقة وربما يبدو مقتنعا، بينما عندما يغادر منصبه يعارض ما كان هو نفسه يفعله، الخلاصة فى كل هذا أن الكلام سهل، وأكثر سلعة لا تجد مستهلكا هى الكلام، بينما التنفيذ صعب، والفرق شاسع بين كلام مجانى من أكاديمى، وبين كلام وسلوك نفس الشخص وهو فى السلطة، ولنتأمل طريقة كتابة وكلام هؤلاء الذين كانوا فى السلطة حتى وقت قريب أو بعيد نسبيا، نجد أن الفرق بين الشخص فى السلطة والمنصب، غيره فى الواقع، وبعضهم ينسى نفسه ويتمدد فى التنظير الذى يكشف حجم الازدواجية والتناقض، كما أنه يكشف هؤلاء ويفقدهم مصداقيتهم، لكونهم لا يرون الوضع العام كما هو بما يحيط به، ويكتفون بلعب دور يطلبون منه التصفيق.

نحن هنا لا نتحدث عن شخص بعينه، لكن عن ظواهر مستمرة معنا ومن حولنا، حيث الكلام المجانى سهل ورخيص، بينما الديمقراطية وبناء الدول يقوم على الحقوق والواجبات، من دون إفراط أو تفريط أو تهويل أو تهوين.

p



موضوعات متعلقة:


- ابن الدولة يكتب: أشخاص أم سياسات؟.. الحوار مطلوب بعيداً عن الضجيج الفارغ.. البعض يرى مشكلاتنا أننا لم ”نستوزر فلان وعلان".. والمدهش أن كل هؤلاء تولوا مناصب تنفيذية ولم يفعلوا أكثر مما فعله غيرهم

- ابن الدولة يكتب: المسئول السابق مشتاق غاضب حالى.. يصبح المسئول فاشلاً فى منصبه وإذا خرج وترك السلطة فهو خبير يعرف كل شىء.. البعض يصر على لعب دور المعارض بلا مبرر

- ابن الدولة يكتب : صور تهم المواطن لا يراها صناع الضجيج.. هناك 16 ألف وحدة سكنية وفى الطريق حوالى 36 ألفا .. والتنمية عملية مستمرة يتم تمويلها بمليارات كجزء من عدالة اجتماعية

- ابن الدولة يكتب: تحريض مدفوع مقدماً.. كيف يمارس حقوقيون ونشطاء عمليات التدليس للتشويه والتحريض؟.. فتش عن التمويل.. نحن أمام شكل جديد وأداء مختلف يتماشى مع عصر المعلومات يستند إلى التشويه والمغالطات

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

محافظ القاهرة يعتمد تنسيق القبول بالثانوى العام بحد أدنى 230 درجة

أزمة تهدد صفقة انتقال نيكو ويليامز إلى برشلونة

حزن يخيم على تونس.. 20 غواصًا يبحثون عن الطفلة مريم فى قاع البحر

المتهم بالتعدى على ابنه فى الشرقية: "كنت بأدبه".. فيديو

رسائل مهمة لرئيس مجلس النواب بشأن قانون الإيجار القديم.. حنفى جبالى: نحن أمام تحدى جديد ضمن تحديات سبق أن اجتازها هذا المجلس بعزيمة وثبات وحكمة شهد بها الجميع.. وأزمة الإيجار القديم لم يكن لأى منا يد فى صناعتها


تجديد حبس مالك السيارة النقل المتسبب فى حادث الطريق الإقليمى بالمنوفية

الهلال يستعيد مصعب الجوير قبل مواجهة السيتي فى كأس العالم للأندية

انفجار ناقلة نفط تحمل مليون برميل قبالة سواحل ليبيا

محمود الشناوى يستفسر عن مصيره فى الزمالك.. اعرف التفاصيل

ترتفع لـ85% بالقاهرة الكبرى.. الأرصاد تحذر من الرطوبة بأنحاء الجمهورية


وزير الصحة يكشف عن حالة حبيبة وإسراء وآيات الناجيات من حادث الطريق الإقليمي

الرئيس السيسى يستقبل حفتر ويؤكد: استقرار ليبيا جزء لا يتجزأ من أمن مصر القومى

أسامة فيصل يحسم وجهته ويخطر البنك برغبته فى الانتقال للأهلي

نتيجة الشهادة الإعدادية 2025 فى جميع المحافظات بالاسم ورقم الجلوس الآن

مواعيد مباريات اليوم.. الإنتر ضد فلومينينسي ومان سيتي مع الهلال فى مونديال الأندية

بعثة ناشئات الطائرة تتوجه إلى كرواتيا للمشاركة فى بطولة العالم

المتهم بإنهاء حياة شقيقه في إمبابة: "ما كنش قصدي أقتله"

الأهلي يتابع تطورات أزمة أسد الحملاوى مع شليونسك بسبب وسام أبو علي

محمود عبد المغنى ضيف شرف فيلم صقر وكناريا بطولة محمد إمام وشيكو

مواعيد مباريات كأس العالم للأندية اليوم 30-6-2025 والقنوات الناقلة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى