توبة 6 إبريل المفاجئة وتطهرها من الخطايا.. حقيقة أم مناورة؟

دندراوى الهوارى
دندراوى الهوارى
بقلم دندراوى الهوارى
خلال الساعات القليلة الماضية، وجدنا تغييرا استراتيجيا فى نهج حركة 6 إبريل، من تبنى نعرة التهديد والوعيد، وأنها الحركة الوحيدة المالكة لحقوق الفهم، وصكوك الوطنية، والقدرة على رفع راية العصيان ضد كل من يخالفها الرأى والنهج، إلى طرح سؤال على صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى «الفيس بوك»: «فى رأيكم إيه هى الأخطاء اللى وقعت فيها 6 إبريل؟».

وأيضا طرحها على نفس الصفحة، فجر أمس الثلاثاء، سلسلة اعترافات مهمة، فى تقديرى الشخصى، حيث قالت إنها وشباب الثورة والنشطاء السياسيين، عزلوا أنفسهم مع الوقت «عما حولهم»، وانسحبوا فى «فقاعة آمنة» يتكلمون فيها مع أنفسهم، وتحول كل منهم بقصد أو بدون قصد إلى قائد يتكلم باسم الشعب، فى حين أنه لا يمثل إلا نفسه أو فى أفضل الأحوال أصحابه. وقالت أيضا: «من أكبر الأفكار الخطأ اللى وقعنا فيها السنين اللى فاتت هى التعميم والتوسع فى إطلاق الاتهامات.. التعميم من أهم العوامل الموضوعية للوقوع فى خطأ التفكير، وأكبر مثال على التعميم هو عبارة.. الشعب المصرى أعظم شعب فى العالم.. اللى قولناها بعد التنحى واللى تحولت مؤخرا إلى.. الشعب المصرى عبيد.. أو شعب ميستاهلش.. التعميم والمبالغة مستمرين طول الوقت».

هذه الاعترافات المهمة لو كانت مبنية عن قناعات فكرية، وترجيح كفة صوت العقل والمنطق، فهو أمر رائع نثمنه، ونقدره، وندفع به إلى خانة «الفضيلة» فالاعتراف بالخطأ فضيلة، أما إذا كانت مناورة جديدة، بالتنسيق مع جماعات وتنظيمات متطرفة، بهدف العبث فى الاصطفاف الوطنى، فهنا سنقف أمامها بكل قوة، والمصريون أصبح لديهم القدرة الفعالة فى عملية الفرز بين الغث من الثمين، بعد اكتسابهم خبرة عملية طوال السنوات الخمس الماضية.

6 إبريل فى سلسلة اعترافاتها ومراجعتها الفكرية، قالت نصا: «الشعب المصرى دا مش حاجة واحدة.. دول ملايين بينهم اختلافات كتير فى كل حاجة فى المستوى والمادى والاجتماعى والدينى والعمرى، والاختلافات دى بينتج عنها اختلافات فى التفكير والمعتقد وطريقة التعامل مع الأحداث، لو فهمنا دا هنفهم إنه مش كل الشعب كان مع مبارك ولا كل الشعب كان مع الثورة، ولا كل الشعب كان مع مرسى.. الشعب مش إحنا بس ولا أصحابنا ولا اللى حوالينا ولا زينا».

وقالت: «لازم نفهم ده ونفهم إزاى نتعامل معاه بموضوعية، لأن اللى حصل أن ما اتفق على تسميتهم بالنشطاء السياسيين وشباب الثورة وغيرها من المسميات عزلنا نفسنا مع الوقت عما يدور حولنا، وانسحبنا فى فقاعة آمنة، بنكلم فيها نفسنا، وتحول كل منا بقصد أو بدون قصد إلى قائد يتكلم باسم الشعب، فى حين أنه لا يمثل إلا نفسه أو فى أفضل الأحوال أصحابه».

هذه الاعترافات المتأخرة جدا، تؤكد ما كنا ننادى به فى عشرات المقالات السابقة فى نفس المكان فى جريدتنا الغراء «اليوم السابع»، وفى رؤيتنا لتقييم الأمور، وعانينا من الاتهامات التافهة والسمجة، وحملات التسفيه والتسخيف التى قادتها الحركة نفسها ضد ما نكتبه، واتهمتنا وكل حلفائها والمتعاطفين معها بأننا «نطبل للنظام» وعبيدى البيادة، ثم فوجئنا فى اعترافاتها تعيد إنتاج كل ما كتبناه هنا.

اعترافات 6 إبريل بخطاياها السياسية فضيلة، وتلجم ألسنة كل من كان يزايد باسمها، ويستثمر أخطاءها ضد الشعب، ويوظفها لصالحه سياسيا فى محاربة الدولة، بشرط أن تكون المراجعات الفكرية حقيقية وراسخة على الأرض، وليست مناورة هدفها إعادتها للحياة من جديد، لأن مخاطر مثل هذه المناورة كارثية، ونتيجتها اندثار مصداقية الحركة نهائيا، ووأد تجربتها تحت الرمال المتحركة.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

ريال مدريد يطير إلى نيويورك استعدادا لخوض قمة باريس سان جيرمان.. صور

هدوء ما قبل الإعلان.. آخر تطورات نتيجة الدبلومات الفنية 2025

تشيلسى يقصى فلومينينسى بثنائية ويتأهل لنهائى كأس العالم للأندية.. فيديو

رئيس المخابرات الفرنسية: تقييم أولي يفيد بتضرر كل مكونات البرنامج النووي الإيراني

خسارة ناشئات الطائرة أمام إسبانيا فى تحديد مراكز بطولة العالم


نظرى وعملى .. فيريرا يؤهل لاعبى الزمالك للموسم الجديد

وزيرا خارجية السعودية وإيران يبحثان جهود تحقيق الاستقرار في المنطقة

الإنتاج يتعاقد مع ثنائى الترسانة لتدعيم صفوفه فى الميركاتو الصيفى

رئيس وزراء قطر: توجه لزيادة الاستثمارات القطرية فى مصر

خزينة الأهلى تنتعش بـ9 ملايين جنيه.. اعرف السبب


غزل المحلة يوافق على بيع "بن حمودة" خلال فترة الانتقالات الصيفية

قاتل والدته بالشرقية بعد إحالة أوراقه للمفتى: أنا راضى بالحكم.. فيديو

ليبيا تطرد وزراء داخلية إيطاليا واليونان ومالطا ومسؤولا أوروبيا

السجن 15 عاما للسائق المتسبب فى وفاة 19 ضحية على الطريق الإقليمى بالمنوفية

صوت أمير عيد بأغنية نقطة بيضا فى الحلقة السابعة من مسلسل مملكة الحرير

أرنولد قبل مواجهة باريس سان جيرمان: كل شيء يسير بامتياز فى ريال مدريد

مجهول انتحل شخصية وزير خارجية أمريكا وتواصل مع مسئولين برسائل نصية وصوتية

بطل ابن بطل.. نور امتياز كامل يكتب فصلا جديدا من العطاء بحريق رمسيس.. الوالد استشهد فى موقعة الواحات والابن جسد البطولة فى حريق السنترال.. والدته لـ"اليوم السابع": اللي خلف ما ماتش وكلنا فداء مصر

جاريث بيل يعود إلى كرة القدم من بوابة كارديف سيتي.. اعرف التفاصيل

محافظة القاهرة تستعد لاستلام 100 أتوبيس يعمل بالكهرباء.. تفاصيل

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى