خصخصة «السكك الحديد»

عادل السنهورى
عادل السنهورى
بقلم عادل السنهورى
أرجوك لا تقرأ الخبر التالى، إلا إذا كنت مصرا على قراءته، ولا تعانى من أمراض الضغط والسكر.. فوكالات الأنباء الغربية أوردت خبرا منذ يومين مفاده «أن شبكة السكك الحديدية فى بريطانيا قدمت اعتذارا لطفلة عمرها 6 سنوات، بعد التسبب فى تأخر والدها عن المنزل وكانت فى انتظاره وتسبب تأخره فى السكك الحديدية عن قلقها وخوفها الشديد عليها، هيئة السكة الحديدية أوضحت على موقعها الرسمى على شبكة الإنترنت رداً على خطاب غاضب من الطفلة»، أنها بصدد إجراء تعديلات على الجدول الزمنى للقطارات فى وقت الذروة.

بالنسبة لى أعتذر للقارئ عن إعادة كتابة الخبر مرة أخرى والغرض كان توضيح الفارق الشاسع بيننا وبينهم وليس لإبداء الحسرة والغيظ.

فالسكك الحديدية اعتذرت للطفلة لمجرد تأخر والدها ربما لدقائق أو لأقل من نصف ساعة عن موعد ذهابه للمنزل، بسبب تأخر السكك الحديدية عن موعدها فى واقعة لا تتكرر كثيرا هناك.

وأعتذر بالمرة عن «الفارق الشاسع» فليس هناك فارق بالمرة، فلغة الاعتذارات غير موجودة فى قاموس هيئة السكك الحديدية عندنا، حتى إذا قررت الاعتذارات فسوف تتفرغ فقط لكتابة هذه الاعتذارات لآلاف الركاب يوميا عن سوء خدمة أو تأخير دائم بالساعات أو محطات متهالكة أو قطارات عفا عليها الزمن، ولم تعد تصلح حتى لنقل الماشية، أو تعتذر عن الحوادث المأساوية السنوية التى يفقد فيها الآباء والأبناء ذويهم بمنتهى السهولة نتيجة لفشل عام لمسؤولين عن السكك الحديد، وأقر وزيرهم «بأننا فشلة فى إدارة المرفق»، وعلينا البحث عن آخرين يديرونه لنا..!

نعود للخبر ونقول إن هذا هو الفارق بين دول تبنت علوم الإدارة الحديثة والتخطيط والاعتماد على أصحاب الخبرة والكفاءات وليس العجزة وأهل الثقة والمحاسيب والنتيجة الاعتذار لطفلة عن تأخر والدها، وليس لموت والدها محترقا فى عربة سكة حديدية على طريق الصعيد.

الأزمة فى الإدارة والوزير سعد الجيوشى كان فى لندن قبل أيام قليلة من اعتذار هيئة السكك الحديدية للطفلة البريطانية، وزار محطة لندن والتقى المسؤولين هناك، وبحث معهم كيفية الاستفادة من خبرتهم فى النهوض بالسكة الحديدية داخل مصر.

بالمناسبة إذا قدر لك عزيزى القارئ بزيارة لندن ومحطة السكة الحديدية بها فلن تجد فارقا كبيرا فى التصميم بينها وبين محطة مصر فى القاهرة والإسكندرية، الفارق فقط فى كيفية إدارة المحطة وتوظيف قدراتها فى تنمية موارد الهيئة، فالمحطة تدار بعقلية استثمارية لتدر أموالا وأرباحا للهيئة، فهناك الفندق والسينما والكافيتيريات ومراكز التسوق والحلاق وحتى البورصة.

وفى الطريق هناك استغلال رائع للأراضى التابعة للهيئة تسر الناظرين إليها من خضرة وماء، ووجه حسن أحيانا، حتى تتحول الرحلة إلى متعة حقيقية وليست قطعة من العذاب. وتعانى من خلل فى منظومة الصيانة وتداعيات إهمال أصابها على مدى عقود فاتت، مما جعل معدل الحوادث عليها أعلى بكثير من نسب باقى دول العالم.

هل يستمر الحال بسكك حديد مصر ثانى سكك حديد فى العالم تم تأسيسها بعد بريطانيا؟ هل نحن فشلة فعلا؟ أم أننا عجزة ومقصرون ولن أقول فاسدون؟ هل من المقبول أن مصر تفتقد الكوادر والعناصر والخبرات والكفاءات المتخصصة فى إدارة السكك الحديدية وهى ثانى دولة فى العالم ولديها مدرسة متخصصة فى السكك الحديدية؟ كيف تصبح سكك حديد مصر فى المرتبة 78 على مستوى العالم، وديونها 36 مليارا، بعد أن كانت رقم 2 بعد بريطانيا؟

من المسؤول عن الانهيار فى المرفق الحيوى وإهدار أموال عامة وتنازل عن حوالى 400 ألف متر مربع للغير دون مقابل.. وضياع 4 ملايين متر مربع من أراضى الهيئة دون استغلال؟ هل نتجه للخصخصة بسبب فشلنا أم نأتى بخبرائنا وكفاءتنا لتطوير المرفق؟.. القضية مهمة.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مسئول إيرانى يزعم قدرة طهران على اغتيال ترامب خلال "حمام شمس".. ودونالد يعلق

قسط صفقة الجفالي يعطل مفاوضات الزمالك مع غربال

رغم العروض.. بتروجت يتمسك ببقاء حامد حمدان ويرفض التفريط بالقوام الأساسى

سامح عبد العزيز أبو البنات.. تزوج مرتين وأنجب حبيبة ودليلة وجميلة وطيبة

وزير التعليم يشكر الأطراف المشاركة فى امتحانات الثانوية: بذلوا جهودا عظيمة


الأهلي يفتح المزاد على بيع أشرف داري في الميركاتو الصيفي

2000 جنيه و30 جرام ذهب.. أسرة تحتفل بابنتها بعد امتحانات الثانوية العامة

الأهلي يتلقى هدية فرنسية في كأس العالم للأندية

البلوجر نور تفاحة.. فيديوهات مخلة تحرض على الفسق من أجل الربح أهم أسباب محاكمتها

سامح عبد العزيز يلحق بصديقه فى ذكرى وفاته.. صداقة وذكريات


تنسيق الجامعات 2025.. إتاحة موقع التنسيق للتقدم لاختبارات القدرات السبت

الرياضيون يساندون إبراهيم سعيد فى أزمته.. قرب من ربنا وحل مشاكلك

5 قرارات مهمة من النيابة العامة لكشف تداعيات حريق سنترال رمسيس

مجلس الوزراء: الاستجابة لـ 7041 استغاثة طبية خلال النصف الأول من العام الجارى

الوداد يقرر الرد بالمثل على الأهلى والزمالك بالتعاقد مع رضا سليم ومصدق

شاهد مراسم غسل الكعبة اليوم

الوصل الإماراتى يتراجع عن ضم وسام أبو على

الزمالك يربط بقاء دونجا بتخفيض راتبه مع اقتراب نهاية عقده

غدا.. آخر فرصة للتقديم على وظائف فى البوسنة برواتب تصل 52 ألف جنيه شهريا

تفاصيل نظام البكالوريا المصرية الجديد × 15 معلومة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى