ميت قلم على سهوة

وائل السمرى
وائل السمرى
بقلم وائل السمرى
قبل أيام كتبت فى هذا المكان عن قضية الطالب الإيطالى الذى وجدت الداخلية جثتته ملقاة على أحد جوانب طريق القاهرة إسكندرية الصحراوى الذى تسبب مقتله فى أزمة كبيرة بين الحكومة الإيطالية والحكومة المصرية، حيث قطعت وزيرة التنمية الاقتصادية الإيطالية فيدريكا جويدى زيارتها لمصر وسافرت فور علمها بوفاة الباحث الإيطالى جوليو ريجينى ومن يومها لا ينقطع الحديث فى وسائل الإعلام الغربية عن ظروف مقتل هذا الطالب والمتورطين فيه، وسط تلميحات وإشارات من هنا أو هناك إلى تورط وزارة الداخلية فى هذا الأمر، وحينما تناولت هذه القضية أبديت انزعاجى من قدرة البعض على توجيه الاتهام إلى وزارة الداخلية دون سند أو دليل، وتعجبت أيضا من هؤلاء النشطاء الذى نصبوا احتفالية لجلد الذات وليجلدوا وزارة الداخلية موجهين اللوم لها عقب مقتل هذا الباحث وكأنهم شيعة العراق فى يوم عاشوراء، وهو الأمر الذى جعلنى أتشكك فيهم وفى الباحث الإيطالى أيضا.

مر حوالى «أسبوع» على هذا المقال الذى اخترت له عنوانا هو «المرض بالغرض» فى إشارة إلى أن الحملات التى يشنها البعض على وزارة الداخلية بهدف إلصاق الاتهام بها هى حملات مغرضة تضر بالمصالح الوطنية المصرية بالصيد فى الماء العكر، ويتعاون فى هذا الأمر بعض المحطات التليفزيونية الغربية وكذلك بعض الجرائد التى تتعمد فى تغطيتها الإخبارية الزج باسم الشرطة المصرية فى الحادث بطريقة خبيثة وملتوية، وبالطبع لم أقصد من خلال هذه الكلمات أن أدافع بالباطل عن الشرطة المصرية، لكنى أردت أن أنظر إلى الأمر بتجرد تام، وأن أتعامل مع هذه الحالة بمعزل عن حالات الانتهاكات الشرطية المتكررة التى تضر «المصالح الوطنية» أيضا سواء فى الداخل أو فى الخارج، فالاتهام بدون دليل أمر «مخزٍ» والدفاع بالباطل أمر أشد خزيًا، وليس لدى الكاتب من احترام للذات سوى الحفاظ على استقلاليته التى تمكنه من النظر إلى القضايا المختلفة بتجرد تام بعيدا عن «المرض بالغرض»

يؤسفنى أن أقول لك هنا إن وزارة الداخلية أدارت هذه المعركة بطريقة خاطئة، فلغة خطاب العالم تختلف كثيرا عن لغة الخطاب المحلية، فالعالم لا يكتفى بنفى المتحدثين الرسميين، ولا بالتصريحات الغامضة لمسؤولين يبدو من كلماتهم أنهم يخفون شيئا أو يجهلون شيئا، ويؤسفنى أيضا أن أقول لك إن إدارة هذه المعركة بهذا الشكل الخاطئ وضع مصر «عالميا» فى موقف محرج، وإن نقص الأدلة فى تصريحات النفى جعل النفى أشبه بالتأكيد، بينما الصحف الغربية لا تدخر جهدا فى إلصاق التهم بمصر بتصريحات مجهلة وأقاويل مرسلة، ويجب على الدولة المصرية أن تنتبه الآن إلى أهمية الدفاع عن مصر ومؤسساتها خارجيًّا بشكل علمى واحترافى، وليس بشكل ارتجالى كما يحدث الآن، وإلا فسنصبح مثل هذا الغافل الذى «أخد ميت قلم على سهوة».
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

انهيار سد فى ولاية واشنطن.. والسلطات الأمريكية تصدر أوامر إخلاء للسكان

محافظ القليوبية: المنازل المجاورة للسكة الحديد لم تتأثر بسقوط الحاويات

الأهلى يوافق على عرض إشتوريل برايا البرتغالى لضم محمد هيثم

سقوط حاويات فارغة من أعلى قطار بجوار طريق الإسكندرية الزراعي دون إصابات

البطل الأسترالى أحمد الأحمد يوجه رسالة لأمه من المستشفى.. فيديو


حالة الطقس اليوم الثلاثاء 16 ديسمبر.. انخفاض بالحرارة وأمطار بعدة مناطق

موعد مباراة المغرب والأردن في نهائي كأس العرب 2025

الأرصاد تتوقع فرص سقوط أمطار على القاهرة الكبرى وتحذر من سيول بهذه المناطق

طلاق المخرج حسام الحسينى وزوجته رسميا بعد 21 عاما من زواجهما

لحظات رعب في المغرب.. فيضانات إقليم آسفى تخلف 51 قتيلا ومصابا والحصيلة فى تزايد.. استمرار البحث عن مفقودين.. تعليق الدراسة 3 أيام.. الوكيل العام للملك يفتح تحقيقا موسعا.. والأرصاد تحذر من طقس عنيف غدا.. فيديو


الأردن يفوز على السعودية ويواجه المغرب فى نهائى كأس العرب 2025

ابنة شقيقة طارق الأمير: دكتور حسام موافى طلب من الأطباء تركيب جهاز لتنظيم ضربات القلب لخالى

حقيقة تصنيف مواليد الثمانينيات ضمن كبار السن في منظمة الصحة العالمية

القبض على نيك راينر بتهمة قتل والده المخرج روب راينر ووالدته ميشيل سينجر

صور الأقمار الصناعية.. تدفق السحب وتوقعات أمطار بهذه المحافظات تصل للسيول

مصرع فلاح أثناء درس محصول الفاصوليا البيضاء بالمنوفية

الأرصاد تحذر: تدفق السحب الممطرة وأمطار على هذه المحافظات الساعات المقبلة

الأهلى يغلق باب رحيل إمام عاشور في الميركاتو الشتوى

بعد عام من الغموض.. اتهام زوج ملكة جمال سويسرا بتقطيع جثتها وطحنها فى الخلاط

الإعلانات تنجح في إنهاء ملف بقاء ديانج مع الأهلي

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى