هيكل.. صورة ورتوش

أكرم القصاص
أكرم القصاص
بقلم : أكرم القصاص
سلطة الكتابة والسياسة
محمد حسنين هيكل هو مجموعة دروس لا يمكن أى شخص أيا كان موقفه من الأستاذ إلا أن يتأملها، فقد ظل الرجل حتى آخر لحظاته حريصا على استكمال صورته من دون أن يترك الرتوش البسيطة.

مثل هيكل دائما سلطة من نوع خاص، بل إنه برهن على أن قوة الكاتب وتأثيره يمكن أن تمثل سلطة توازن إن لم تكن تتفوق أحيانا على قوة السياسة. وقد استطاع هيكل بناء سلطته على مدى عقود كأنه كان يرسم لوحة يعرف أنها لن تنتهى برحيله إنما تواصل الاتساع وتضيف المزيد من التفاصيل. وكان البعض يتهمه أنه حصل على لمعانه من وهج شخص الرئيس جمال عبد الناصر، لكن الرد كان دائما أن الرئيس غادر العالم قبل 46 عاما، وأن هيكل بقى حتى بالرغم من أنه انتهى من كتبه عن فترات عبد الناصر منذ عشرين عاما. ومع المفارقة أن عبد الناصر نفسه مازال حاضرا.

الأمر الآخر فى صورة هيكل وسلطته أنه بالرغم من أنه غادر المناصب الرسمية والصحفية منذ 42 عاما، فقد بقى حاضرا كصحفى وليس فقط كصاحب رأى بقى حريصا على استكمال الأوراق والأخبار والمعلومات بل وحرص على أن يبقى على اتصال بمصادر الأخبار الكبرى وحتى التى قد تبدو غير مهمة أو هامشية. كان فى زيارة للجارديان إحدى كبريات الصحف البريطانية، كان يسأل عن آخر مستجدات التكنولوجيا والأفكار فى العمل الصحفى.

الأهم مهنيا أن هيكل فى وقت توهجه المهنى فى الأهرام وبقدر التركيز على الخبر، كان حريصا على توظيف كل الثروة الفكرية والثقافية عمليا وأدبيا وفنيا على كل الجهات. وكان داعما لوجود نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم ويوسف إدريس وزكى نجيب محمود وباقى صناع الفكر والثقافة. وكان يرى أنه وهو يبنى مؤسسة الأهرام ومع فخامة المبنى والصورة، دعم أعمدة الفكر والثقافة.

هيكل الذى شغل الدنيا بآرائه وآثار معارك كان يبدأها وتستمر بدفع من آرائه أصر على أن يتم تشييعه من مسجد الحسن فى جنازة شعبية مفتوحة تخلو من المسئولين الرسميات. ولم يطلب عمل عزاء ربما لأنه يدرك أن العزاءات ليست للراحلين وإنما لاستعراضات الأحياء. وهو يعرف أن الصحف والفضائيات ووسائل الإعلام سوف تبقى فى حالة انعقاد دائم للكتابة والحديث حول هيكل وحياته وتجاربه. يتفق فى ذلك أصدقاء الرجل وتلاميذه وخصومه وحتى أعدائه. وهذه هى الصورة التى حرص على أن تبقى جزءا من دروس الرجل فى حياته ورحيله.


Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الأردن وإسبانيا يؤكدان دعمها لجهود مصر وقطر وأمريكا لوقف الحرب على غزة

الحماية المدينة تسيطر على حريق مصنع دمياط دون خسائر بشرية.. صور

"تحديات صعبة".. ماذا ينتظر ريبيرو مع الأهلى في الموسم الجديد ؟

مسلسل مملكة الحرير .. عودة جليلة ومواجهة شقيقيها بجيش العبيد

تحريات المباحث لكشف ملابسات حريق سنترال رمسيس


تداول فيديو لحريق مصنع إسفنج دمياط ..استمرار محاولات السيطرة على النيران

بطل من ضهر بطل.. ابن الشهيد امتياز كامل يكتب فصلا جديدا من الفداء بحريق رمسيس

الزمالك يستقر على إقامة معسكره فى العاصمة الإدارية استعدادا للموسم الجديد

مراحل التصحيح الإلكترونى فى امتحانات الثانوية العامة.. الكنترولات الفرعية تتسلم الأوراق من اللجان.. الإرسال لمقر التقدير الرئيسى ودخول ورقة البابل شيت على الجهاز.. قراءة البيانات من رقم الجلوس المظلل للطالب

الحكومة: نظام الثانوية العامة قائم ومستمر و"البكالوريا" بديل اختيارى


محمود فوزى: لدينا نسخة بديلة من البيانات التالفة بسبب حريق سنترال رمسيس

الحسابات الفلكية: الصيف يستمر 92 يوما و39 ساعة وهذا موعد بداية فصل الخريف

الزمالك يستعين بكهربا ومعتز إينو والشناوى فى شكوى زيزو لاتحاد الكرة

ترتيب الكرة الذهبية 2025.. صدارة فرنسية ومحمد صلاح رابعًا

النصر يراقب موقف مالكوم مع الهلال السعودى

أجواء شديدة الحرارة ورطوبة.. تفاصيل حالة الطقس والظواهر الجوية المتوقعة

مواعيد مباريات اليوم.. فلومينينسي مع تشيلسي فى كأس العالم للأندية

أسماء ضحايا حريق سنترال رمسيس من موظفي المصرية للاتصالات

فلومينينسي يصارع تشيلسي على بطاقة نهائى كأس العالم للأندية 2025

تنسيق الجامعات 2025.. أماكن أداء اختبارات القدرات لكليات علوم الرياضة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى