متى تنتهى كوارث القطارات؟

يوسف أيوب
يوسف أيوب
بقلم : يوسف أيوب
متى تنتهى كوارث القطارات؟.. حادث قطار بنى سويف لن يكون الأخير وإن كان أقل وطأة من الحوادث السابقة، فإجمالى الضحايا كان 70 مصاباً، ولم تحدث وفيات، كما حدث فى حوادث قطارات العياط وأسيوط وغيرها.

الحادث متكرر لدرجة أن المصريين اعتادوا عليه ولم يفجعوا لمثل هذه الحوادث لأنها تحولت إلى عرض مستمر ومتكرر، ولم يفلح معها إقالة أو معاقبة المسؤولين بداية من الوزير وحتى عامل المزلقان أو سائق القطار، لأن الأزمة لا تتعلق بهؤلاء بقدر ارتباطها بهيئة تراكمت مشاكلها وأزماتها ولم يعد أى مسؤول قادراً على المواجهة، فالديون متراكمة، والأفكار الجديدة منعدمة، والكل يدور داخل حلقة واحدة، وهى أننا أمام تركة ثقيلة من المشاكل، وليس هناك أمل فى الحل. كنا نتوقع أن يكون حادث قطار العياط فى فبراير 2002 الذى راح ضحيته أكثر من 350 مصريا جرس إنذار للجميع، وأن يكون هناك تكليف قومى للجميع بالعمل على إعادة هيكلة تامة وكاملة للسكك الحديدية، لكن هذا لم يحدث، انشغلنا بالمحاكمات الجنائية للمسؤولين وتناسينا صلب القضية، وهى تهالك خطوط السكك الحديدية والقطارات، فوصلنا إلى الحال الذى نحن عليه الآن، كل يوم ضحايا جدد يضافون لمقبرة السكك الحديدية وقطارات مصر. ندور جميعاً حول سراب رغم أن الحقيقة واضحة أمامنا، فالأزمة لن تحل بمسكنات، لكنها بهيكلة جديدة، تنسف الفكر القديم وتعيد البناء على أفكار جديدة، فلا يعقل أن العالم كله يسير قطاراته الكهربائية، ونحن مازلنا مختلفين مع الشركات الصينية على صيغ التعاقد حول إنشاء القطار المكهرب فى العاشر من رمضان، هذا هو صلب القضية، فالخلاف ليس عن المسؤول، سواء كان سائق القطار أو عامل المزلقان، فكلاهما مسؤول، لكن أى مسؤولية تلك طالما أنهما يعملان ضمن منظومة متهالكة، أليس من العدل أن نوفر لهما الإمكانيات ثم نتحدث عن مسؤولياتهما؟ وزير النقل لن يعفى نفسه من المسؤولية حتى وإن قال إنهم فشلوا فى التطوير، لأنه إذا فشل فليترك الفرصة لغيره يكون قادراً على اتخاذ القرار المناسب وليس المسكنات التى أدمناها ولم يعد لها أى تأثير.. فالتصريحات الرنانة لن تجدى نفعاً طالما أن الواقع كما هو لم يتغير.

لا أتحدث عن إقالة وزير أو مسؤول، لأن الإقالة ليست هى الحل، لكنها جزء من المسكنات التى لا نحتاجها الآن، فنحن فى حاجة لعملية جراحية كبيرة فى هذا القطاع الحيوى الذى يعتمد عليه ملايين المصريين فى تحركاتهم وتنقلاتهم اليومية.

ما الحل؟.. الحكومة دوماً تتحدث عن الخسائر الكبيرة فى قطاع السكك الحديدية وتحاول محاصرتها، فالتقارير تشير إلى أن الخسارة وصلت إلى 5 مليارات جنيه بعدما كانت 177 مليون دولار فى عهد الوزير الأسبق محمد منصور الذى استقال فى أعقاب تصادم قطارين بالعياط عام 2009 أودى بحياة 9 ركاب، إذن أسلوب محاصرة الخسائر جائز وموجود، لكننا هنا لا نتحدث عن الخسائر المادية بقدر تركيزنا على الخسائر البشرية التى تحتاج لفكر جديد لمنظمة السكك الحديدية فى مصر، هذا الفكر كما قلت لا يجب أن يعتمد على المسكنات، فالحكومة حينما تتحدث عن حاجتها لتحويل «1332» مزلقان إلى مزلقانات ميكانيكية بالكامل بتكلفة تصل إلى 6 مليار جنيه فإنها لا تختصر القضية فى شق واحد فقط، لأن المشكلة ليس فى المزلقانات بقدر ارتباطها بالخطوط المتهالكة والقطارات غير الآدمية، فإذا لم يكن هناك خطوط جديدة وقطارات حديثة ستظل المشكلة وتبقى الحوادث ملازمة لنا كل يوم، وقبل ذلك نحن فى حاجة لتغيير عقلية العاملين فى السكك الحديدية، وهذا يحتاج إلى فكر جديد فى التعيين، لا يقوم على توريث الوظائف أو الواسطة، بقدر ارتباطه بالخبرة والحاجة. خطة الهيكلة أمر عاجل وضرورى، فكما قلت فإن القطارات الكهربائية أصبحت من المتعارف عليها حالياً فى العالم، فلا يعقل أن نستمر فى مصر نعمل بالقطارات الديزل.. نعم أعلم أن تشغيل شبكة قطارات كهربائية كاملة فى مصر تحتاج لموازنة قد لا تستطيع الدولة تحملها فى الوقت الحالى، لكنها أمر لابد منه، وعلى الحكومة أن تحدد خطتها لذلك، فبدلاً من إنفاق الأموال على المسكنات عليها أن تضع خطة محددة بمدة زمنية قصيرة لإحلال القطارات الكهربائية بدلاً من الديزل.

قبل كل ذلك على وزارة النقل من وجهة نظرى أن تحصى عدد العاملين فى قطاع السكك الحديدية وتحدد احتياجاتها خاصة من شباب المهندسين القادرين على مواكبة التطوير وإعادة الهيكلة المطلوبة، وأن تضع لهم خطة تدريب، سواء فى داخل مصر أو خارجها.

فى النهاية نحن فى حاجة لخطة قومية لتطوير السكك الحديدية يتبناها رئيس الجمهورية وليس الحكومة، وأن يشترك فيها الجميع دون اقتصار الأمر على وزارة النقل فقط لأنها ما زالت تسير حول نفسها.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مقتل عنصر شديد الخطورة وضبط مخدرات بـ100 مليون جنيه

محمد صلاح على مقاعد البدلاء.. التشكيل المتوقع لمصر في ودية نيجيريا

منتخب مصر يواجه نسور نيجيريا وديا الليلة في البروفة الأخيرة قبل أمم أفريقيا

أحمد السقا: أصحابى دعمونى أمس والنهاردة قالوا عليا عندى إيجو

مواعيد مباريات اليوم.. جوادالاخارا مع برشلونة ومصر أمام نيجيريا


زملاء عامل يكشفون ملابسات مصرعه داخل مصنع بمدينة 6 أكتوبر

بدء استلام ملفات التعيين.. قضايا الدولة تفتح باب التقدم لوظيفة مندوب مساعد

وزارة التعليم: سداد رسوم امتحان الصف الثالث الإعدادي إلكترونيا وهذه قيمتها

معاش استثنائي للمستحقين.. اعرف إزاي تقدم طلبك لو ظروفك المادية صعبة

توروب يجري تعديلات على تشكيل الأهلي أمام سيراميكا بكأس عاصمة مصر


برشلونة يبدأ حملة الدفاع عن لقب كأس ملك إسبانيا أمام جوادالاخارا

تفاصيل تعاون هيدى كرم مع محمد سعد لأول مرة فى عيلة دياب عالباب

5 معلومات عن مباراة مصر ونيجيريا الودية استعداداً لـ أمم أفريقيا

اعرف حقوقك.. لا يجوز تشغيل العامل أكثر من 8 ساعات في اليوم

قانون التأمينات يحدد 4 حالات تُقطع فيها معاشات المستحقين أول الشهر

محافظ القليوبية: المنازل المجاورة للسكة الحديد لم تتأثر بسقوط الحاويات

مواعيد مباريات اليوم الثلاثاء 16 - 12- 2025 والقنوات الناقلة

مقتل شاب وإصابة شقيقه فى مشاجرة بالغربية

سقوط حاويات فارغة من أعلى قطار بجوار طريق الإسكندرية الزراعي دون إصابات

حالة الطقس اليوم الثلاثاء 16 ديسمبر.. انخفاض بالحرارة وأمطار بعدة مناطق

لا يفوتك


العالم يترقب حفل 2025 THE BEST فى قطر الليلة

العالم يترقب حفل 2025 THE BEST فى قطر الليلة الثلاثاء، 16 ديسمبر 2025 09:00 ص

المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى