هيكل وغالى والسياسة والتاريخ

أكرم القصاص
أكرم القصاص
بقلم - أكرم القصاص
الربط بين مصائر المختلفين فى الواقع يكشف عن قدرية التلاقى والخلاف، كنا أشرنا إلى الاختلاف فى المسارات بين راحلين فى يوم واحد هما الأستاذ محمد حسنين هيكل، الكاتب والمفكر، والدكتور بطرس بطرس غالى، الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة، فقد تلاقت مساراتهما فى الأهرام عندما كان هيكل رئيسا لمؤسسة الأهرام، وغالى يؤسس ويرأس تحرير السياسة الدولية. استمرا متجاورين مع الرئيس السادات، حتى اختلف هيكل وغادر الأهرام عام 1974، وتصاعد الخلاف وبلغ ذروته مع زيارة الرئيس السادات للقدس ومعاهدة السلام مع إسرائيل، وهى الرحلة التى رافقه فيها بطرس غالى. وواصل وجوده بجوار السلطة وزير دولة مع السادات ومبارك، وأمينا عاما للأمم المتحدة. كان الخلاف متسعا، فهيكل كتب بعد ذلك ناقدا للسادات ودور بطرس غالى، ورد الأخير باتهام هيكل.

بمناسبة الرحيل كان تذكر التلاقى والخلاف، كل منهما رأى نفسه قدم ما يرضى ضميره تجاه وطنه. لكن تعليقات الأيام التالية للوفاة كانت مختلفة، منها أحد من قال إن هيكل وطنى وبطرس ليس كذلك. وطبعا هناك من هاجم الاثنين وسحب منهما أى ميزة.

بطرس غالى يرى نفسه أنه خدم وطنه بالطريقة التى يراها، وهو كان ممن يعتقدون أن السادات كان شجاعا فى السلام، بينما كان هيكل وقطاع واسع ممن عارضوا السادات يرون أنه ذهب إلى السلام منفردا وعزل مصر وأضعف القضية العربية. بطرس غالى بعد أن تولى منصب الأمين العام للأمم المتحدة، وعندما قصفت إسرائيل مركز «فيجى» التابع للأمم المتحدة فى قرية قانا اللبنانية عام 1996، واستشهد 106 مدنيين، وأصيب العشرات، وبالرغم من أن الولايات المتحدة رفعت الفيتو فى مجلس الأمن ضد إدانة إسرائيل، غالى أصر على إجراء تحقيق عسكرى أدان إسرائيل بتعمد قتل المدنيين، وأقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأن إسرائيل انتهكت القوانين الدولية.

كان تقرير الأمم المتحدة صدمة للرئيس الأمريكى، دفع الولايات المتحدة للمرة الأولى إلى أن تستخدم الفيتو ضد التجديد لغالى فى الأمانة العامة. غالى قال إنه لم يندم على موقفه، بل إنه اتهم بمعاداة إسرائيل، فى الوقت الذى نرى من يقلل من وطنيته.

القضية هنا تثير التساؤل، عن كيفية الحكم على مسيرة الأشخاص بمجمل الأعمال، وليس بنظرات عاطفية أو نسبية أو ترتبط بموقف محدد تختلف فيه أو تتفق مع السياسى أو الكاتب.

ربما تكون الأحكام المطلقة بالوطنية أو الخيانة مريحة وسهلة، لكنها لا تجيب على أسئلة السياسة النسبية بالضرورة، والتى تحتمل وجهات نظر. ينطبق هذا على الأستاذ هيكل الذى قال قبل رحيله إنه يشعر بأنه قدم ما عليه، وهو نفس ما ذكره غالى، ليبقى حكم التاريخ دائما قائما على اختلاف وجهات النظر.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

تحريات المباحث لكشف ملابسات حريق سنترال رمسيس

تداول فيديو لحريق مصنع إسفنج دمياط ..استمرار محاولات السيطرة على النيران

بطل من ضهر بطل.. ابن الشهيد امتياز كامل يكتب فصلا جديدا من الفداء بحريق رمسيس

طارق مصطفى يعطل صفقة أحمد ربيع بسبب الزناري.. اعرف التفاصيل

الرئيس السيسى يلتقى المدير العام لهيئة الدولة للطاقة النووية "روسأتوم" الروسية.. متحدث الرئاسة: اللقاء يأتي فى إطار زيارة "ليخاتشوف" للتوقيع على اتفاق تكميلي بين مصر وروسيا بشأن بناء المحطة النووية ونظم الحماية


الأرصاد الجوية محذرة من الرطوبة المرتفعة: تقارب الـ90% بالقاهرة

الحكومة: خدمات المحمول ستعود بكامل جودتها قبل عصر اليوم بالشبكات الأربعة

موديز تبقى على نظرة مستقبلية سلبية لإسرائيل لتزايد المخاطر

اضطراب الملاحة على شواطئ البحر الأحمر وخليجى السويس والعقبة والأمواج 4 أمتار

الأنجولى زينى سلفادور يدخل اهتمامات الزمالك فى الصيف


الحكومة: نظام الثانوية العامة قائم ومستمر و"البكالوريا" بديل اختيارى

محمود فوزى: لدينا نسخة بديلة من البيانات التالفة بسبب حريق سنترال رمسيس

الحكومة: سنترال رمسيس سيظل خارج الخدمة أسبوع أو أكثر مع استمرار الخدمات

مجلس النواب يوافق نهائيا على تعديل قانون التعليم

وزارة النقل تغلق الدائرى الإقليمى فى هذه المناطق

الحسابات الفلكية: الصيف يستمر 92 يوما و39 ساعة وهذا موعد بداية فصل الخريف

معلومات الوزراء: مصر تتطلع للاستفادة من خبرات دول تجمع البريكس فى5 مشروعات

فرص عمل فى الإمارات براتب يصل إلى 24 ألف جنيه شهريا.. التقديم لمدة 4 أيام

النيابة العامة تباشر التحقيق فى أسباب حريق سنترال رمسيس.. صور

أسماء ضحايا حريق سنترال رمسيس من موظفي المصرية للاتصالات

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى