ما الفارق بين «أبوإسلام» و«البحيرى» و«ناعوت»؟

يوسف أيوب
يوسف أيوب
بقلم : يوسف أيوب
ما الفارق بين «أبوإسلام» و«البحيرى» و«ناعوت»؟.. «أبوإسلام» هو داعية، اسمه بالكامل أحمد محمود عبدالله، قام فى 15 سبتمبر -2012 خلال الاحتجاج أمام السفارة الأمريكية اعتراضًا على فيلم مسىء للرسول محمد صلى الله عليه وسلم- بتمزيق نسخة من الإنجيل، ودعا للتبول عليه، فتم الحكم عليه بالسجن 5 سنوات بتهم من بينها ازدراء الأديان، بناء على دعوى أقامها ضده نجيب جبرائيل، محامى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، الذى وصف الحكم الصدر ضد «أبوإسلام» بأنه الأول من نوعه فى تاريخ القضاء المصرى، فيما يتعلق بتهمة ازدراء الدين المسيحى.

أما فاطمة ناعوت، فهى كاتبة سبق أن كتبت تدوينة على وسائل التواصل الاجتماعى انتقدت فيها شريعة الذبح فى عيد الأضحى، رغم أنها مثبتة فى القرآن، واصفة ما يفعله المسلمون فى عيدهم بأنه «أهول مذبحة يرتكبها الإنسان كل عام منذ 10 قرون»، وقالت تحت عنوان «كل مذبحة وأنتم بخير»: «بعد برهة تُساق ملايين الكائنات البريئة لأهول مذبحة يرتكبها الإنسان منذ عشرة قرون ونصف، ويكررها كل عام وهو يبتسم.. مذبحة سنوية تتكرر بسبب كابوس باغت أحد الصالحين بشأن ولده الصالح، ورغم أن الكابوس مرّ بسلام على الرجل الصالح وولده وآله، إلا أن كائنات لا حول لها ولا قوة تدفع كل عام أرواحها وتُنحر أعناقها وتُهرق دماؤها دون جريرة ولا ذنب ثمنًا لهذا الكابوس القدسى، رغم أن اسمها وفصيلها فى شجرة الكائنات لم يُحدد على نحو التخصيص فى النص، فعبارة ذبح عظيم لا تعنى بالضرورة خروفًا ولا نعجة ولا جديًا ولا عنزة».

وبسبب ما كتبته فاطمة ناعوت حكمت عليها محكمة الخليفة بالحبس ثلاث سنوات، وغرامة مالية قدرها 20 ألف جنيه، لاتهامها بازدراء الدين الإسلامى.

أما إسلام البحيرى فهو ذلك الباحث الذى أثار لغطًا كبيرًا حوله بعدما تعدى على أئمة الإسلام بوصفه لهم بالتخلف والعته والسفه، بجانب قوله إن كتب التراث الإسلامى هى سبب وجود ظاهرة الإرهاب فى العالم، فضلًا على لعن المتهم ثوابت الدين، وهو ما اعتبرته المحكمة يمثل مساسًا للعقيدة الإسلامية، وهدمًا للدين الإسلامى من أساسه، وأنه تعدى على حرمات الأديان السماوية، خاصة الدين الإسلامى، مستندًا لأفكاره المتطرفة التى أدت إلى ازدراء الدين الإسلامى الحنفى، فتم الحكم عليه بالحبس عامًا مع الشغل، لاتهامه بازدراء الأديان.

نحن إذن أمام أمثلة لثلاث قضايا تم التعامل معها على أنها ازدراء للأديان، ورغم التشابه فى أفعال كل منهم، وإن كان «أبوإسلام» أكثر وطأة من الآخرين، فإن قضية إسلام البحيرى وفاطمة ناعوت أخذت حيزًا كبيرًا من البحث والتحرى من الجميع ممن حاولوا إلباس قضية الاثنين على أنها مجرد قضية إبداء رأى لا تستوجب زج أصحابها إلى السجن بسبب آراء قالوها، فى حين أنهم هم أنفسهم من طالبوا بمحاكمة «أبوإسلام» وفرحوا لسجنه.

أنا هنا لست مدافعًا عن «أبوإسلام» أو مهاجمًا لفاطمة ناعوت أو إسلام البحيرى، لكن فى تقديرى أننا فى حاجة لفهم ما يحدث بطريقة هادئة، بعيدًا عن العواطف والانحياز المسبق، أو اللعب على وتر العاطفة الدينية، فهناك اختلاف كبير بين حرية الرأى والتعبير، وقضية ازدراء الأديان، أو بمعنى أدق الطعن فى العقيدة، فالثلاثة «أبوإسلامس و«البحيرى» و«ناعوت» تهمتهم واحدة.

لماذا فرح الجميع بسجن «أبوإسلام»..وملأوا الدنيا ضجيجًا حينما حكم القضاء على إسلام البحيرى وفاطمة ناعوت؟.. القضية من وجهة نظرى لها أبعاد أخرى تتحكم فيها، وفى الحديث عنها، فنحن نجيد فن تكييف القضايا وفقًا لأهوائنا وعواطفنا، ونحاول أن نلبسها الرداء الذى يتناسب مع مفاهيمنا ورؤانا الخاصة، بل أننا غالبًا ما نشخصن مثل هذه القضايا، وننظر للشخص المتهم، وبناء عليه تختلف الآراء.

قد يكون من المفيد الحديث عن تجديد الخطاب الدينى، والبحث عن وضع مفهوم واضح وصريح لتهمة ازدراء الأديان، لكن هذا لا يعنى إعطاء الحق لأى شخص بالطعن فى العقيدة الدينية للناس بداعى حرية الرأى والتعبير، وإلا نكون متناقضين مع أنفسنا حينما نغضب حينما يسىء رسام كاريكاتير دانماركى، أو سياسى هولندى للإسلام، وفى الوقت نفسه نعتبر ما يفعله البعض هنا أنه حرية رأى رغم التشابه الكبير بين الجرمين.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

يورتشيتش: نحتاج لتدعيم قلب الدفاع والوسط.. والأجنحة تمثل أزمة لبيراميدز

الأهلى يغلق ملف التفاوض مع الكولومبى بابلو صباغ.. اعرف السبب

وسائل إعلام: منفذو هجوم سيدنى تلقوا تدريبات عسكرية فى الفلبين

الطقس غدا.. أجواء باردة وانخفاض بالحرارة وأمطار والصغرى بالقاهرة 12 درجة

موعد مباراة منتخب مصر ونيجيريا فى التجربة الأخيرة قبل أمم أفريقيا


بعد إثارة جدل فى لقاء رئيسة وزراء إيطاليا.. كم يبلغ طول رئيس موزمبيق؟

الإعدام لسيدة وعشيقها بالمنوفية بعد قتلهما الزوج بحيلة شيطانية

يوسف بلعمرى يرفض عرضاً من الوداد المغربى تمهيداً للانتقال إلى الأهلى

قرار جديد من النيابة فى واقعة تعرض 12 طفلا للاعتداء داخل مدرسة بالتجمع

ترامب يعلن خطوبة نجله جونيور.. ونيويورك تايمز: الثالثة.. فيديو


تعرف على بديل تريزيجيه فى تشكيل منتخب مصر أمام نيجيريا

رئيس وزراء بيهار الهندية ينزع نقاب طبيبة مسلمة ويثير غضبا واسعا

إناث و ذكور.. النيابة العامة تعلن مواعيد سحب ملفات معاون نيابة دفعة 2024

مفاجأة فى مستقبل محمد صلاح مع ليفربول قبل أمم أفريقيا 2025

أحمد عبد القادر نجم الأهلى يحتفل اليوم بزفافه فى حفل كبير

أحمد السقا: أصحابى دعمونى أمس والنهاردة قالوا عليا عندى إيجو

وزارة التعليم: سداد رسوم امتحان الصف الثالث الإعدادي إلكترونيا وهذه قيمتها

توروب يجري تعديلات على تشكيل الأهلي أمام سيراميكا بكأس عاصمة مصر

الزمالك يستند على الاتفاق مع بتروجت في صفقة حامد حمدان

قانون التأمينات يحدد 4 حالات تُقطع فيها معاشات المستحقين أول الشهر

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى