علاء الديب والانتهازيون

أكرم القصاص
أكرم القصاص
بقلم : أكرم القصاص
المؤامرة الجماعية اليومية للصراع
«خداع النفس طريق لا ينتهى.. وأنا أعرف نفسى أكثر من أى شخص آخر.. أعرف انتمائى للطبقة المتوسطة.. ورفضى لهذا الانتماء.. أعرف الحصار الذى يضربه حولى التخلف.. أعرف محاولتى الدائبة للخروج منه»، هكذا تحدث الكاتب الراحل علاء الديب الذى رحل تاركا تجربة أدبية وكتابات سعى فيها لاكتشاف الأسباب التى تجعل الطبقة الوسطى دائما عاجزة عن الخروج من مشكلاتها، بالرغم من كونها الطبقة التى تختزن كل التناقضات، وتهلكها طموحاتها. وتناقضاتها، ومصالحها التى تدفعها إلى تحالفات انتهازية.

وعندما يشير علاء الديب إلى المثقفين لا يستبعد نفسه، بل إنه يضعها على ترابيزة التشريح وربما يتخذ من نفسه نموذجا، يفتش فيه عن السبب الذى يجعل قطاعا من المثقفين قادرين على التلون والبقاء بجانب سلطة ما، ليس فقط السلطة الحاكمة وإنما السلطة الدينية أو سلطة المال التى تتواجه إذا فقدت نفوذها.

ولهذا لا تبدو كتابات علاء الديب سردا لحكايات الخمسينيات حتى الثمانينيات، لكنها تنطبق على ما يجرى الآن بشكل كبير، وتفسر التيه والضياع لدى قطاعات تسعى للحصول على السلطة، بالنفاق أو الانتهازية. وأيضا الغرق فى الضجيج دون القدرة على تقديم بدائل.

كان علاء الديب مهموما بمحاولة تشريح الطبقة الوسطى، والبحث عن مفاتيح مشكلاتها، الطبقة البرجوازية كما تراها الماركسية، هى الطبقة الطموحة المزدحمة بالكفاءة والقوة والضعف والطموح والتناقضات التى تضم طبقات عليا تريد البقاء فى القمة وتتخطاها، ومتوسطة تطمح للصعود، والجزء الأسفل يخشى الهبوط والخروج من المشهد، ولا يمكن وضع حدود فاصلة بين الطبقات، ولكل من هؤلاء سلطة يريد الاحتماء بها ويعمل لصالحها، بما يمكن تسميته «انتهازية اختيارية».

علاء الديب يشير إلى أن المثقفين والطبقة الوسطى يذهبون إلى السلطة من خلال الطموحات والمغريات الاستهلاك، وكثيرا ما يرى المثقفون من بين الفئات القابلة للتشكيل، انتقد ازدواجيتهم وكونهم قادرين على التلاعب بالالفاظ أو ما يسميه تزييف «عملة الكلام»، قول الشىء، ونقيضه والمتاجرة بالإيمان والعقيدة، والمصالح هى محركهم.

صحيح أن علاء الديب كان يكتب عن الفترة من 52 حتى 82، لكنه التقط جينات الازدواجية لدى المثقف التى يمكن رؤيتها فى الإعلام والثقافة، وحيرة الطبقة الوسطى التى يرى البعض أنها تآكلت وتشققت، وخرجت من التأثير.

ثم إنه يتحدث عن التواطؤ العام أو ما يسميه «المؤامرة العامة» التى نشترك فيها جميعا التى يقدم عليها كل الرجال، لكى يصعدوا، أو يصلوا، أو يحققوا أهدافا، يعتبرونها مشروعة، مثل النجاح أو الانتصار فى معركة الحياة. المؤامرة اليومية السريعة التى نواجه بها الأصدقاء وهم يسقطون فى الطريق والزملاء، ونحن ندوس على أعناقهم فى الطريق إلى مزيد من النجاح أو والنقود والوهم الفارغ، «أعترف أننى طرف فى هذه المؤامرة». من هنا تبقى آراء علاء الديب صالحة ومستمرة.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

المصرى يستقر على رحيل حسين فيصل وزياد فرج فى يناير

وزارة الصحة توجه للمواطنين رسائل هامة لمنع عدوى الأنفلونزا.. صور

بلاغ ضد نادية الجندى بتهمة القذف والتشهير بفريال يوسف

مقتل عنصر شديد الخطورة وضبط مخدرات بـ100 مليون جنيه

أحمد عبد القادر نجم الأهلى يحتفل اليوم بزفافه فى حفل كبير


شوبير: 500 ألف دولار والشرط الجزائى ينهيان أزمة فيتوريا مع اتحاد الكرة

محمد صلاح على مقاعد البدلاء.. التشكيل المتوقع لمصر في ودية نيجيريا

أحمد السقا: أصحابى دعمونى أمس والنهاردة قالوا عليا عندى إيجو

وزارة التعليم: سداد رسوم امتحان الصف الثالث الإعدادي إلكترونيا وهذه قيمتها

المصري يرفض التفريط في صلاح محسن بعد عرض الوداد المغربي


معاش استثنائي للمستحقين.. اعرف إزاي تقدم طلبك لو ظروفك المادية صعبة

توروب يجري تعديلات على تشكيل الأهلي أمام سيراميكا بكأس عاصمة مصر

الزمالك يستند على الاتفاق مع بتروجت في صفقة حامد حمدان

5 معلومات عن مباراة مصر ونيجيريا الودية استعداداً لـ أمم أفريقيا

قانون التأمينات يحدد 4 حالات تُقطع فيها معاشات المستحقين أول الشهر

الفوز الأول.. كأس عاصمة مصر تفتح باب الحلم لسيراميكا أمام الأهلي

موعد بداية كأس أمم أفريقيا ومواعيد مباريات منتخب مصر.. إنفوجراف

محافظ القليوبية: المنازل المجاورة للسكة الحديد لم تتأثر بسقوط الحاويات

مواعيد مباريات اليوم الثلاثاء 16 - 12- 2025 والقنوات الناقلة

موعد مباراة مصر ونيجيريا الودية قبل انطلاق بطولة أمم أفريقيا والقناة الناقلة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى