متسبناش يارب والنبى

وائل السمرى
وائل السمرى
بقلم : وائل السمرى
من بين قضبان الدموع أتى الصوت مخنوقا: متسبنيش والنبى يا رب متسبنيش والنبى يا رب، عايزين ياخدوا ابنى منى، أنا محدش ياخد ابنى منى.. متسبنيش والنبى يا رب.

يا رب، هنا فى مصر، هنا فى المحروسة، هنا فى أرض النيل التى حفظتها طوال هذه السنوات ولم تضيعها، هنا فى هذا البلد الأمين الذى أوصيت به فى كتابك، وباركته بأنبيائك وأنعمت عليه بما لم تنعم به على بلد، هنا فى مصر يا رب يجاهد الواحد ليحتفظ بعقله ولو لثوان، نحكم على طفل بالمؤبد، نتهمه بالإرهاب، نتهمه بالقتل، نتهمه بالتخريب، ونصدر حكما يقتل البراءة فيه، هذا الطفل الذى لم يحتمل سهر ساعة فنام فى استوديو برنامج العاشرة مساء طوال الحلقة المفزعة التى أجراها الإعلامى وائل الإبراشى فأبكت كل من له عين وقلب، هذا الطفل قتل أربعة وشرع فى قتل ثمانية، فماذا نفعل بهذا العقل الذى منحتنا إياه ولمت على من لا يحتكم إليه؟

اللهم إنى أشكو إليك ضعف احتمالنا لكل هذا العبث السياسى والقانونى، وقلة بلادتنا التى ما عاد العيش ممكنا بدونها، وهواننا على الضباط والمحققين الذين لم نعرف من أين استقوا تعليمهم وإلى أين يأخذوننا، يا رب هذا عقلنا الذى خلقتنا به فآمن واستوعب، بعقلنا عرفناك ولم نرك، ووبعقلنا آمنا ولم نر الأنبياء، وبعقلنا اكتشفنا الذرة وبنينا الأهرام وصعدنا إلى القمر وبه نراود الآن المريخ عن نفسه، بهذا العقل اكتشفنا الفيروسات واستوعبنا التاريخ وخلقنا الفن، لكن للأسف فإن العقل الذى استوعب هذا الكون بمعجزاته انتهت صلاحيته على أعتاب هذا الزمن، فلم نعد مستوعبين لما يدور حولنا ولا موقنين بأن ما يحدث أمامنا يحدث بالفعل.

«أنا داخل عليا رمضان وظروفى تعبانة» قالها «أبوأحمد» من بين الدموع شارحا ما قاله للقاضى الذى حكم على ابنه بالمؤبد، مؤكدا أن القاضى وعده بأن يفرج عن ابنه، ولأنه رجل طيب وفقير فى بلد بلا تعترف بالطيبة ولا تحترم الفقر قال للقاضى إن كنت ستخرجنى بكفالة فلا تخرجنى لأنى «على قد حالى»، لكن القاضى منح الأب البراءة، وأصدر حكمه على الابن الذى لم يخط نحو السنة الرابعة بعد، فأى عبث سياسى وقانونى هذا الذى نعيشه، وأى مصيبة تلك التى ألمت بنا؟

«أنا مش عايز أزعل حد ولا عايز أضر حد» قالها أبو أحمد أيضا، بعدما لاحظ أن نبرة وائل الإبراشى علت فى الهجوم على «البشوات» وهو خائف وضعيف، وما يحزنك حقا أن هذا الرجل الطيب البسيط خائف فعلا من أن يمس أحد ابنه، ويرتعب «فعلا» من أن يسجنوا ابنه ويقضوا على مستقبله، فيا رب اغفر لنا إجرامنا ولا تعاملنا بما نحن أهله.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

ملخص وأهداف المغرب ضد الإمارات 3-0 اليوم فى نصف نهائى كأس العرب

غلق 31 مقرا باليوم الأول من إعادة المرحلة الثانية بانتخابات النواب فى الخارج

إراحة تريزيجيه بسبب إجراء علاجي بالأسنان ..و تجهيز عادل لمباراة زيمبابوي

الأرصاد تحذر: تدفق السحب الممطرة وأمطار على هذه المحافظات الساعات المقبلة

وزير الخارجية يلتقي الملحقين العسكريين المرشحين للعمل بالخارج


وزارة الرياضة فى بيان رسمى: هدفنا استقرار نادى الزمالك

محمد صلاح يحتفي بإنجازه التاريخي مع ليفربول

بعد عام من الغموض.. اتهام زوج ملكة جمال سويسرا بتقطيع جثتها وطحنها فى الخلاط

الطقس غدا.. أجواء شتوية وأمطار واضطراب بالملاحة والصغرى بالقاهرة 13

زاره رئيس وزراء الولاية.. لماذا خاطر أحمد الأحمد بحياته لنزع سلاح مرتكب هجوم سيدنى؟


الإعلانات تنجح في إنهاء ملف بقاء ديانج مع الأهلي

الأهلى يعلن التنازل عن مقاضاة مصطفى يونس

فيفا: محمد صلاح هيمن على الدوري الإنجليزي

الأهلي يترقب وصول يوسف بلعمري للقاهرة لإجراء الكشف الطبي

أحكام سجن بالجملة ضد أهالى شبراهور بسبب إيصالات أمانة.. اعرف القصة

موعد مباراة مصر ونيجيريا الودية استعدادا لكأس أمم أفريقيا

الأرصاد تحذر: سحب ممطرة على هذه المحافظات وتوقعات بأمطار غزيرة

باب الالتماسات يعيد الفرصة لطلاب لم يحالفهم الحظ فى القبول بكلية الشرطة

الأهلي يوافق على انتقال شكري وبيكهام وكمال لصفوف سيراميكا في يناير

4 يناير بدء امتحان نصف العام فى المواد غير المضافة و10 للمواد الأساسية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى