سياسة فى مستوى المواطن المتوسط

أكرم القصاص
أكرم القصاص
بقلم - أكرم القصاص

المحدود أكثر تفهما وتفاعلا وتبرعا


بين التهويل والتهوين، هناك منطقة يسكنها المواطن المتوسط، وهؤلاء يؤثرون ويتأثرون بما يجرى من مناقشات أو آراء. وأيا كان الموقف من مواقع التواصل فقد أصبحت سلطة يصعب تجاهلها، تؤثر على من يدخلها رغما عنه، وعلى كل من يتعامل معها أن يأخذها بميزاتها وعيوبها، فهى ليست مكانا منظما إلى أرفف أو أركان هادئة لشرب القهوة، وإنما هى مولد فيه الخبر والشائعة والسخرية والكآبة، لايصنع رأيا، ويفضل أن يحتفظ المستخدم ببعض دماغه ويكون رأيا قبل دخول العالم المتسع، لأنه إن دخل سوف يجرفه تيار ما. خاصة أنه فى مواسم الأحداث والخطابات السياسية هناك دوما من يبدأون بالسخرية والانتقاد بالقطعة، وربما يجذبهم لقطة أو وإفيه تغطى على ما عداها من تفاصيل. لكن المواطن المتوسط بعد أن يضحك أو يسخر يبدأ فى السؤال: ماذا يجرى؟

ومثلما تروج فى فترات الامتحانات جملة «الامتحان فى مستوى الطالب المتوسط» هناك دائما المواطن المتوسط وهو الذى يشكل الأغلبية، لا يقف عند حدود التأييد الدائم أو الرفض المستمر، يأخذ ويعطى مع الدنيا، يرى الأمر من زاوية مصلحته، التى تتلخص فى توازن الدخل والمصروفات، الأسعار والتعليم العلاج الانتقالات والخدمات. لكن المدهش أن هذا المواطن يتفاعل أكثر من غيره. بالرغم من أنه هو من يدفع ثمن أى اختلالات، وينطبق عليه المثل «فى الفرح منسية وفى الحزن مدعية». مع أنهم الأكثر تفهما وتفاعلا وتبرعا. بل هم الأكثر تحملا وتقبلا لربط الحزام وتحمل الضغوط وتفهم الظروف، بعيدا عن تهويل أو تهوين، كآبة أو نفاق.
فى كل مرة يثبت الضعفاء والفقراء والمحدودون فى مصر أنهم أقدر على التفاعل والاهتمام بشؤون دنياهم وبلدهم من كثيرين يفضلون البقاء على شاطئ الثرثرة، أو يفكرون فقط فى أرباحهم. المحدودون والمتوسطون هم الأكثر استعدادا للتبرع بالقليل، بينما الأثرياء ورجال أعمال يديرون ظهورهم ويعملون أنفسهم من «أطلانتا»، يقولون إنهم يدفعون الضرائب ويوفرون فرص عمل، يشكون من نقص الدولار ومشاكل الاستثمار. بل وينتقدون الفكرة وأن البلاد لا تبنى بالتبرعات. وبعضهم يمدح الغرب وديمقراطيته، من دون أن يتحدثوا عن «ضرائبه» ودور الأثرياء.

المحدودون هم من يبدون تفاعلا مع دعاوى المساندة، ربما لأنهم يرون أنهم ليس لهم مكان آخر يذهبون إليه، بينما أصحاب المال لديهم خيارات مختلفة منها ترك الجمل بما حمل. الأمر بحاجة أولا على تطبيق القانون فيما يتعلق بأراضى وحقوق الدولة ووضع تشريعات لضرائب تعيد توازن الحقوق والواجبات. المواطن الذى يتقدم الصفوف ويتشجع ويتبرع، يريد تحديدا للنظام الاقتصادى، يحدد الحقوق والواجبات ويوازن بين اقتصاد سوق متوحش، وعدالة تقوم على توزيع الضرائب والواجبات. السياسة فى مستوى المواطن المتوسط. المتبرع المتفهم.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

رادار المرور يلتقط 1124 سيارة تسير بسرعات جنونية فى 24 ساعة

درجات الحرارة تلامس الـ42.. حالة الطقس المتوقعة اليوم الخميس 10 يوليو 2025

الداخلية تتصدى لمخالفات النقل الثقيل وتجاوز السرعة لمنع حوادث الطرق

انقطاع الكهرباء بمناطق في العاشر من رمضان نتيجة اشتعال النيران بمحطة محولات 66

ملامح المشروع القومى لتطوير مدينة رشيد بتكلفة 2 مليار جنيه..الآثار والمنازل القديمة تتحول إلى أكبر متحف مفتوح للآثار الإسلامية.. وجهود مكثفة للانتهاء من تنفيذ أول ميناء صيد بتكلفة 600 مليون جنيه.. صور


السعودية تعلن وفاة الأميرة بزه بنت سعود بن عبدالعزيز آل سعود

رئيس الوزراء عن صورته مع آبى أحمد: وفق البرتوكول فقط ومصر لن تفرط فى حقوقها المائية

مفاجأة سارة للمصطافين وعشاق مطروح.. الكورنيش يغير واجهة المدينة ويزيد مساحة جمالية جديدة.. المحافظة تستعد لمصيف مختلف هذا العام.. ووضع اللمسات النهائية لتطوير الكورنيش .. صور

ابنة كريم محمود عبد العزيز فى ظهور خاص معه خلال الحلقة 9 من مملكة الحرير

القائمة الوطنية تتقدم بأوراقها لانتخابات الشيوخ بغرب الدلتا بمحكمة الإسكندرية


تأجيل مباريات ليفربول أمام آرسنال ونيوكاسل في الدوري الإنجليزي

الحوثيون: استهدفنا السفينة "إترنيتى" بزورق مسير و6 صواريخ باليستية

رئيس الوزراء: مصر تقدمت 100 مركز على مستوى شبكة الطرق

وزير الخارجية يستقبل مدير عام السياسات باللجنة اليهودية الأمريكية

22 عاما على "اللى بالى بالك".. مكالمة من الزعيم أسعدت محمد سعد بعد عرض الفيلم

شاهد التريللر الرسمى لفيلم أمير كرارة "الشاطر" قبل طرحه

ضبط عنصرين شديدى الخطورة بحوزتهما مخدرات بقيمة 65 مليون جنيه

المدبوليزم.. ذكرى وفاة نجم الكوميديا عبد المنعم مدبولى صاحب التاريخ الثرى

"جنة السياحة في تركيا".. كل ما تريد معرفته عن مدينة محمد صلاح المفضلة

باريس سان جيرمان يتحدى ريال مدريد في قمة ساخنة بنصف نهائي كأس العالم للأندية.. بطل أوروبا يواجه الملكي تحت "وطأة الغيابات".. كيليان مبابي ضد إنريكي بلقاء "تصفية الحسابات".. وتشيلسي ينتظر الفائز في مشهد الختام

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى