فيلم «room»

أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف
بقلم أحمد إبراهيم الشريف
الفن له واجب آخر بالإضافة للمتعة، إنه يحمل فى داخله رسائل معينة والمحظوظ من تصله رسالة إيجابية من رواية يقرأها أو لوحة فن تشكيلى يتأملها أو أغنية يسمعها أو فيلم سينمائى يشاهده، فيتوقف عند المعنى ويتأمله، ولعل الفيلم الأمريكى «room» ينتمى لهذه النوعية من الفن، فهو يجعلك تردد جملة «ما أضيق العالم عندما يتم اختصاره فى غرفة ضيقة، بلا منفذ سوى نافذة زجاجية مصوبة ناحية السماء»، وفى الوقت نفسه يجعلك تقول: «جميعنا فى حاجة لرسائل الحب والمساعدة كى نكون قادرين على تحمل الحياة».

ربما أكثر الذى أعجبنى فى صناعة هذا الفيلم أنه كان من الممكن أن يتحول لفيلم «رعب» أو يتحول لفيلم أكشن ومغامرة، لكن صنَّاعه أرادوا أن يجعلوا منه فيلما إنسانيا قادرا على تحدى الوقت وأن يكرس لمعنى دائم، والفيلم يحكى قصة فتاة تم اختطافها منذ كان عمرها 17 سنة وقام الخاطف باحتجازها داخل غرفة مغلقة لمدة 7 سنوات عجاف ومعها طفلها الذى أنجبته داخل هذه الغرفة بعد عامين من احتجازها وقد تحملت كل المعاناة فى انتظار أن يبلغ ابنها الخامسة من عمره كى يساعدها فى إيجاد فكرة للفرار، وعندما استطاعا ذلك وخرجا لم يفهم الجميع أزمتها، لكن طفلها فقط هو من فهم روحها المعذبة وقرر أن يساعدها، فقص شعره الطويل الذى كان مقتنعا بأنه مصدر قوته وأهداه لأمه المريضة قائلا: أمى بحاجة إلى قوتى أكثر منى.

لم يهتم الفيلم بما حدث للخاطف المغتصب لكنه اهتم بالضحية، فرصد كيف يتعايش الإنسان مع الوجع وكيف يستخدم الخيال ويروضه حتى يجعل الحياة قادرة على الاستمرار، وبعد الخروج من الغرفة الخانقة وضح الفيلم كيف تدمرت حياة الجميع بالخارج وكيف يحاولون إصلاحها معتمدين على مساعدة بعضهم، كما أشار الفيلم إلى أن نتائج الأشياء لا تتغير فجأة لكن الأمر يحتاج إلى تهيئة، فقد اعتبر الكثيرون أن الأزمة انتهت بالخروج من الغرفة، لكن الأمر كان أكثر تعقيدا من ذلك، والأهم أن الفيلم أظهر قوة الطفل فى تجاوز الأزمة وقدرته على استيعاب المتغيرات المحيطة به وتحديد أهدافه بالحصول على صديق وكلب يعيش معه فى الفضاء الخارجى كما كان يطلق على العالم.

كل هذا لم يمنع رغبته فى العودة مرة أخرى لزيارة الغرفة وعندما دخلها للمرة الأخيرة اكتشف كم هى ضيقة وقبيحة، لكن ذلك لم يمنع أن يلقى تحية الوداع على كل شىء فيها سريرها وكرسيها ودولاب ملابسها وبابها الحديدى.

الفيلم ينتهى وقد اتضحت تماما صورة امرأة وطفلها كانا قادرين على تحدى ظروفهما للنهاية وأن يجازفا كثيرا كى يحصلا على حريتهما التى دفعا ثمنها كثيرا، وبعد معاناة شديدة أصبحا مستعدين للحياة.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الإسماعيلى يعقد اليوم الجمعية العمومية العادية بحديقة رضا

للزوجات مع اقتراب موسم الدراسة.. من يملك قرار التعليم بعد الطلاق؟

السبت.. دار الإفتاء تستطلع هلال شهر ربيع الأول لعام 1447 هجريا

وفاة الفنانة المعتزلة سهير مجدى

مدحت صالح يتألق بغناء حبيبى يا عاشق وزى المليونيرات بحفله فى مهرجان القلعة


قدم لكلية الطب وسبقه القدر.. وفاة طالب أثناء تركيبه ميكروفون لمسجد في قنا

عم طارق.. بطل مزلقان بنى سويف أنقذ شابا من الموت على قضبان السكة الحديد.. ويؤكد لـ"اليوم السابع": ما حسبتهاش وما فكرتش فى نفسى.. حسيت إن ثانية واحدة ممكن تفرق بين حياة وموت إنسان.. فيديو وصور

موعد انطلاق العام الدراسى الجديد بالمدارس الدولية والرسمية

محادثات بين وزير خارجية إيران ونظرائه بالترويكا الأوروبية و"كالاس"

الشمال يفوز على الريان 4-2 بمشاركة أكرم توفيق


ترامب يعلن إقامة قرعة كأس العالم 2026 في الخامس من ديسمبر المقبل

الأوراق المطلوبة لاشتراكات الأتوبيس الترددى للطلبة وموعد التقديم

شقيق شيرين ينتقد محاميها السابق: دلوقتى طالع تقول الوضع كارثى.. أنت مصدق نفسك

إعلام إسرائيلى: 3 انفجارات ضخمة تهز وسط إسرائيل

رابطة الأندية تعلن تعديل مواعيد وملاعب بعض مباريات المرحلة الأولى من دورى Nile

مشهد بطولي.. عامل مزلقان ينقذ شابًا من دهس القطار فى بنى سويف.. فيديو

حسام حبيب ينفى عودته لشيرين والمطربة تتوعد محاميها السابق ببيان

قرار مهم من ديانج بخصوص تجديد عقده مع الأهلى.. اعرف الحكاية

نقل مباراة الزمالك وفاركو إلى استاد السلام بدلا من هيئة قناة السويس

مان سيتى ضد توتنهام.. سجل سلبى يهدد السيتيزنز فى الدورى الإنجليزى

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى