محمد خالد السباعى يكتب: ركاب الرحلة الأخيرة

كلية الصيدلة
كلية الصيدلة
ضرب الشيب رؤوس الشباب فلم يعد فى شبابهم سوى الأزياء ولم يبق لهم إلا بعضا من لهوهم، المترو الحزين، قطار البؤس، الرحلة الأخيرة.. كل هذه الأسماء ممكن أن تطلقها على هذا الشىء الذى منذ ان عرفت الطريق اليه وعلى اختلاف العربات التى تنقلت بينها لم أرَ ابتسامة واحدة تدعو إلى التفاؤل فى بداية اليوم أو حتى تغيير شكل يوم عبوس فى آخر النهار، ولم أكن أدرك أن اليوم سيكون أكثر حزنا من البارحة ولكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن، فبعد وجودى فى الكلية لمدة تتراوح بين ثلاث لأربع ساعات أتنقل بين المعامل مثلى كمثل معطفى الأبيض أصم وأبكم وأعمى بل إنه يتميز عنى ببياضه الناصع والذى يكشف كآبة وجهى العابس، وبعد أيضا أخذى لدرجات لا أعلم كيف أصبحت ملكى ولكن دعنا من كل هذا فلم يبدأ السوء بعد.

تنقلت بين أقسام الكلية بحثا عن الكتب التى يجب أن أبتعها ورغم أنى على يقين أنى لن أتصفح ولو خمس صفحات منها كحد أقصى ولكن يجب على أن أشتريها وهذا لسبب بسيط يكمن فى جملة واحدة "الدكتور قال كده"، وبعد مرورى بأربعة أقسام وتبقى لى قسم واحد حتى أكون قد أكملت الجولة غير المجدية على الإطلاق وما إن دخلت ذلك القسم الأخير وها أنا أجد امرأة كانت تقفل بذراعها حدود الباب ولم تدع لى مجالا للمرور حتى بعد ما استأذنتها ولسبب بسيط أيضا يكمن هو الآخر فى جملة واحد "بنمسح المعمل يا دكتور هيهيهيهى" لا أعلم أتنظيف المعامل مبهج إلى هذه الدرجة أم أن الضحكة المفتعلة رغبة فى شىء ما، ولكن هذا أيضا لا يهم، وبعد حصولى على الكتاب من خلف الذراعان سأبدأ مغامرتى مع قطار البؤس، ومع أول خطوة أخطوها داخله وأجد مكانا وهذا من الأشياء النادرة أجد امرأة ليست بالعجوز ولكن سنها لا يوحى بقدرتها على الوقوف وكما يفعل الجميع أقوم لكى تأخذ مكانى، والآن - وبعد أن تملكك الملل - سأقص عليك لم اليوم أسوأ من الأمس، لأنها بدأت أن تحكى لى عن مأساتها مع ابنها الكسول الذى تدفع له مصاريف باهظة - من وجهة نظرها - فى كليته الخاصة ولكنه مصر على عدم حضور محاضراته ولم تكتف بذلك بل أكملت بحالتها الصحية التى لم تكن على خير ما يرام.

وبالفعل وبعد ملاحظة معطفى الأبيض يأتى السؤال "وأنت دكتور فى إيه يا حبيبى" وعلى الرغم صعوبة كلية الصيدلة التى أنتمى إليها والتى جعلتنى أمقتها بعض الأحيان إلا أننى أشكر الرب فى هذه اللحظة إنى أحد طلابها، "لا أنا فى صيدلة" وكانت هذا أول كلماتى بعد سلسال كلماتها الطويل، ولكن لم تشفع لى صيدلة حتى فى موقفى هذا فقد أتى السؤال الذى يتضمن وصفة لعلاج سوء حالة الكبد ورغبة منى فى إبقائها حية وجدت حلا سريعا ويكمن فى جملة واحدة أخرى "أنا لسه فى سنة أولى" ولمعرفتى الجيدة بمفعول هذه الجملة قلتها بفخر شديد فالكل يخاف من طلاب السنة الأولى يخاف أن يتم التعامل معهم من قبل طلاب الفرقة الأولى على أنهم حقل تجارب، وبعد لحظات قررت هى مغادرة قطار البؤس وتركى مع همومها والتى ومع مقارنتها بحالى فانى بأفضل حال بل إنى أسعد رجال الأرض فى ذلك الوقت، فالموضوع نسبى فمهما كانت مشاكلى لا أرضى أنها فى مثل خيبة الأمل فى شاب كسول وأيضا أشفق عليها وأتمنى شفاءها وأشكر ربى على عافيتى، وأعتقد أن اليوم الذى أظن أنه أسوأ من البارحة كان أفضل بالنسبة لى مقارنة بمعظم ركاب الرحلة الأخيرة أنا بأفضل حال ولابد أن أكون شاكرا لهذا بل وأستمتع بكل ما لدى.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

سيدات سلة الأهلى يسيطرن على الجوائز الفردية لبطولة أفريقيا

علاء نبيل: هانى أبو ريدة صاحب قرار اختيار حلمى طولان ولم يتم إبلاغى برحيلى

الإدارية العليا تنظر 31 طعنًا على نتائج 19 دائرة ملغاة فى انتخابات النواب.. غدا

ألافيس ضد الريال.. الملكي يتقدم في الشوط الأول عن طريق مبابي

وزارة التعليم تحدد ممنوعات داخل المدارس بعد وقائع التعدى على الأطفال


عمر متولى ينعى والدته ويطالب الجمهور بالدعاء لها

تقرير مغربى: بلعمرى فى الأهلى مقابل 500 ألف دولار

صور نادرة لـ إيمان شقيقة الزعيم عادل إمام وأرملة الراحل مصطفى متولى

7 معلومات عن شقيقة عادل إمام أرملة مصطفى متولى

ترامب يشيد بالبطل الأسترالي أحمد الأحمد: أنقذ أرواحا كثيرة في هجوم سيدني


عصام إمام لـ اليوم السابع باكيا: موعد جنازة شقيقتى لم تحدد وادعوا لها

وفاة شقيقة الزعيم عادل إمام أرملة الراحل مصطفى متولى

تحذير عاجل.. نوة الفيضة الصغرى تضرب الإسكندرية غدا والأمواج ترتفع 3 أمتار

أحمد الأحمد المسلم بطل اليوم في أستراليا بعد تصديه للهجوم الإرهابى.. فيديو

الطقس غدا.. انخفاض بالحرارة وأمطار وشبورة والصغري بالقاهرة 13 درجة

نتيجة كلية الشرطة 2026 كاملة لجميع التخصصات.. بالأرقام

سعد الصغير ينتقد غياب المطربين عن عزاء أحمد صلاح: مهنتنا مناظر أمام الكاميرات

5 آلاف إثيوبي ملزمون بمغادرة أمريكا خلال 60 يوما.. ما السبب؟

موعد مباراة منتخب مصر ونيجيريا الودية فى البروفة الأخيرة لأمم أفريقيا

قبول 800 طالب من الحاصلين على الثانوية بأكاديمية الشرطة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى