قطارات حديثة وعقول قديمة

أكرم القصاص
أكرم القصاص
بقلم : أكرم القصاص
أهم من التكنولوجيا.. تشغيل التكنولوجيا
تناولنا قضية المزلقانات التى تبدو مستعصية على الحل، وكل يوم هناك كارثة، تضيع فيها الحقيقة، ويسارع كل طرف بتعليق المسؤولية فى أقرب شماعة. وقبل أن تجف دماء ضحايا مزلقان العياط، وقع تصادم جديد فى مزلقان منوف، قطار أطاح بسيارة نقل، بما يؤكد فكرة أن الموت هو القاعدة، وأن النجاة استثناء، يأتى بستر ربنا علينا، ومراعاة لظروف الغلابة على الطرقات، ممن يدفعون الثمن مضاعفا بسبب العقول القديمة التى تتحكم فى عالم النقل والطرق، سواء فيما يتعلق بالقطارات فى غياب التكنولوجيا، والاستمرار فى اعتماد طرق يدوية وبدائية، أو فى الطرق التى تغيب فيها الرقابة، بينما الدنيا تغيرت وأصبحت عناصر الأمان فى القطارات وطرقها أقرب للطائرات. ونفس الأمر بالنسبة لضبط الطرق، وغياب الرادارات واللجان لمواجهة السرعات الجنونية.

وقد يرد واحد ليقول: أين نحن من دول العالم التى لديها إمكانات تكنولوجية، وأرد لأقول إن الجرارات الجديدة المستعملة فى سكك حديد مصر خلال السنوات العشر الأخيرة حديثة ومزودة بكل أدوات الأمان، بل إنها تعمل أتوماتيكيا لتفادى الحوادث وتتوقف، وهناك مفاجأة يكشفها حادث العياط، حيث كشفت التحقيقات أن المزلقان كان معطلا، وأن العامل نبه القطار بالطرق المعهودة، وأن السيمافورات كانت تضىء بالأحمر. وأن القطار به جزرة توقفه أتوماتيكيا فى حال لم ير السائق التنبيهات، وقد برر السائق الأمر بالشبورة، لكن التحقيقات تثبت أن السائق عطل جزرة التوقف التلقائى، بما يعنى أننا لا نفتقد للتكنولوجيا، وإنما للعقول التى تتحكم فيها وتشغلها.

وقد كشف لى مسؤول بالنقل من سنوات أن القطارات الحديثة بها إمكانات أمان عالية، وأنها تصدر تنبيهات للسائقين، ولهذا يشعرون بالدوشة فيعطلون الأجهزة الحديثة، ومنها أجهزة إنذار الحريق، لأنها تمنعهم من عمل الشاى أو التدخين. بما يعنى أن الأدوات والتكنولوجيا متوفرة، ونحن الذين نعطلها ونسير بالبركة، وينسون «اعقلها وتوكل».

بالتالى وعلى عكس ما يردد البعض فإن التكنولوجيا توفر المال والجهد، والأمان، لكنها فقط تحتاج إلى عقول جديدة تتعامل مع هذه التكنولوجيا، التى تجعل نسبة الحوادث فى الدول التى نستورد منها القطارات أقل من واحد من عشرة فى الألف. بينما نحن ندفع أموالا ونهدرها، بسبب العقول القديمة. وما ينطبق على القطارات والمزلقانات ينطبق على الطرق، وغياب نظام مراقبة بالكاميرات والرادارات يمكنه توفير الجهد والوقت والمال، والأهم أرواح ودماء المواطنين. وبالتالى فالأهم من التكنولوجيا من يشغلها، وكيف يستعملها، ومن الصعب على عامل مسكين بلا تدريب أن يتعامل مع أدوات وتكنولوجيا حديثة ومتطورة. وحدث أن كنا نمتلك فنيين يشغلون المصانع المعقدة فى كل مكان.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

9 مواجهات مثيرة تنتظرك فى الجولة الثانية بكأس عاصمة مصر.. تعرف عليها

كيف أنهى كهربا أحلام دخول الأهلي التاريخ أمام الريال فى ذكرى دراما باتشوكا؟

مواعيد مباريات اليوم الأحد 14-12-2025 والقنوات الناقلة

ترامب: أبلغت بإطلاق النار ومكتب التحقيقات الفيدرالى فى موقع الحادث والوضع عصيب

موعد مباراة الأهلى وسيراميكا فى الجولة الثانية بكأس عاصمة مصر


روبوت يختفى تحت جليد القطب الجنوبى 8 أشهر ويعود بمعلومات تثر الذعر.. ما القصة؟

لو أولادك مش على بطاقتك التموينية.. اعرف تضمهم إزاى

إطلاق نار مكثف داخل جامعة براون بولاية رود آيلاند الأمريكية

توروب: هدفى تطوير أداء لاعبى الأهلى.. وهذا موقفى من عودة معلول

إسلام عيسى: على ماهر أفضل من حلمى طولان ولو كان مدربا للمنتخب لتغيرت النتائج


مصرع عامل سقطت عليه سيارة نقل أثناء العمل بالدقهلية

شاهد أول صور من حفل زفاف التونسية دارين حداد فى دبى

أكاديمية الشرطة تعلن نتائج اختبارات المتقدمين للعام الدراسى.. غدا

المتسابق عبد الله عبد الموجود يحصل على أعلى الدرجات ببرنامج دولة التلاوة

ابن جليلة محمود يكشف لـ اليوم السابع تطورات حالتها بعد دخولها العناية المركزة

كوناتى مدافع ليفربول يكشف مستقبل محمد صلاح بعد مباراة برايتون

فلامنجو يهزم بيراميدز 2-0 فى نصف نهائى القارات ويتوج بكأس التحدى.. صور

العين يتأهل لنهائى كأس الإمارات رغم الخسارة ضد النصر بمشاركة ربيعة.. فيديو

خلال دقائق.. الأكاديمية العسكرية المصرية ترسل رسائل المقبولين

منتخب مصر يخسر أمام الهند 3-0 فى نصف نهائي كأس العالم للاسكواش

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى