محمد محمود حبيب يكتب: الدواعش وعلاج مس الشيطان بالضرب المبرح

ورقة وقلم - أرشيفية
ورقة وقلم - أرشيفية
إن من أشد مفاتيح شر الشيطان للإنسان أن يزيّن له سوء عمله فيراه حسنا، وأن يجعله يعجب بنفسه وبكل ما يصدر عنها، ويجعله ألا يفتش فى عمله ليرى مواضع الخطأ والنقص فيه، فهو مفتون بكل ما يتعلق بذاته، وبطبيعة الحال لا يطيق أن يراجعه أحد فى عمل يعمله أو فى رأى يراه. هذا هو عين البلاء الذى يصبّه الشيطان على الإنسان، وهذا هو المقود الذى يقوده منه إلى الضلال. فإلى البوار ! وعلى النقيض الأخر نجد من يبالغ فى ضرر الشيطان للإنسان ويعتقد هؤلاء أن الشيطان هو المسئول عن كل سوء يصيب الإنسان فى الدنيا بمسه له، والمتتبع لأقوال العلماء يجد خلافاً فى مدى وكيفية دخول الجن جسم الإنسان، فهناك من قال إنه يدخل جسم الإنسان ليوسوس فقط، وهناك من قال إنه يدخل جسم الإنسان ويتحكم فيه ويسيطر عليه سيطرة كاملة، ومهما يكن من أمر إلا أننا نجزم بأنه لم يصح مطلقاً أى نص عن النبى (صلى الله عليه وسلم)، ولا عن أحد من الصحابة يجيز استخدام الضرب كعلاج، بخلاف ما استنبطه كثير من الدواعش وأمثالهم من المعالجين ومنهم جهلة قاصرون فاعتبروا كل الأمراض تَلَبُّسًا من الجان، واعتبروا أنفع الوسائل هى الضرب المبرح أو إيذاء المريض بحجة أنه يؤذى الجن المتلبس فقط، وقد حدثت مآسٍ وكوارث، بل حالات قتل ليس لها اسم سوى القتل وإزهاق النفس التى حرّمها الله بغير حق، فيا ويل هؤلاء القتلة من إثم هذا الفعل.

والتعامل مع الجن بهذه الطريقة ضلالة عصرية، ولا يجوز لمسلم أن يزيد على الرقية الشرعية الثابتة من الكتاب والسنة.

ونحن نجزم بأن الصرع ليس كله مصدره المس بدليل المرأة التى كانت تُصرع على عهد النبى (صلى الله عليه وسلم) فكيف يتركها النبى على حالها ( بدون علاج ) أى بدون استخدام الضرب كما يفعل هؤلاء الآن!! وكما هو معلوم أن النبى (صلى الله عليه وسلم) قد بشرها بالجنة إن صبرت، فهل كانت عاصية وكثيرة الذنوب حتى يلبسها الجن ؟!!!

وأما عن أقوى دليل لاستخدام الضرب فى العلاج عند القائلين بالسيطرة الكاملة للشيطان فهو حديث عثمان بن أبى العاص ( وهو ما أخرجه ابن ماجة فى سننه (3546) وغيره( قَالَ: لَمَّا اسْتَعْمَلَنِى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الطَّائِفِ, جعَلَ يَعْرِضُ لِى شَيْءٌ فِى صَلَاتِى حَتَّى مَا أَدْرِى مَا أُصَلِّي, فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ رَحَلْتُ إلى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, فَقَالَ: مَا جاءَ بِكَ, قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ, عَرَضَ لِى شَيْءٌ فِى صَلَوَاتِى حَتَّى مَا أَدْرِى مَا أُصَلِّي, قَالَ :ذَاكَ الشَّيْطَانُ ادْنُهْ, فَدَنَوْتُ مِنْهُ, فَجلَسْتُ عَلَى صُدُورِ قَدَمَيَّ, قَالَ: فَضَرَبَ صَدْرِى بِيَدِهِ...، وَقَالَ: اخْرُج عَدُوَّ اللَّهِ، فَفَعَلَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ قَالَ: الْحَقْ بِعَمَلِكَ،قَالَ: فَقَالَ عُثْمَانُ: فَلَعَمْرِى مَا أَحْسِبُهُ خَالَطَنِى بَعْدُ.

وعلى فرض صحة هذا الحديث فهو استنباط قبيح فكيف يقارن فعله عليه السلام هذا بفعل من يبالغ فى الضرب فى العصر الحاضر، ومما لا شك فيه إن ما حدث للصحابى هو نوع من الوسوسة ونسيان بعض القرآن كما فى بعض طرق الحديث، ولا يمكن الاستنباط بأنه لبس أو مس من الشيطان. ولكنه كما تواتر عنهم هو الجهل بفهم النصوص كالمبالغة فى فهم معنى المس والذى لا يستطيع أحد أن ينكر أصله.


Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 4 يوليو 1187.. صلاح الدين ينتصر على الصليبيين فى «حطين» بجيش من مصر والشام والعراق ومتطوعين من المغرب العربى ويحتفظ بكبار الأسرى ويبيع الفقراء منهم بأسعار زهيدة

استشهاد 15 فلسطينيا فى قصف الاحتلال خيام النازحين بمواصى خان يونس

طريق الموت ينهى رحلة جوتا نجم ليفربول.. تقرير يفضح كارثة الطريق الأخطر بإسبانيا

مفاوضات فى الأهلى لإنهاء أزمة أحمد عبد القادر

طقس اليوم الجمعة 4-7-2025.. أجواء شديدة الحرارة وشبورة ورطوبة مرتفعة


وزير الخارجية السعودى يجتمع مع نظيره الروسي سيرجى لافروف في موسكو اليوم

رحلة هادئة.. مواعيد قطار تالجو أسرع قطارات السكة الحديد الجمعة 4-7-2025

نجوم المونديال.. معلومات تهمك عن كوكوريلا صمام أمان تشيلسي

تجربة سياحية فريدة.. اكتشف سحر حمام كليوباترا الملكى فى مرسى مطروح (صور)

مدربون يظهرون لأول مرة فى الدورى المصرى.. ريبيرو وفيريرا الأبرز


لرحلة آمنة.. نصائح ذهبية لحماية نفسك أثناء استخدام خدمات النقل الذكى

ترامب: أريد الأمان لشعب غزة لقد مروا بالجحيم

الأسئلة المتوقعة.. مراجعة ليلة الامتحان فى الجيولوجيا لطلاب الثانوية 2025

بن حمودة يصل القاهرة للتفاوض مع مسئولى غزل المحلة للرحيل

قانون الإيجار القديم.. 7 سنين أمان وشقة للمستأجر الأصلى جاهزة قبل الإخلاء

ماكرون يهدد طهران بإجراءات انتقامية بسبب اتهام فرنسيين بالتجسس لصالح إسرائيل

أخبار × 24 ساعة.. وزارة العمل تعلن عن وظائف فى المترو وشركة الكهرباء

موعد مباراة فلومينينسي ضد الهلال فى ربع نهائى كأس العالم للأندية

إبراهيم عبد الجواد: الأهلي يجهز عرضا تاريخيا لـ مصطفى محمد

حزب الجبهة الوطنية يستعرض الرموز الانتخابية لمرشحيه

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى