«خازوق» نسيان القانون!

أكرم القصاص
أكرم القصاص
بقلم : أكرم القصاص
الكوارث الكبيرة.. من أخطاء صغيرة
نسيان الخوازيق، أدى إلى انهيار كوبرى سوهاج بعد 7 أشهر، نسيان تشغيل جزرة القطار أو إغلاق المزلقان وراء كوارث التصادم، نسيان بلاعة مفتوحة، نسيان أسلاك عريانة. كل الكوارث الكبيرة تأتى من نسيان أشياء صغيرة. الأخطاء الصغيرة التى يرتكبها الصغار فى كل مجال تقودنا إلى كل هذه الحالة من التفسخ والتردى، وتضيع أموالنا وأرواحنا نقدم الصغار للعقاب، ومع هذا لاتحل المشكلات، لأننا ننسى أن الكبار هم المسؤولون. والكبار ينسون أخطاء مرؤوسيهم، فيسود النسيان وتسود الفوضى. لأننا ننسى.. والحقيقة أن النسيان هو المعادل للفساد والإهمال ونهب المال العام، وراء كل نسيان صغير فساد كبير.

فى حادث كوبرى سوهاج المنهار بعد 7 أشهر ظهرت أزمة غياب «الخوازيق»، وبدأت شركة علام أو الاستشاريون، أو المحافظ والإسكان، يعلقون الخطأ على شماعات بعضهم، نحن أمام ما يقرب من عشر جهات تسببت فى الانهيار. قد يبدو «الخازوق» خطأ صغيرا وربما كان وراءه مقاول أو عامل أو مهندس صغير، ولو اكتفينا بعقاب الصغار نكون أمام ما يسمى بكبش فداء، وقد جربنا هذا فى الكثير من الكوارث، تقديم صغار الموظفين لتنتهى القضايا بالحفظ أو البراءة.

عندما يقع حادث قطار، عامل التحويلة، والمشرف عليه والمدير ومدير المدير، وإذا تعرض الوزير للضغط، يقيل رئيس الهيئة، وإذا بقى رئيس الهيئة يبحث عن مدير تحته يقيله، ومع الكوارث الكبيرة تتم إقالة الوزير. نفس الآمر فى الكبارى يفترض معاقبة كل القيادات والجهات. وإذا كانت كل كوارثنا ومصائبنا ترجع إلى نسيان خازوق أو جزرة أو بلاعة، وتستمر الكوارث، فالأمر ليس نسيانا لكنه يسمى إهمالا، نحن نعاقب الصغير، ونترك المسؤول الكبير وتفشل الحلول من داخل أو خارجه. ربما نبحث عن علاج المسؤولين من النسيان، أو ضعف الذاكرة، خاصة وأنهم دائما ينسون أنهم سبق لهم النسيان. أم نبحث عن طريقة لنسيان ما نعانى منه وننسى جميعا أن هناك إهمالا أو خلافه.

وهناك حلول معروفة ومجربة وهى من داخل الصندوق، اسمها «القانون»، التطبيق الحاسم للقانون على كل المسؤولين الكبار قبل مرؤوسيهم، وهذه بديهيات تسمى المسؤولية التضامنية، والمسؤولية السياسية، ومسؤولية الرئيس عن مرؤوسة وراء كل كارثة كبيرة خطأ صغير. ينطبق عليها المثل القائل «يبوظ الطبخة على بقرش ملح»، ولا يمكن الرهان على الضمير بينما الأصل أن يتم تطبيق القانون بحسم. ومن القانون تبدأ وتنتهى كل الأمور. النسيان ليس خطأ صغيرا، ولا تافها، والحلول علمية وتكنولوجية والأهم القانون الذى يبدو أننا دائما ننسى تطبيقه، ولهذا تتكرر الكوارث والحوادث. والنسيان يعنى الإهمال والفساد والتواطؤ، قديما كانوا يعاقبون المهمل بالخازوق، وهو عقاب انتهى، وحل مكانه ما يسمى القانون. لأن نسيان القانون هو أكبر «خازوق».

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

أحدث تفاصيل في قضية راسل براند من تهمة الاغتصاب والاعتداء.. تعرف عليها

جهاز الزمالك يكثف استعداداته لمواجهة بيراميدز ويدرس موقعة صن داونز

ترامب: إلغاء الرسوم الجمركية يعنى انهيار اقتصاد الولايات المتحدة

7000 جنيه حدا أدنى شهريا للعاملين بالقطاع العام وقطاع الأعمال بعد الزيادة

هل تتسبب مصروفات حضانة طفلة بانفصال زوج وزوجته بالقاهرة الجديدة؟


كيف يتم التقدم وتسكين التلاميذ بفصول رياض الأطفال للعام 2026

زلزال بقوة2.31 يضرب الجيزة.. والهلال الأحمر المصري يطالب باتخاذ إجراءات الوقاية

هزة أرضية يشعر بها سكان الجيزة

استعدادا لاستقبال موسم الحج.. إطلاق خدمة الاستشارات الطبية الافتراضية للحجاج على مدار الـ24 ساعة.. 81 ألف خدمة صحية لضيوف الرحمن.. تكثيف الرقابة على الأسواق فى مكة.. و1.3 مليون حاج إلى السعودية لأداء المناسك

دونجا: رمضان صبحي كان يقاتل للفوز باللقب.. وجددت عقدي موسمين مع بيراميدز


الرئيس السيسى يهنئ "بيراميدز" والجماهير المصرية بالفوز بدورى أبطال أفريقيا

وزارة التعليم تعلن رابط التقدم لرياض الأطفال وأولى ابتدائى للعام 2026

بيراميدز يهزم صن داونز 2 - 1 ويتوج بدورى أبطال أفريقيا فى إنجاز تاريخي

البوستر الرسمي لمسلسل فات الميعاد بطولة أسماء أبو اليزيد وأحمد مجدي

الزمالك يعلن رسمياً إنهاء أزمة مستحقات ياسر حمد لرفع إيقاف القيد

انقطاع الخصومة بدعوى عدم دستورية مادة إخلاء الأماكن بقانون الإيجار القديم

طقس حار فى مشعر منى يوم التروية والأرصاد تحذر من سحب رعدية ورياح

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى